وسط توقعات متزايدة بالإطاحة بكارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد الإسباني من منصبه، برز اسم يعد الأبعد لتولي المهمة، ويدين الميرينجى له بالكثير، وهو مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو. ويحسب للمدرب «الاستثنائي» انتزاعه لقب الليجا وكأس الملك في غمار حقبة برشلونة الذهبية، مع بيب جوارديولا، وإعادة الملكي إلى نصف نهائي دوري الأبطال لثلاثة أعوام متتالية بعد بقائه حبيس في دور الستة عشر، بل ويذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك حين ينسبون له الفضل الأكبر فى تحقيق عاشرة دورى الأبطال عام 2014 قائلين أن أنشيلوتي اقتنص اللقب بالفريق الذي صنعه مورينيو. وما الذى كان سيفعله البرتغالي خاصة مع كم العواصف التي تركها خلفه برحيله في يونيو 2013 ، لو صدقت تلك التقارير، فالحقيقة تقول إنه دخل في صراعات عديدة كان أولها مع خورخي فالدانو المدير الرياضي السابق للريال، الذي كان دائم الهجوم على «الاستثنائي» قبل قدومه، ليضع نفسه على رأس قائمة الإطاحة، فقيامه بتقديمه للإعلام واعتذاره عن هجومه السابق لم يشفع له، حيث أخذ مورينيو على عاتقه إقصاء فالدانو تمامًا بدءا بمنعه من ركوب حافلة اللاعبين أو دخول غرف الملابس، وصولًا لتهجمه عليه بالتصريحات وتشجيع رحيله، إلا أن اضطر فالدانو أخيرًا للاستسلام أمام الرجل الذي لن يقبل سوى أن يكون الحاكم الأوحد. وكان الصدام الأشهر مع إيكر كاسياس، ربما فى تاريخ مورينيو بالكامل، حيث استغل تراجع مستوى القديس واهتزاز ثقته ليطعنه مع أول إصابة، مستقدمًا دييجو لوبيز في يناير 2013، وذلك لم يكن لاعتبارات فنية فقط، فالمقارنة تصب في مصلحة لوبيز في تلك الفترة والدليل أن أنشيلوتى أبقى عليه كحارسه الأساسي بالليجا حتى رحيله في صيف 2014، ولكن الأزمة الكبرى بين الثنائي كانت في تسريب أخبار الفريق الداخلية إلى الصحافة، ولم يكن هناك من هو أكثر قابلية للتلبس بتلك التهمة من صديق المذيعة الشهيرة سارة كاربونيرو. وصل الأمر إلى طريق مسدود وبات البرتغالي ينادي قائد فريقه في المران ب «رقمه» عوضًا عن اسمه، وبنهاية ذاك الموسم كان الأمر واضحًا حيث لا يمكن لأحدهما أن يحيا والآخر. وخلق وجود مورينيو، صدام آخر مع المدافع المخضرم «بيبي»، في منافسته مع الشاب الصاعد آنذاك رافاييل فاران، أو بمعنى أدق فشله في منافسته من وجهة نظر مواطنه المدرب مورينيو، وكانت نقطة قوة مورينيو في الرد على تصريحاته التى خرج بها مدافعًا عن كاسياس، ليخرج الاستثنائى برده الشهير :«مشكلة بيبي هى اصطدامه بفاران.. يصعب تقبل الأمر حين تكون في ال31 من عمرك وتخسر مقعدك لصالح لاعب في التاسعة عشر». ولم يترك مورينيو، حتى كريستيانو رونالدو النجم الأول للفريق وأقر «المو» بنهاية ولايته المدريدية بوجود بضعة خلافات بينه وبين مواطنه ونجمه الأبرز، ثم أشعل الثقاب ملقيًا إياها عن الوقود بتصريحه الاستفزازي الشهير : «أفتخر بتدريب أفضل لاعبي العالم حتى حين كنت مدربًا مساعدًا في برشلونة، دربت رونالدو الحقيقي، البرازيلي وليس ذلك». لذلك وفى ضوء تلك الصدامات المتتالية يبدو عمل البرتغالي إن عاد لولايته الملكية الثانية واضحًا، حيث لا يمتلك مورينيو عادة أي هامش من التوافق ولو حتى المؤقت؛ مما يعني أن كاسياس وبيبي سيكونا أول من تطولهما المذبحة، وبعد ما حدث وفي ضوء تلك التفاصيل لا يبدو الصلح بين المو والدون واردًا، فوصول مورينيو سيعني حتمًا التضحية بكريستيانو رونالدو، وهو أكثر ما يجعل عودته حلمًا مستحيلًا. أما على الصعيد الخططي سيعيد مورينيو كرته مع 4-2-3-1، وسيعتمد على ثنائية راموس وفاران، بل وقد يستقدم مدافعًا ليلعب بجوار فاران على حساب راموس، وربما يفاجئنا بإعادة سامي خضيرة الذي استغله في السابق على أكمل وجه. بالطبع لن يهدر مورينيو، هذا الكم من صناع الألعاب بالفريق دون وضع أحدهم تحت كريم بنزيمة، والأرجح أنه سيكون توني كروس نظرًا لتفضيله صانع الألعاب القادر على أداء المساندة الدفاعية، لينتقل خاميس رودريجيز على الرواق الأيمن، ويعيد جاريث بيل إلى موقعه المفقود على اليسار. إشادات مورينيو المتكررة ببيل، ورغبته الدائمة في التعاقد معه وسط أقاويل تتردد أن الريال أجرى تلك الصفقة بناء على توصيته الشخصية قبل رحيله، كل ذلك يؤكد أنه الرجل الوحيد القادر على تحرير طاقاته الكامنة، أو القضاء عليه بلا رجعة فتاريخ مورينيو لا يخلو من تلك الوقائع. لكن يبقى على الجميع الانتظار لمعرفة ماسوف تؤول إليه الأمور في النادي الملكي الذي يبدو أنه على صفيح ساخن بعد موسم كارثي بكل المقاييس.