كتبت - أمينة محمود: رسائل مجهولة تستهدف عدد من قيادات الوزارة وتتهمهم بالفساد .. والرافعى : اصحاب مصالح قام مجموعة من موظفى وزارة التربية والتعليم، بتدشين مجموعة سرية لمقاومة قرارات وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعى، وتوجيه اتهامات وانتقادات لقيادات الوزارة عن طريق "رسائل sms" للصحفيين، ولموظفى الوزارة فيما اسموه الحرب الداخلية لفساد الوزارة وقياداتها على حد قولهم. بدأت القصة عندما قامت المجموعة التى أطلق عليها بين قيادات الوزارة التى وصلتهم الرسائل "اللهو الخفى" بإرسال عدد من الرسائل التليفونية إلى صحفيى الوزارة المعارضين لسياساتها، تتهم عدد من القيادات بالفساد، مؤكدين - خلال عدد من الرسائل والتى تجاوز 30 رسالة بشكل دورى - أن سبب قيامهم بتلك الأفعال وإرسال تلك المعلومات إلى الإعلام وبعض قيادات الوزارة، هو عدم قدرتهم على مواجهة القيادات العليا خوفا على "أكل العيش"، مؤكدين أن هدفهم الأول هو مواجهة الفساد حسب الرسائل. وحملت معظم الرسائل اتهامات "أخلاقية" لعدد من قيادات الوزارة البارزين، بالإضافة إلى سرد بعض وقائع مما أسموه مخالفات فى التعيين، وبعدد عدد من الرسائل الغامضة والتى بدأت منذ شهرين ومع تولى الرافعى المنصب. لم تقتصر الرسائل على موظفين الوزارة، والذين أصبحوا يتندرون على القصة؛ بل بدأت "الجماعة السرية" بإرسال الرسائل إلى القيادات المقصودة بالفساد ومدير مكتب الوزير موجهين إليهم اتهامات مباشرة وهى نفس الرسائل التى وصلت إلى محررى الوزارة. من جهته قال الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم، أنه اتخذ كافة الإجراءات القانونية الخاصة لمعرفة هوية مرسلين الرسائل لمحاسبتهم إلا أنه وحتى الآن، لم تتوصل تلك الجهات إلى هوية المجموعة السرية، مؤكدًا أن تلك الفئة هم أصحاب المصالح والذى منعت عنهم بعض ما كانوا يتقاضوه من قبل وقال: "أنا مش هدى مكافآت غير للى بيشتغل، ودا مش هيعجب الناس"، مؤكدًا أن الموضوع لا يهمه وأنه اتفه من أن يتحدث فيه. وسادت حالة من الاستياء داخل أروقة وزارة التربية والتعليم، نتيجة لعدم تحرك الوزير تجاه الرسائل المجهولة، وكشفت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم ل"التحرير"، أن الرسائل المجهولة بدأت إرسالها لعدد قليل من صحفى الوزارة المعنيين بتغطية أحداثها، منذ أكثر من شهرين، وبعد ذلك الأمر استهدف إرسال هذة الرسائل لقيادات الوزارة الذين تم اتهامهم طبقًا لنصوص الرسائل المجهولة بأفعال خادشة للحياء. وأشارت المصادر إلى أن الدكتور محب الرافعى، اطلع على تلك الرسائل أكثر من مرة، لاتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها مع الجهات المسؤولة ومعرفة القائمين على إرسال هذه الرسائل. وتابعت ذات المصادر أن وزير التعليم - عقب اطلاعه على نصوص تلك الرسائل - قام على الفور بإجراء اتصال هاتفى بوزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفور، واطلاعه على الأمر بكامله، مضيفة أن وزير الداخلية طالب وزير التعليم بإرسال نص الرسالة ورقم الهاتف المحمول الذى أرسلت منه لتتبعه، على أن يتم إرسال هذا الأمر فى خطاب رسمي مدون عليه عبارة "سرى للغاية"، وهو ما قام به وزير التعليم فعليا، ولكن دون جدوى. وأضافت المصادر أنه عقب إرسال خطاب وزير التعليم لوزير الداخلية لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعرفة القائم على إرسال تلك الرسائل، تم تعميم إرسال هذة الرسائل المجهولة والتى استهدفت عدد من قيادات الوزارة بالاسم، لترسل لعدد كبير من صحفى الوزارة إضافة لعدد من موظفى الوزارة وقياداتها، وكأن القائم على إرسال تلك الرسائل، يتحدى جميع قيادات الوزارة، بإرساله تلك الرسائل إليهم شخصيا، ولكن ما يثير علامات الاستفهام هو عدم تحرك قيادات الوزارة المرسل إليهم تلك الرسائل ساكنهم واتخاذ الإجراءات المناسبة تجاهها. ويرى المصادر، أن تلك الرسائل التى وصفها الجميع بالغير أخلاقية، تمثل صراع قائم فى الوزارة ضد وزير التعليم الحالى، نظرًا لنجاحه فى إدارة شئون الوزارة، وكشفه للعديد من قضايا الفساد، إضافة إلى أن تلك الرسائل تستهدف الإطاحة بعدد من قيادات الوزارة من مناصبهم. وأكدت المصادرأن الأسلوب ذاته تم اتباعه من قبل وقت تولى الدكتور محمود أبو النصر مسئولية الوزارة ولم تستطيع الوزارة أيضا التوصل إلى مرتكبيها مما اضطر إلى تقديم المستهدفين وقتها، استقالتهم ومنهم مدير مكتب الوزير السابق . من جهته أكد اللواء حسام أبو المجد، رئيس قطاع مكتب وزير التعليم، أن الوزارة تتخذ إجراءاتها القانونية تجاه انتشار تلك الرسائل المجهولة، لمعرفة القائم على إرسال تلك الرسائل المجهولة والتى تستهدف عدد من قيادات الوزارة.