نظم المئات من الأطفال الموريتانيين، أمس السبت، مسيرة بالعاصمة نواكشوط، تدعو إلى "الوحدة الوطنية" و"ثقافة السلم الأهلي". وحمل المشاركون لافتات وقبعات كُتبت عليها عبارات تدعو للوحدة و التآخي من قبيل "العدل أساس الوحدة"، "الإسلام مُوحدنا"، "نعم للتعايش السلمي"، "نحن جيل الوحدة"، حسب مراسل "الأناضول". و تأتي التظاهرة في إطار موسم الأخوة الثاني، الذي أطلقته قبل يومين جمعية "يدا بيد"، التي تُعني بتعزيز ثقافة السلم الأهلي و تهتم بمعالجة القضايا الاجتماعية التي تنخر نسيج المجتمع الموريتاني وتهدد لحمته كالعنصرية وانتشار الفوارق الطبقة والخطاب المتطرف. وقال الأمين العام للجمعية، عبد الله صار "إن الفكرة من المسيرة ترمي لربط جسور تعارف وتآخي بين أطفال شرائح المجتمع الموريتاني في هذه السن المبكرة، مشيرًا إلا أن التباين الثقافي واللغوي بين بعض مكونات المجتمع جسد "قطيعة" بين أجيال من هذا الشعب". ولفت إلى أن "حالة الاستقطاب الاجتماعي التي يمر بها المجتمع الموريتاني حاليًا كظهور الخطاب العنصري المتطرف، هو ما يدفع الجمعية اليوم لتنظيم هذه التظاهرة من أجل رفض دعوات التفرقة وتكريس الأخوة كواقع". وعاشت موريتانيا هزات اجتماعية على مدى العقود الأخيرة، بعد عمليات التهجير والتشريد والقتل التي تعرض لها الزنوج نهاية تسعينات القرن الماضي من قبل نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع. وينقسم المجتمع الموريتاني عرقيًا إلى مجموعتين "عرب وزنوج، وتنقسم المجموعة العربية إلى عرب بيض (البيظان) وعرب سمر (الحراطين)، وتضم المجموعة الزنجية ثلاثة مكونات البولار والسوننكي والولووف".