أصبحت السوق الليبية وغياب الرقابة عن الأسواق المصرية من أبرز أسباب ارتفاع أسعار الخضار في الإسكندرية، حسب حديث عدد من تجار المحافظة ل"بوابة التحرير" التي تقصت أسباب ارتفاع أسعار الخضروات بهذا الشكل المفزع. وقال محسن عبد الحميد، تاجر خضار بسوق راتب بمنطقة المنشية، إن السبب في ارتفاع الأسعار يرجع إلى أن أغلب تجار الجملة بوكالة الحضرة، وهي المورد الأساسي للخضار بالإسكندرية، يقومون بتوريد بضاعتهم إلى دولة ليبيا، لأنهم يدفعون أضعاف ما يدفعه التاجر المصري. وأضاف عبد الحميد، "يوميًا تأتي عربات نقل كبيرة تحمل أرقام ليبيا، بالتوقف أمام ساحة مخصصة للسيارات النقل بترعة المحمودية ويقومون بالتحميل من وكالة الخضار كل السلع الدرجة الأولى، ويتركون الخضار الدرجة الثانية والثالثة لنا نحن التجار المصريين". وتابع، "ويا ليت ما يتركونه رخيص فالأسعار عالية جدًا ولا يوجد بيع أو شراء، الطماطم أقل حاجة ب 10 جنيهات، والفلفل ب 3 جنيهات والبطاطس ب 3 و4 جنيهات للكيلو الواحد". وأشار عبد الحميد، إلى أن عددًا كبيرًا من التجار قرروا تصعيد الأمر للغرفة التجارية في مسألة توريد البضائع بتلك الكميات إلى ليبيا، مضيفًا: "نحن نريد أن يتحدث معنا رئيس الغرفة التجارية في موضوع الناس الذين يشترون كميات كبيرة من الخضار ويصدرونه إلى ليبيا". وشكك التاجر، فيما تم تداوله بين الناس من أن السبب وراء ارتفاع أسعار الخضار أن هو أراضي زراعية احترقت في محافظة الإسماعلية، قائلًا: "في ناس بتدراي الموضوع وبتقول إن فيه أرض اتحرقت في الإسماعيلية بتزرع طماطم وفي الحقيقة الأرض دي بتزرع كنتالوب وده هو السبب في أن الطماطم غالية و ده غلط، هما مش عاوزين يقولوا الحقيقة و كل التجار عارفين أن السبب هو تجار ليبيا". ومن جانبه، قال صابر إبراهيم، تاجر خضار: "بالفعل السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار الخضار هو أنه يتم تصدير كميات كبيرة منه لدولة ليبيا عن طريق تجار يقدمون من هناك"، مضيفًا أن "بسبب ذلك حدث ركود في الأسواق بالإسكندرية وباقي المحافظات، وحالنا واقف". وأضاف إبراهيم، أن "المفرض الأول نكفي بلدنا وبعدين نصدر اللي فائض عن حاجتنا، إحنا بنشتري الخضار غالي ونبيع غالي، إحنا مش بنكسب أي فلوس، مفروض إحنا نكلم مين و مين المسئول، طيب إحنا نقول: الحقنا يا ريس". وبدوره، قال مسعد عابدين، تاجر خضار: أن تاجر الجملة في وكالة الحضرة عندما يجد تجار ليبيا يقدمون لشراء الخضار بأسعار أعلى بكثير من التجار المصريين يبيع له، ولو أراد التاجر المصري أن يشتري فيجب علليه أن يدفع نفس مايدفعه التاجر الليبي، مما يضطره إلى رفع السعر على المواطن لتعويض ما دفعه. وأضاف عابدين، "نحن ليس معنا أموال ندفع فوري ولا نستيطع أن نشتري بسعر غال ونضطر ان نقترض وتتراكم علينا الديون، وفي النهاية الناس لا تشتري". في سياق متصل، رصدت "بوابة التحرير" آراء عدد من المواطنين، حيث قالت أم محمد: "اللي بيحصل ده حرام دلوقتي الواحد علشان يعمل بامية يصرف فلوس كتيرة جدًا وأي أكل هتيصرف عليه كتير الطماطام ب8 جنيهات والبطاطس غالية واللحمة غالية جدا ومفيش فلوس إحنا شعب غلبان محتاجين حد يحس بالغلابة". ومن جانبه، قال مسعد أحمد، موظف إن "كل حاجة أصبحت غالية و العيشة أصبحت صعبة جدا، دلوقتي سعر الطماطم أغلى من سعر التفاح يعني أعصر تفاح أحسن بدل الطماطم". وبدورها قالت أم جنى، ربة منزل، "أنا مش قادرة اشترى كليو طماطم و خضار، أنا دلوقتى جاية اشترى ربع كليو طماطم لأسرة أربع أفراد علشان أطبخ وبنتس لما بتقولس نفسها في المكرونة بعملها بالصلصة رغم أن مالهاش فايدة زي الطماطم والواحد بعد كدة يأكل جنبة أحسن إحنا كدة مش هنقدر نجيب و لا نأكل". وقالت نادية محمد، موظفة، "الحاجة غالية جدا وإحنا من الطبقة المتوسطة ومش نقدرش نشترى كليو طماطم، أنا بشتري ربع أو نصف كيلو لو عندي ضيوف".