هناك قرارًا من السلطة التنفيذية باحتكار عمل الدوائر وحوار الأحزاب صوري - قيادة الأحزاب تحتاج لنخب شابة أقل أمراضًا سياسية قال المهندس باسل عادل النائب السابق ونائب وزير الشباب السابق والإعلامي الحالي، أن مجلس النواب القادم سيكون برلمانًا للتجار وصغار التجار، وأنه سيكون أسوء من برلمانات مبارك وبرلمان الإخوان، وأن جلساته ستكون مثل المزاد العلني. ووصف باسل عادل، في حواره ل"ويكليكيس البرلمان"، التحالفات الانتخابية بأنها أضحوكة سياسية، وأن القوائم الحالية ستمثل كارثة في المجلس، مؤكدًا أن السلطة التنفيذية تحتكر قوانين الانتخابات، وأن الحوار مع الأحزاب كان صوريًا لأن السلطة مصممة على احتكار عمل تلك القوانين. وإلى نص الحوار.. - بداية ما رأيك في التعديلات التى تمت على قوانين الانتخابات التى سبق الحكم بعدم دستوريتها؟ الواضح تمامًا أن قانون الإنتخابات لا يحمل أي رؤية عامة وليس هناك مشروع سياسي يحدد شكل المستقبل، ولذلك نتوه في التفاصيل بسبب غياب الرؤية السياسية العامة التي تخطط للمستقبل، وعنوان المرحلة لم يوضع بعد وإن كنت أرى أن قانون تقسيم الدوائر إلى أقسام أصبح خطأ، وأنه يجب أن ننزل إلى مستويات أقل في التقسيم إلى مستوى الشيخات، وأن تكون هي أساس التقسيم وليس الأقسام، لأن القسم محدد بأرقام كبيرة، وهذا سيكون أسهل لتفادي معدل الإنحراف أو الإنحراف المعياري، وحتى يكون وفق المطلوب بأقل من 25 %، ومن السهل ضم عدة شيخات أو فصل شياخة ونقلها من دائرة لدائرة أخرى، ويكون المحدد الإداري أوضح. - ما رأيك في التعديلات الأخيرة لقوانين الإنتخابات بعد حوار الأحزاب؟ الحديث عن اللجنة والتعديلات كثير والجميع اعترض على أن من أعد القانون الذي تم الحكم بعدم دستوريته هو من يقوم بإجراء التعديلات، وأن من رفض قانونهم ومن صنعوه هم من يعدلونه، والواضح أن هناك إصرار من السلطة التنفيذية على احتكار عمل قوانين الإنتخابات، وخاصة قانون تقسيم الدوائر، ولذلك حوار الأحزاب الذي تم كان صوري. - وكيف ترى البرلمان القادم و دور الأحزاب فيه؟ لا توجد أحزاب قوية في مصر وهذا واضح، والبرلمان القادم لن يكون برلمان رجال أعمال فقط بل سيكون برلمان للتجار وصغار التجار، وسيكون أشد سوءًا من برلمانات مبارك وبرلمان جماعة الإخوان، وشعار الإنتخابات أن من يملك المال هو من سيدخل البرلمان، هذا مع غياب السياسة وعدم وجود أي رؤية. - وهل سيكون أسوء من برلمان الإخوان الذي كنت عضوًا فيه عام 2012؟ نعم سيكون الأسوء، لأنه سواء إختلفنا أو اتفقنا مع برلمان 2012، إلا أنه كان عبارة عن كتل سياسية واضحة، وهى الكتلة المدنية، وكتلة النور السلفي، وكتلة الإخوان المسلمين، والإنسحاب يكون للمجموع وليس للأفراد، أي يكون لرؤية وبرنامج، أما الأفراد فيكون الإختيار أو الحكم ذاتي أو شخصي، فأنت تنتخب الشخص لذاته أو على حسب حبك أو كرهك له، ولكن تنتخب الأحزاب والتحالفات بناءًا على البرامج. - وما رأيك في الأحزاب السياسية ودورها في ظل الصراعات التي تدور فيما بينها؟ مستوى الأحزاب ضعيف وقيادة الأحزاب تحتاج إلى نخب شابه أقل أمراضًا سياسية، وليس معنى هذا أن نهاجم الأحزاب ونحاربها ونعمل على إضعافها بل يجب أن تقوم بدورها كمنظم ودعمها المادي مقنن، ففي بعض الدول تحصل الأحزاب على الدعم حسب عدد النواب الذين يدخلوا منها البرلمان، والأحزاب في مصر تعيش بنخب سياسية فقيرة ماديًا، وكل الأحزاب تحتاج لممول، وهذا ما يجعلها تخضع لرئاسة هذا الممول أو صاحب المال. - وكيف ترى التحالفات الانتخابية؟ ومارأيك فيما يدور حول تدخل بعض مؤسسات الدولة في تشكيلها؟ التحالفات في مصر أضحوكة سياسية، لأن كل تحالف يضم كل الأطياف والأيديولوجيات المتعارضة والأحزاب، ولا يكون لها برنامج وكلها تقول أن برنامجها هو تأييد الرئيس السيسي، رغم أن الرئيس طلب كثيرًا ورفض أن يكون لديه حزب، ولكن معظم الأحزاب تقول أن برنامجها دعم الرئيس وهذا غير مفهوم، والمفارقة المضحكة أن القوائم تنتخب للبرامج، على عكس الأفراد وللآسف القوائم ليس لها توجه وتشكيلها "سمك لبن تمر هندي"، وهو ما يفرز كما قلنا برلمان تجار وجلساته تكون مثل المزاد العلني، وسيكون هدف تلك التحالفات هو تأييد الشخص الذي طلب منهم تأييد مصر، وهم يسلكون نفس مسلك الحزب الوطني، وهذا ليس فقط في البرلمان فهناك سحب للدولة إلى كل ما هو ماضي. - وما رأيك في عودة نواب الوطني وأحمد عز للترشح للبرلمان القادم؟ النظام السياسي القائم ومؤسسات الدولة وحدها تتحمل وزر هذا الأمر، والمفروض ألا يسمح بعودة رموز النظام الذي انقلب عليه الشعب، وإذا كان الرد هو عدم الإقصاء فعلينا أن ننتظر عودة البلتاجي وأسامة ياسين وقيادات الإخوان المسلمين إلى البرلمان بنفس المنطق، والواقع أن السياسة بها أدوات كثيرة يمكن أن تنفذها الدولة لإبعاد رجال مبارك دون أن يكون ذلك إقصاء، وواضح أنها تتركهم يتحركوا، ونحن هنا أمام خطأ كبير من الدولة. - ألا ترى أن الأحزاب تتحمل جزء من المسئولية خاصة أن كل التحالفات تقريبًا ضمت مرشحين على قوائمها من النواب السابقين للوطني المنحل؟ الأحزاب تريد قبعات لها في البرلمان برؤوس غيرها، أي أنها عناوين عليها اسم الحزب ولكن الشخص لا ينتمي إلى الحزب، وهو خطأ ستدفع ثمنه الأحزاب، لأن هولاء حزب المصالح كانوا مع الوطني والآن يترشحون مع الأحزاب الأخرى، ولكن بعد انتخابهم لن يكون ولائهم للحزب أو التحالف بل يتحالفون مع من يتفق ومصالحهم وليس بالضرورة أن يحموا مصالح الحزب، وهولاء زيجاتهم لا تكون كاثوليكية بل تكون عرفية تنتهي سريعًا وتنتقل من مصلحة إلى مصلحة. - وكيف ترى الهجوم الكبير من رئيس حزب الوفد على قائمة حب مصر والدولة مؤخرًا؟ الدكتور سيد البدوي اشتكى الدولة كلها وتدخلها عندما شكلت قائمة في حب مصر، ولكن اعتبر أنها من مصلحة الدولة عندما انضم حزبه إليها، وعمومًا انضمام الوفد بهذا العدد من الأشخاص أمر يسيئ للوفد وتاريخه وحتى نصف من هم على قائمة في حب مصر من الوفد ليسوا من الوفد بل مفروضين على سيد البدوي، وهناك سلوكيات سياسية مرفوضة ولا تليق بحزب الوفد.