إنها أجمل امرأة فى العالم كما قالت مجلة «بيبول» الأمريكية، وبغض النظر عن اختلاف الأذواق والآراء، فمن الممكن أن نتفق كحد أدنى على أنها الأجمل بين كل النجمات، على الأقل مَن هن مثلها فى الخمسين من عمرهن. لن تجد أبدا على وجهها آثارا لبوتكس ولا لعمليات تجميل أحالت أغلب الفنانات إلى دُمى تتشابه فى الملامح. انظر إلى وجوه عدد من النجمات المصريات والعرب لترى الحقيقة المفزعة، بعد أن فقدن كل شىء بسبب تلك العمليات الخطيرة التى شدَّت الوجه ولكنها أثَّرت سلبًا على الإحساس. عندما سألوا ساندرا عن تلك التجاعيد البادية على وجهها قالت إنها خطوط بسبب كثرة الضحك. وهى لا تتصالح وفقط مع ملامحها ولكنها تتصالح مع النقاد. تقبل قبل خمس سنوات جائزة «أوسكار أفضل ممثلة» عن دورها فى فيلم «الجانب المظلم»، وتحصل فى نفس اللحظة أو قبلها بيوم على جائزة «التوتة الذهبية» للأسوأ عن فيلم «كل شىء عن ستيف» وتتسلم وهى مبتسمة الجائزتين. عديد من نجمات «هوليوود» صرن الآن يتجنبن عمليات التجميل. استمع مثلا إلى شارون ستون «55 عاما» وهى تقول: «خضعت للبوتكس ثم توقفت لأننى لا أرغب فى أن أبدو كسمكة ملونة، كل الممثلات يشبه بعضهن بعضًا، أرغب فى أن أبدو كامرأة عاشت الحياة أما مع البوتكس فلا أعتقد أن النساء يدركن أنه يجعلهن كالتماثيل التى لا يجب لمسها»! لم تنكر أبدًا شارون أنها استعانت يومًا بالبوتكس ولكنها امتلكت الجرأة لكى تعلن أيضًا ندمها، كلنا نحمل أعمارنا أيضًا فى أعماقنا وليس فقط على وجوهنا، نكبر من الداخل، و ترسم بصمات السنين خطوطًا على مشاعرنا تشير إلى أعمارنا. الإنسان دائمًا فى صراع مع الزمن، خُلقنا وبداخلنا عوامل الفناء تصارع عوامل البقاء إلا أن أغلب نجماتنا اعتقدن أن رأسمالهن هو وجه مشدود بلا تعبير، يضحكن أو يبكين، التعبير واحد فى الحالتين، ما الذى يبقى للفنان إذا فقد أهم أسلحته فى التعبير وهو قدرته على التلوين بين مختلف المشاعر: حب، فرح، كراهية... رأسمال الفنانة هو وجهها ورغم ذلك فإن أغلب جهود النجمات صار بعد التمثيل وليس فى أثنائه، الكثير منهن يوجهن طاقاتهن إلى البحث عن جائزة أو تكريم أو مقال. إدمان البوتكس ظاهرة عالمية وليست فقط مصرية أو عربية، وهى أيضًا ليست مقتصرة على النجمات والنجوم ولكنها انتشرت بين عدد من النساء والرجال خصوصا أن العمليات تختلف فى أثمانها. بعض من أُجريت لهن هذه العملية فقدن ليس فقط القدرة على التعبير ولكنها أحدثت تشوهًا فصرن حبيسات المنزل إلى حين إزالة آثار العدوان! تماثيل الشمع هن أغلب نجمات هذا الزمن، هل أخذتم الحكمة من ساندرا بولوك أم تريدون أن تظلوا أسماكًا ملونة؟!