هل تابعت «بروموهات» العديد من المسلسلات التى ستُعرَض على الشاشة الصغيرة بعد أسبوعين، ألم تلاحظ أن هناك شيئًا مشتركًا فى وجوه أغلب النجمات، وهو أنها مشدودة على سنجة عشرة، لا تجاعيد فى الجبهة ولا كرمشة تحت العيون، كما أن الوجنات الله ينور، ولا وجه للمقارنة مع نفس تلك الوجوه التى رأيناهم عليها فى مسلسلات رمضان الماضى. هل تستطيع أن تجد فارقًا بين ملامح أغلب النجمات أم أن حُقَن «البوتكس» أحالتهن جميعًا إلى وجوه جامدة مشدودة كأنهن أسماك ملونة فى حوض للفرجة فقط.. صرن مثل ورود وأزهار الزينة بلا طعم ولا لون ولا إحساس. لماذا حالة العداء السافر مع الزمن؟ هل من الممكن أن يعقدن صلحًا مع بصماته؟ دعنا نستعِد هذا الرأى الذى قاله النجم جورج كلونى فى حديثه عندما سألوه عن عمليات التجميل ومتى يلجأ إليها فقال «أحب شعرى الرمادى.. أحب تجاعيدى من خلالها أصبح وجهى أكثر قدرة على التعبير.. إن التقدم فى السن أمر لا يمكن إلا أن نعترف به». كلونى هو أكثر رجال العالم جاذبية طبقًا لأغلب الاستفتاءات العالمية، قالها رجل يعتقد الكثيرون أن جزءًا كبيرًا من رأسماله الفنى والشخصى يكمن فى وسامته، ورغم ذلك فإن هذه النصيحة تصلح أكثر للنساء، نعم الرجال مثل النساء فى التعامل مع الزمن، الكل يخشى من قسوته، إلا أن الأمر فى النهاية ينبغى أن نتعايش معه ونرى الزمن فى أبعاده الثلاثية، كل منا يعيش ثلاثة أزمنة أو ثلاثة وجوه فى نفس اللحظة.. زمنك فى الواقع، عمرك كما هو مدوَّن فى الرقم القومى وجواز السفر، إنه وجهك الذى تراه فى المرآة، هذا هو الوجه الأول الذى نراه نحن عندما نطالع وجوهنا. أما الثانى فهو الزمن البيولوجى والسيكولوجى الذى نعيشه فى داخلنا، إنه عمر كفاءة الأجهزة العضوية والنفسية التى وهبها الله لنا، والزمن بالتأكيد يؤثر سلبًا عليها، ولكن هناك من يتمكن من تقليل معدلات التراجع، لكل منا زمنه الداخلى، وفى العالم يستطيعون تحديده بدقة، فقد يكون رجل فى الخمسين من عمره ولكنه بيولوجيًّا وسيكولوجيًّا فى الثلاثين مثلًا، أو ربما تجده وقد أضيفت إلى عمره سنوات فأصبح فى الستين، من يحتفظون بعمر داخلى يقاوم الزمن تستطيع أن تعرفهم ببساطة لإن وجوههم تبدو أمام الناس فى حالة إشراق يتحدى الزمن بتصالُحه مع الزمن لا بمشرط الجرَّاح ولا بالكولاجين أو «البوتكس».. أما الوجه الثالث أو الزمن الثالث، وهو كيف يراك الناس، الحالة التى أنت عليها فى عيون الناس. أرى وجوه بعض النجمات المصريات وقد صارت غير قادرة على التعبير، فلا هذه ابتسامة ولا تلك تكشيرة لأن الصورة واحدة فى الحالتين، بعض الفنانات يحدِّد اسم مدير تصوير يتعاملن معه لأنه يجمِّل وجوههن، وأحيانًا يشترط الرجال إضافة خطوط درامية فى العمل الفنى تتضمن مشاهد عاطفية لتخصم من عمرهم الحقيقى سنوات، أكثر من كاتب سيناريو حكى لى أن النجوم الرجال الكبار فى مرحلة عمرية متقدمة من أمثال فريد شوقى، وكمال الشناوى، وأحمد مظهر وحاليًّا عادل إمام يشترطون للموافقة على بطولة الفيلم أن يقدموا لقاءات متعددة تؤكد تمتُّعهم بالفحولة الجنسية، وهكذا قد يتم زرع شخصيات نسائية فقط ليعلم القاصى والدانى أنهم لا يزالون يحققون أرقامًا قياسية فى هذا الشأن! الممثل رأسماله التعبير بالوجه وتحديدًا العينين، لا جمال الوجه.. الفنان يظل قادرًا على العطاء ما دام يتمتع بتلك المرونة التى تجعله يتواءم مع الزمن، فهو يؤدى فى الحياة الفنية دور شاب وبعد ذلك دور رجل ثم أب ثم جد وهكذا، الزمن يمضى والأدوار تتجدد أيضًا.. كما أن الزمن يمنح المبدع مساحات أخرى فى التعبير، هذا هو عطاء السنين، إنها خبرة وتراكم الأيام. النجمات العالميات مثل شارون ستون وميريل ستيريب ونيكول كيدمان يعترفن بلجوئهن فى مرحلة من عمرهن إلى «البوتوكس»، إلا أنهن فى نفس الوقت يؤكدن: «مرة واحدة تكفى». الآن حاول أن تدقق مرة أخرى فى وجوه نجمات رمضان، ولو عرفت أسماءهن اتصل ب0900!