ساهمت حالة التراخي من جانب مسئولي وزارة الأثار بمحافظة الأقصر، وعدم الاكتراث بتجميل المعابد الأثرية، وإهمالها بشكل لا يتناسب مع مكانتها التاريخية والعالمية، في تحويلها مظهر حضارى وشاهد يؤرخ الحضارة القديمة إلى مشهد يجسد الواقع الإدارى والتنفيذى المتراخى، وخطر يهدد حياة المواطنين. وتدق «التحرير» ناقوس الخطر، بتسليط الضوء على مظاهر الإهمال بمعابد الأقصر، وهو ما ظهر في صورة انتشار كبير لنبات الحلفا، والتي تسببت في انتشار الثعابين والعقارب، فضلاً عن تعرضها المستمر لحوادث الحريق. يقول كامل عبد العليم، 36 سنة، موظف، إنه يقطن بجوار المنطقة الخلفية لمعبد الكرنك، ويعتبر ذلك أمرًا كارثيًا، موضحًا بأن المنطقة الخلفية من المعبد تحتوي علي مساحات شاسعة من نبات الحلفا، والذي تسبب في انتشار أعدادًا كبيرة من الثعابين والعقارب، مما يشكل خطرًا دائمًا للسكان المجاورين للمعبد. والتقط محمد خيري 32 سنة، موظف، طرف الحديث، مضيفًا بأن نبات الحلفا كثيرًا ما يتعرض لحوادث الحريق، خاصة في فصل الصيف نظرًا لإرتفاع درجات الحرارة، وأن الأدخنة المتصاعدة جرء الحريق تؤثر بشكل مباشر علي جدران المعبد. ودق مع تحذيرات «التحرير» ناقوس الخطر، مصطفي حسن، 29 سنة، مرشد سياحي، أن الإهمال القابع بمنطقة معبد الكرنك أثر بشكل كبير علي الصورة التاريخية التي يحظي بها المعبد، حيث أن السائحين يبدون دائمًا استنكارهم من انتشار نبات الحلفة، ويتسائلون لماذا لا يتم إزالتها حاصة وأنها تشوه الشكل الخارجي للمعبد. وأشار إلي واقعة غضب إحدي السائحات الفرنسيات خلال زيارتها لمعبد الكرنك، لوجود نبات الحلفا التى نغصت عليها الزيارة وحرمتها الاستمتاع بتواجدها بالمعبد. وفي هذا السياق، كشف أحد مسئولي منطقة أثار مصر العليا، والذى رفض ذكر اسمه، أن ميزانية تجميل المعابد الأثرية يتم وضعها علي أساس نسبة الإقبال علي المعابد، مشيرًا إلي إن حالة الكساد السياحي تسببت في ضعف الإقبال علي المعبد، وبالتالي نخفضت الإيرادات وميزانية التطوير والتجميل. وأضاف أنه في حالة عودة النشاط السياحي مجددًا، فسوف يتم الاستعانة بعمال لإزالة نبات الحلفا، باستخدام معدات حديثة مخصصة لإزالة تلك النبات.