كتب - حمادة عبدالوهاب أعادت الذكرى ال35 لما يسمى "الربيع الأمازيغي" بالجزائر الجدل حول الاعتراف بالأمازيغية وإدراجها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في مشروع الدستور القادم. حيث شهدت محافظات منطقة القبائل الكبرى في الجزائر، الاثنين الماضي، مسيرات شعبية بمناسبة الذكرى ال35 ل"الربيع الأمازيغي"، رفع المشاركون فيها شعارات تطالب بالتنصيص على اللغة الأمازيغية لغة رسمية ثانية في مشروع الدستور الجديد، حسب ما تداولته صحف جزائرية. الربيع الأمازيغي ويعود ما يسمّى بالربيع الأمازيغي إلى تاريخ 20 أبريل 1980، عندما منعت السلطات الكاتب مولود معمري من إلقاء محاضرة في مدينة تيزي وزو، شرق العاصمة، ممّا تسبّب في مظاهرات وإضرابات انتهت بعملية قمع واسعة أسقطت عشرات القتلى وآلاف الجرحى، على حد قول نشطاء أمازيغ. مظاهرات وقالت صحيفة الخبر اليومية، إنّ محافظات تيزي وزو (معقل أمازيغ الجزائر)، وبجاية والبويرة وبومرداس، شهدت مسيرات حزبية وشعبية إحياء للذكرى ال35 للربيع الأمازيغي، ورفعت في المسيرات شعارات أهمها الاعتراف الحقيقي بالأمازيغية، بينما رفعت في بعض منها شعارات تطالب برحيل النظام والتغيير. من جهتها، ذكرت صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية، أن آلاف المواطنين شاركوا في مسيرة جابت شوارع مدينة تيزي وزو دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني) وحركة استقلال منطقة القبائل (حركة انفصالية غير معتمدة) رفع فيها مطلب ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية. المطالبة بإقرار اللغة الأمازيغية وقال الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية (حكومية)، إن اللغة والثقافة الأمازيغية حققت تطورا كبير في عهد الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، وإن إدراجها في الدستور الجزائري كلغة وطنية عام 2002 يعد مكسبا كبيرا. وأضاف عصاد، في تصريح للإذاعة الحكومية، أن القرار أعاد الاعتبار للغة الأمازيغية التي تعد مرجعية تاريخية للشعب الجزائري ورمزا للهويّة والحضارة العريقة. وكان الرئيس الجزائري أصدر العام 2002 مرسوما رئاسيا يعتبر الأمازيغية كلغة وطنية يسمح بتدريسها في المؤسسات التعليمية، لكن أصحاب هذا المطلب يشدّدون على ضرورة جعلها لغة رسمية ثانية، إلى جانب اللغة العربية، بشكل يجعلها لغة معتمدة في الإدارة أيضا. وتعالت الأصوات، أياما قليلة قبل ذكرى الربيع الأمازيغي، لمطالبة بوتفليقة بتطوير وضع اللغة الأمازيغية بجعلها لغة رسمية ثانية، بعد العربية، على أساس أنها من ركائز الهوية الوطنية الجزائرية. مشاركة سياسية وقالت لويزة حنون، زعيمة حزب العمال (مرشحة رئاسية سابقة) في مهرجان شعبي الجمعة الماضي بمدينة تيزي وزو، إنه حان الوقت لترقية اللغة الامازيغية إلى مصاف لغة رسمية في إطار مشروع مراجعة الدستور. واعتبرت، في تصريحات صحفية، أن مراجعة الدستور يجب أن يكون فرصة لتسجيل منعرج ديمقراطي عن طريق ترسيم الأمازيغية. والدولة مدعوة للبرهنة عن شجاعتها لتتويج النتائج المحققة حتى الآن، لترقية هذه اللغة إلى لغة رسمية وتم اجتياز المراحل الهامة في ظرف 35 سنة في سبيل الاعتراف بالأمازيغية خاصة ترسيمها سنة 2002 كلغة وطنية. وصرّح علي بن فليس، المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب طلائع الحريات، وهو حزب قيد التأسيس، أن النضال السياسي من أجل الاعتراف بالأمازيغية كمكوّن أساسي للهويّة جزء غير قابل للفصل عن النضال من أجل الديمقراطية. وأوضح بن فليس، وهو رئيس حكومة سابق في بيان له بالمناسبة، أن النضال من أجل ترسيم الأمازيغية، يعد نضالا غير قابل للفصل عن النضال الرامي إلى الاعتراف بالمواطنة كاملة، وبفضل هذا النضال والتضحيات الجسام تمكنت الأمازيغية من احتلال المكانة الجديرة بها كبعد من الأبعاد المؤسسة للهوية الوطنية. من جهته، قال عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، في تصريحات نهاية العام الماضي في مهرجان شعبي بمدينة تيزي وزو، إن حزبه يدعم مطلب ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المقبل للبلاد ونناضل من أجل تحقيق هذا المطلب في القريب العاجل، غير أنّ الرئيس الجزائري وحتى الحكومة يلتزمان الصمت بشأن هذا الجدل. وعود كثيرة وفي المقابل، يعتبر ماسينيسا بن لكحل، الناطق الرسمي للجمعية الثقافية والسينمائية بمحافظة بجاية، شرق العاصمة الجزائر، أن اللغة الأمازيغية لا تزال تراوح مكانها، وأن الأسباب التي أدت إلى انتفاضة الشباب قبل 35 سنة لا تزال قائمة اليوم. وقال ماسينيسا، الذي يتخذ اسمه من الزعيم التاريخي للقبائل البربرية ومؤسس مملكة نوميديا، إنّ ما حصلت عليه اللغة الأمازيغية هو الوعود فقط، وأنّ السلطة تستغل إدراج الأمازيغية كلغة وطنية منذ 2002 كواجهة للتسويق السياسي لها فقط. وأضاف نريد ترقية الأمازيغية كلغة رسمية للحفاظ على هويّتنا التي نعتز بها، لأنها لغة فصيل مهم من المجتمع الجزائري، والكثير منهم لا يعرفون غيرها.