حوار: سيف يوسف ومعتز شمس الدين قال الدكتور وحيد عبد المجيد، إن السبب في ارتباك المشهد السياسي هو فقدان النظام الحالي للرؤية السياسية والاكتفاء بإدارة البلاد يومًا بيوم. وأضاف عبد المجيد، حلال حواره ل"ويكيليكس البرلمان"، أن هناك معطيات تؤكد تدخل جهات أمنية تابعة لوزارة الداخلية في الانتخابات لمصلحة قائمة "في حب مصر"، وهو استمرار لنفس الدور الذي كانت تلعبه في عهد مبارك. وفيما يلي نص الحوار: ما هى رؤيتك للمشهد السياسي وتأجيل الانتخابات والصراعات الحزبية حول القوائم؟ المشهد السياسي مرتبك بشكل كبير وذلك بسبب تركيبة النظام الحالي السياسية، والتي تعتمد على الإدارة وليس السياسة في ظل اعتقاد أن ما نحتاج إليه هو حسن إدارة الأوضاع وليس العمل السياسي وهذا الاعتقاد يغفل تجارب عديدة ومتكررة تفيد بأنه بدون رؤية سياسية فالإدارة يمكن أن تحقق إنجازات لكنها لا تلبس أن "تتوه".. ومعظم مظاهر الارتباك بسبب غياب الرؤية الشاملة وهناك اختزال لمفهوم السياسة بأنه مجرد عمل حزبي وانتخابات وهو تفريغ للسياسة من محتواها وهو ما يؤدي للاستهانة بكل ما يتعلق بالسياسة.. وقد تبلور هذا منذ الانتخابات الرئاسية الماضية عندما طالبنا ببرنامج واضح يعبر عن استراتيجية ورؤية سياسية ولكن كان هناك من يقولون أن كل شئ معروف وأن الخطط والحلول موجودة.. والقيادة أهم من البرنامج.. كيف يعمل النظام الآن؟ ما يحدث الآن هو الإدارة بدون رؤية سياسية مثل "العمل يومًا بيوم" والحقيقة أن السياسة ليست هى الصراعات الحزبية والسياسية.. هذا التوجه يؤدي إلى التخلف السياسي.. وعدم وجود تراكم في العمل السياسي لفترة طويلة جعل السياسة مجرد صراعات حزبية. هل ترى أن النظام الحالي لا يملك رؤية سياسية؟ نعم.. النظام لا يملك رؤية سياسية ولابد من وجود برنامج متكامل يحدد الاتجاه السياسي ويجيب على أسئلة محددة مثل وجود نمط التنمية، وأنواع السياسات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وكيفية إدارة الحوار في المجتمع والعلاقة بين السلطة والمجتمع. ما دلالات الارتباك السياسي؟ ما حدث في قانون الاستثمار أنه تم الإعلان عن قانون جديد وأنه سيكون هناك قانون موحد للاستثمار.. لكن ما حدث مجرد تعديلات بعد عدة شهور، وكذلك قوانين الانتخابات رغم التحذيرات تمسكت الحكومة بالقوانين التي أعدتها وأقرت المحكمة الدستورية بعدم دستوريتها.. هذا التخبط يرجع لغياب الرؤية والدليل وجود خطابات مختلفة ومتناقضة من الحكومة وهذا كان واضحًا في بداية الحوار مع الأحزاب حيث قال رئيس الحكومة في كلمته "إن الحكومة منفتحة على تعديل كافة قوانين الانتخابات"، وفي الجلسة التالية قال "ملتزمون بالتعديلات في حدود ما حكمت به المحكمة الدستورية".. كل هذا يؤكد عدم وجود رؤية لدى النظام. هل غياب الرؤية السياسية يؤثر على عدم إجراء الانتخابات حتى الآن؟ بالطبع.. فمنذ البداية تم تشكيل لجان لصياغة القوانين بدون رؤية، وجاءت بعض التشريعات "غير دقيقة" ويطعن على عدم دستوريتها وهذا يؤدي إلى تأجيل الانتخابات والتخبط الحالي. هل الحكومة الحالية "مؤقتة" لأنها لم تحصل على ثقة البرلمان؟ ليست حكومة مؤقتة لأن رئيس الجمهورية في غياب المجلس لديه سلطة التشريع وهو من اختار الحكومة.. وعمومًا حتى مع وجود البرلمان، دور البرلمان ثانوي في تشكيل الحكومة، وفقًا للدستور، ولابد أن يكون هناك أغلبية لأي حزب أو كتلة داخل البرلمان.. والمجلس القادم لن يكون فيه أغلبية ولا أكثرية ولن يستطيع ممارسة أي دور. هل يجب أن يحتاج الرئيس لظهير برلماني في المجلس القادم؟ الرئيس لا يحتاج لذلك لأن البرلمان لن يكون له دور.. ولابد أن يكون هناك أغلبية معارضة، فالصراع بين الرئيس والبرلمان يصب في مصلحة الرئيس.. تكوين الرئيس لظهير برلماني يخضع لنظرة الرئيس للبرلمان، فهناك رئيس يرى أن وجود برلمان قوي دعم له ويؤمن بتعدد الآراء، وهناك رئيس يرى أن كل ما يفعله صواب وأنه ليس بحاجة لبرلمان.. ولا نستطيع أن نرى رؤية الرئيس السيسي إلا مع وجود البرلمان.. وفي كل الاحوال الرئيس لن يحتاج لظهير برلماني لأن البرلمان القادم لن يكون بع أغلبية أو معارضة قوية. ما الدولة وراء تكوين قائمة "في حب مصر"؟ هناك معطيات كثيرة تدل على أن هناك تدخل حدث من بعض الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية لتكوين قائمة "في حب مصر".. وهذا يعيدنا لما كانت تفعله الداخلية في عهد مبارك، وكانت تدعم أحيانًا مرشحين ضد الحزب الوطني المنحل. هل ترى أن ساويرس والمصريين الأحرار سيكون لهم عدد جيد من مقاعد النواب؟ أغلبية البرلمان المقبل ستكون من النواب المستقلين، والأحزاب لن تحصل على أكثر من 30 %. ماذا عن نواب الحزب المنحل وأحمد عز؟ عودة أحمد عز ونواب الحزب الوطني أمر طبيعي لأن الحزب كان عبارة عن شبكة من المصالح والعائلات التي تتضامن مع السلطة.. وجميع البرلمانات السابقة قبل ثورة 25 يناير سيطر عليها 10 عائلات.. وإذا لم يخوض عز الانتخابات سيكون له 70 أو 80 مرشحًا وسينجع عدد كبير منهم وسيكون لأحمد عز تأثير في البرلمان القادم سواء خاض الانتخابات أم لم يخوضها.. عز له دائرة من الملتصقين به من نواب الوطني السابقين وشبكة من أصحاب المصالح وهو يمول بعضهم وعدد كبير منهم يمتلك فرص للفوز ولهم عصبية وعائلات. كيف ترى تركيبة المجلس القادم؟ لن يزيد نصيب الأحزاب عن 35 % أي ما يقرب من 200 عضو والباقي للمستقلين.. وسيكون لأحمد عز 40 عضوًا، وساويرس لن يكون له أكثر من 30 نائبًا في البرلمان.. وسيكون لقائمة "في حب مصر" 30 نائبًا.. ولن يحصل أي حزب على أكثر من 20 مقعد.. ولن يكون هناك أي أغلبية ولا أكثرية لأي حزب وأو كتلة برلمانية.