تطل علينا اليوم الأربعاء 15 أبريل، الذكرى ال 33، لإعدام الضابط خالد الإسلامبولي، الذي خطط لاغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في 6 أكتوبر 1981. ويعتبر خالد الإسلامبولي، الذي تم إعدامه في 15 أبريل 1982، "الملهم" للعديد من الجماعات الإرهابية المسلحة، الذين يعتبرونه "الشهيد الحي". ولد الإسلامبولي، في محافظة المنيا، وكان والده يعمل مستشارًا قانونيًا. وشغل الإسلامبولي، منصب ملازم أول في الجيش، ولم يكن عضوًا في أي من الجماعات الإسلامية المسلحة، وهو المنفذ الأساسي لعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالاشتراك مع عبود الزمر ومحمد عبد السلام فرج. الإسلامبولي، قال خلال التحقيقات، إنه قام باغتيال السادات، لعدة أسبا منها إهانة السادات للعلماء في آخر خطبه ورميهم في السجن كما ردد في الخطبة الشهيرة، والحكم بغير ما أنزل الله، وزيارة السادات لإسرائيل وإبرامه معاهدة السلام حيث تقول الجماعات الإسلامية أنها "ردة وخيانة للقضية الفلسطينية والأرض المصرية المحتلة". قصة الاغتيال في 40 ثانية في 6 أكتوبر 1981، تصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، منصة كبار المدعوين، خلال حفل القوات المسلحة بنصر أكتوبر 1973، وإذ بالإسلامبولي وأعوانه يترجلون من سيارة عسكرية ويفتحون النار على الحضور في المنصة، وسقط السادات قتيلًا، ومعه عدد من الحضور والشخصيات الرسمية، بينما أصيب آخرون بينهم وزير الدفاع في ذلك الوقت المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة. تمت عملية الاغتيال في 40 ثانية فقط، قام بها أربعة أشخاص، هم الملازم أول خالد الإسلامبولي ضابط عامل باللواء 333 مدفعية، وعبد الحميد عبد السلام وهو ضابط سابق بالدفاع الجوي ويعمل في الأعمال الحرة، وعطا طايل، وهو ملازم أول مهندس احتياط، وحسين عباس وهو رقيب متطوع بالدفاع الشعبي وهو صاحب الرصاصات الأولى القاتلة. 10 رصاصات لم تقتل الإسلامبولي روى شاهد عيان، تفاصيل إعدام خالد الإسلامبولي قاتل السادات، حيث قال إن 10 جنود نفذوا الإعدام بالجبل الأحمر، ولم تظهر آثار الندم أو الخوف على وجه الإسلامبولي، ورفض وضع عصابة علي عينيه أثناء تنفيذ الحكم، ولم يكن بحوزته سوي مصحف صغير وسواك. وصلى الإسلامبولي ركعتين، قبل تنفيذ حكم الإعدام رميًا بالرصاص، وأنهي صلاته ووقف علي قدميه فتوجه نحوه اثنان من الجنود وقاما بإمساكه من ذراعيه وتوجها به إلي "العروسة" وقبل أن يربطوه بها قام الإسلامبولي بوضع يده في جيبه وأخرج منه مصحفا صغيرًا وسواكًا وقام بتسليمهما للضابط الموجود وطلب منه إيصالهما إلى والدته بعد ذلك قاما بربط الشيخ خالد بالعروسة من ذراعيه اليمنى واليسرى ومن أسفل قدميه وعندما أرادوا تغميته رفض الإسلامبولي ذلك وأصر علي رفضه فتركوه علي راحته. ورجع الضابط إلي الخلف وبدأ برفع يده اليمني إلى أعلى وأثناء رفع يده هناك مجموعة من العازفين على الطبول الصغيرة بدأت تدق بسرعة وهذا معناه في الجيش وضع الاستعداد، وبالفعل قام العشرة جنود بأخذ وضع الاستعداد وشد أجزاء السلاح الموجود به طلقة واحدة فقط وكل واحد منهم يصوب نيشانه إلى قلب خالد الإسلامبولي، وفي اللحظة التي قام الضابط بإنزال يده إلى أسفل قام عازف على الطبلة الكبيرة بالدق مرة واحدة، وهنا قام الجنود العشرة في لحظة واحدة بإطلاق رصاصاتهم إلى صدر خالد الإسلامبولي التي اخترقت جسده من الناحية الثانية واصطدمت بالجبل الذي كان خلفه وأحدثت غبارا كثيفا في تلك الأثناء. ويؤكد شاهد العيان، أن المفاجأة أنه بعد إطلاق العشر رصاصات عليه كانت المفاجأة أنه مازال حيًا وبدأت يده اليمني تتحرك ويده اليسري ورأسه تتحركان إلي اليمين فأسرع ضابط بالاتجاه ناحيته ويبدو أنه كان ضابطًا طبيبًا ومسك يد خالد اليسري ليقيس له النبض وإذ به يخرج مسدسه من جيبه ويشد الأجزاء ويوجهه نحو رأس خالد استعدادا لإطلاق النار على رأسه لإنهاء حياته حتى لا يتعذب وهذه هى القواعد في الجيش إلا أن الضابط الآخر أشار له بالانتظار وما هى إلا ثوان وفارق خالد الإسلامبولي الحياة بعد ذلك. وجاءت سيارة الإسعاف ونزل منها اثنان وقاما بحمله على النقالة إلى سيارة الإسعاف وغادروا بالجثمان في حراسة شديدة. آخر جملة قالها الإسلامبولي لوالدته روت والدة خالد الإسلامبولي، آخر ما ذكره لها ابنها قبيل تنفيذه عملية الاغتيال، في اتصال تليفوني بينها حيث كانت خارج القاهرة، وقالت له هل ستقضي العيد معنا، فرد عليها "لا تنتظريني يا أمي في العيد هندبح في مصر أنا وأخوتي". وقالت، إنها لم تكن تدري وقتها أنه يحدثها عن الرئيس السادات، وأنه كان يقصد بالذبح "عملية الاغتيال". الإسلامبولي في إيران بعد اتفاقية كامب ديفيد و استضافة السادات لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي بعد الثورة الإيرانية، توترت العلاقات بين مصر وإيران، وبعد اغتيال السادات ونكاية بالسياسة المصرية، قررت الحكومة الإيرانية وقتها تسمية شارع في طهران باسم "خالد الإسلامبولي".