أظهرت الصحف المصرية الصادرة اليوم "الجمعة"، اهتمامتها بالعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقوم بها 9 دول عربية بالإضافة إلى باكستان ضد الحوثيين في اليمن لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وإنهاء التمرد. حيث أكدت صحيفة الأهرام تحت عنوان "عاصفة الحزم.. تضرب الحوثيين" أنه في استجابة سريعة لطلب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى بسرعة التدخل العسكري ضد عدوان الحوثيين على البلاد، بدأت 9 دول عربية، بالإضافة إلى باكستان أمس عملية عسكرية موسعة تحت اسم "عاصفة الحزم" لإنهاء الانقلاب الحوثى على الشرعية الرئاسية والبرلمانية فى اليمن. ونقلت الصحيفة عن رئاسة الجمهورية، فى بيان حول مشاركة عناصر من الجيش المصرى فى العملية، أن ذلك جاء اتساقا مع الموقف الذى اتخذته دول مجلس التعاون الخليجى بدعم الشرعية التى توافق عليها الشعب اليمنى، وانطلاقا من مقتضيات مسئولية مصر تجاه الحفاظ على الأمن القومى العربى بمنطقة الخليج والبحر الأحمر، واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربى المشترك وميثاق جامعة الدول العربية. وأضاف البيان أنه كان حتمياً على مصر تحمل مسئوليتها وأن تلبى نداء الشعب اليمنى من أجل عودة استقراره والحفاظ على هويته العربية، وذلك من خلال مشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية بعد استيفاء الإجراءات الدستورية، لاستعادة الاستقرار والشرعية. ونقلت الصحيفة عن نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية تأكيده لتأييد الجامعة لهذه العملية التي بادرت السعودية بإطلاقها في إطار تحالف عربي وإقليمي واسع. وأشار "العربي" خلال كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بشرم الشيخ، إلى أن العملية ضد أهداف محددة تابعة لجماعة الحوثيين الانقلابية، وذلك استجابة للرئيس هادي والذي يمثل الشرعية اليمنية. فيما أكدت صحيفة "الأخبار" أن طائرات تحالف الدول الخليجية والعربية بقيادة المملكة العربية السعودية تواصل قصف المواقع العسكرية والقيادية لجماعة الحوثي الشيعية المتمردة في اليمن ضمن عملية "عاصفة الحزم" التي تستهدف دعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وإنهاء التمرد في البلاد. وأوضحت "الصحيفة" أن هناك أنباء عن أن القصف أسفر عن مقتل قيادات بارزة في جماعة الحوثي بينهم عبدالخالق الحوثي، ويوسف المداني، ويوسف الفيشي، وإصابة رئيس ما تسمي اللجنة الثورية للحوثيين محمد علي الحوثي. وأضافت "أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أشرف علي الضربة الجوية الأولي علي معاقل الحوثيين، والتي نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة "الديلمي" وبطاريات صواريخ سام و4 طائرات حربية، دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية". وأشارت إلى أن الأهداف التي تم قصفها بموجب «عاصفة الحزم»، فشملت مواقع في العاصمة صنعاء وفي عدن وصعدة شمالا ومحافظات لحج وأبين في الجنوب وغيرها، موضحة أن القصف الجوي طال دار الرئاسة اليمنية في صنعاء التي اشتعلت فيها النيران جراء القصف، وغرفة العمليات المشتركة في صنعاء، بالإضافة إلي معسكر السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف بصنعاء. وأكدت "الأخبار" أن الأجواء اليمنية أصبحت تحت سيطرة القوات السعودية حيث فرضت حظراً جوياً علي أجواء اليمن، بينما حذرت الرياض السفن من الاقتراب من الموانئ اليمنية ليتم بذلك إغلاق أجواء اليمن وموانئها تماما. وعن حجم المشاركة في العملية العسكرية "عاصفة الحزم" أوضحت الصحيفة، حسب مصادر وتقارير إعلامية، ان هناك مشاركة لأكثر من 185 طائرة مقاتلة من دول خليجية وعربية، منها 100 طائرة سعودية، و30 مقاتلة من الإمارات، و10 من قطر، و15 من الكويت، و15 من البحرين، والأردن ستشارك بست مقاتلات، ومصر وباكستان ستشاركان بسفن وطائرات، وست مقاتلات من المغرب، وثلاث مقاتلات من السودان. وعن الموقف المصري من عملية " عاصفة الحزم " ذكرت صحيفة "الأخبار" أن سامح شكري وزير الخارجية أكد أن الأمن القومي العربي كان وما زال يواجه تحديات كبيرة تتعلق باستعادة دور الدولة في منطقتنا للحيلولة دون توسع الصراعات والنزاعات الطائفية. ولفت إلى أن الصراعات والنزاعات ضاعفت التحدي الذي يمثله خطر الإرهاب، الأمر الذي يستدعي اعتماد إجراءات وتدابير فاعلة للتصدي لهذه الظاهرة وتجفيف منابِعها، مع مراعاة ألا تقتصر مجابهتنا لهذه الآفة المدمرة علي البعدين الأمني والعسكري فقط. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية قوله "إنه علي الرغم من الضرورة القصوي للمضي قدماً في تعزيز الحلول العسكرية والأمنية في الوقت الراهن للحد من تفشي هذه الظاهرة وتمددها عبر الحدود، إلا أن المجابهة الشاملة تستوجب تبني استراتيجية أوسع تراعي جميع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتداخلة". وأضاف "ن موقفنا من الأزمة اليمنية يقوم علي رفض القفز علي الشرعية وفرض سياسة الأمرِ الواقع بالقوة، ولذا فإن دعمنا أكيد لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية.. والتي يتعين تمكينها من القيام بمسؤولياتها القومية من أجل الحفاظ علي وحدة الأراضي اليمنية ومصالح شعب اليمن العزيز". وقال "شكري" "لقد شهد اليمن اضطرابات سعي علي أثرها الأشقاء في الخليج - بدعم من القوي اليمنية الوطنية - لصياغة مبادرة هدفت لوضع اليمن علي طريق الاستقرار والتحول الديمقراطي" وأوضح "وزير الخارجية" أن بعض المتآمرين في الداخل والطامعين في الخارج أرادوا اختطاف اليمن وتحدي ارادة أبنائه واقصائهم، فكان لزاماً تشكيل ائتلاف من الدول العربية من منطلق التضامن مع شعب اليمن ورئيسه، وانفاذاً لإرادته المتمثلة في التوافق علي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية. أما صحيفة "الجمهورية" فأكدت أن المجلس الوزاري العربي لجامعة الدول العربية أعرب عن مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن الممثل لدول مجلس التعاون لدول الخليج وعدد من الدول العربية والاسلامية بدعوة من الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمينة. ورصدت صحيفة "الجمهورية" ردود الفعل العالمية الواسعة لعملية "عاصفة الحزم" حيث ذكرت أن المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جين ساكي صرحت بأن الولاياتالمتحدة تشارك المملكة العربية السعودية والدول الاخري الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي قلقهما إزاء الاعمال العنيفة التي يرتكبها الحوثيون في اليمن ونقلت الصحيفة عن المسئولة الأمريكية قولها "إن القلق السعودي إزاء الآثار الممكنة للتطورات الجارية في اليمن علي أمن المملكة مشروع نظرا للقرب الجغرافي بين الدولتين". ورفضت "ساكي" التعليق على مدي دعم واشنطن لأي تدخل عسكري من جانب السعودية أو دول عربية أخري في اليمن قائلة إنها لاتستطيع التحدث عن مسألة افتراضية في هذه المرحلة، غير أنها أوضحت أن واشنطن تتفهم أن السعودية تتخذ حاليا الاجراءات الاحترازية المناسبة لضمان تأمين حدود البلاد.