"المنشاوي" يشيد بمشاركة جامعة أسيوط في جلسة المجلس التنفيذي للمحافظة    الإسكندرية ترفع 141 ألف طن مخلفات خلال أكتوبر وتستجيب ل97% من شكاوى المواطنين    البرازيل: ارتفاع قتلى مداهمة أمنية لعصابة مخدرات إلى 121    مجلس الأمن يدين هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر    القاهرة الإخبارية: الصليب الأحمر تسلم جثماني محتجزين إسرائيليين وسط قطاع غزة    التعادل يحسم الشوط الأول من مباراة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    تموين الإسكندرية: حملات مكثفة على المخابز والأسواق لضمان جودة الخبز المدعم    خبير: المتحف المصري الكبير يواكب العصر الحديث ويجذب السياح عالميًا(فيديو)    وزارة السياحة والآثار تكشف تفاصيل الدعوة الرسمية لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير: قطعة فنية    . الصحة تفتح الملفات في بني سويف.. مكافأة للتخصصي وإنذار للعيادات المزدحمة    هيئة الاستعلامات: 450 مراسلا من 180 مؤسسة إعلامية دولية يغطون افتتاح المتحف المصري الكبير    الأهلي ينفي شائعات رحيل بيكهام ويوضح خطة الفريق قبل السفر للإمارات    «اليماحي» يجدد دعم البرلمان العربي التام لمصر في الدفاع عن أمنها المائي    موظف بالمعاش يتهم خادمته بسرقة مشغولات ذهبية من فيلته ب6 أكتوبر    دبلوماسية أمريكية سابقة: الضغط الأمريكي سيستمر على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني    رئيس جهاز حماية المنافسة يجتمع مع رؤساء أجهزة المنافسة الأفريقية    سفير الهند: المتحف المصري الكبير منارة تُلهم العالم وجسر يربط التاريخ بالإنسانية    الأوقاف تُطلق (1010) قوافل دعوية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية    شاهد|«المجلس الصحي المصري»: إطلاق الدلائل الإرشادية خطوة تاريخية لحماية المريض والطبيب    تناولها بانتظام، أطعمة تغنيك عن المكملات الغذائية الكيميائية    جماهير الزمالك تنفجر غضبًا بسبب مجلة الأهلي.. ما القصة؟    رفع 141 ألف طن مخلفات من شوارع الإسكندرية واستقبال 1266 شكوى    رسوم السحب النقدي من ماكينات الATM والحد الأقصى لعمليات السحب لجميع البنوك    هنا الزاهد أمام الأهرامات قبل افتتاح المتحف المصرى الكبير: مصرية وأفتخر    انطلاقة جديدة وتوسُّع لمدرسة الإمام الطيب للقرآن للطلاب الوافدين    بالتوقيت الشتوي.. مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف LRT    إصابة 5 أشخاص إثر إنقلاب سيارة في ترعة بالبحيرة    براءة الشاب المتهم بالتعدى بالضرب على طفل العسلية فى المحلة    خالد الجندي: افتتاح المتحف الكبير إنجاز عظيم للرئيس السيسي    وزير الرياضة يصدر قراراً بتشكيل اللجنة المؤقتة لإدارة شئون الإسماعيلي    300 شاحنة مساعدات تغادر معبر رفح البري لدعم الشعب الفلسطيني بقطاع غزة    ارتفاع أسعار الفول وتباين العدس في الأسواق    محافظ القاهرة يصدر حركة تنقلات بين رؤساء الأحياء    كواليس هزيمة برشلونة أمام ريال مدريد.. الصحافة الكتالونية تتحدث    «ابن أمه ميتعاشرش».. 4 أبراج رجالهم لا يتخلون عن والدتهم رغم كبرهم    تأجيل محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة بث فيديوهات خادشة    مستقبل وطن يواصل مؤتمراته الجماهيرية لدعم مرشحيه وحث المواطنين على المشاركة في انتخابات النواب (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة الأقصر    تفاصيل قرار جديد للرئيس عبدالفتاح السيسي    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك» وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.. الأوقاف تطلق (1010) قافلة دعوية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية    مدمن مخدرات.. القبض علي مسجل اعتدى بالضرب علي شخص وزوجته بالعمرانية    تأجيل النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 48 ساعة    الليلة.. الزمالك يسعى لاستعادة انتصارات الدوري أمام البنك الأهلي    عاجل الأحد المقبل بدء تسليم أراضي "بيت الوطن" للمصريين بالخارج بالقاهرة الجديدة    أحمد موسى يتقدم ببلاغات للنائب العام ضد صفحات نشرت تصريحات مفبركة باسمه    وزير الصحة: أصدرنا حتى الآن أكثر من 115 دليلًا إرشاديًا فى مختلف التخصصات الطبية    «نفسي أشتمنا».. يسري نصرالله ينعى المصورين ماجد هلال وكيرلس صلاح    وزيرة التضامن تشهد احتفالية الأب القدوة.. وتكرم شخصيات ملهمة    محافظ بني سويف: تخصيص 11 شاشة عرض لنقل افتتاح المتحف الكبير    مدحت شلبي: محمد عبد المنعم يرفض العودة إلى الأهلي ويفضل الاستمرار في أوروبا    «يوم الوفاء» محافظ أسيوط يكرم أسر الشهداء وقدامى المحاربين    الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء السيسي ب رئيس مجلس الوزراء الكويتي    هل يحق للزوج منع زوجته من العمل بعد الزواج؟.. أمين الفتوى يجيب    أسعار النفط تسجل 64.52 دولار لخام برنت و60.11 دولار للخام الأمريكى    توفيق عكاشة: السادات أفشل كل محاولات إشعال الحرب في السودان    طابور الصباح فى الشرقية يحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. فيديو    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في الشرقية    مرموش يسجل هدف مانشستر سيتي الثاني أمام سوانزي سيتي في كأس كاراباو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«موسى» و«الخضر» تنتظران معجزة في الفيوم
نشر في التحرير يوم 19 - 03 - 2015

تبتعد عن مدينة الفيوم بحوالي 130 كيلو متر، وتقع شمال غرب الفيوم، بعد بحيرتي قارون والريان، وصحراء وادي الحيتان، وبالرغم من أنها يسكنها حوالي 5 آلاف أسرة، أي ما يقرب من 30 ألف نسمة، إلا أن طريقها ممتلئ بقطاع الطرق، والبلطجية الذين يسطون على المارة ويسرقون ما معهم تحت تهديد الأسلحة في وضح النهار، دون رقيب، وذلك بسبب بعد تلك المنطقة عن المدينة، ووجودها في عمق الصحراء، وتقترب من الحدود الغربية المصرية مع ليبيا، ويقطن بالقرية عددا من النازحين من الصعيد..إنها قرية سيدنا موسي وسيدنا الخضر.
"التحرير"، رصدت في هذا التحقيق حياة سكان تلك القرية، وتبين أن عيشتهم تكاد تشبه الإنسان المصري القديم حال عيشه في الغابة، حيث يقطنون في منازل شيد معظمها بالطوب اللبن، ومكونة من طابق واحد، لا يزيد ارتفاعها عن مترين، وليس بها أي خدمات سواء كهرباء أو مياه، وتتكون من غرفتين فقط.
الأهالي يعيشون على مياه الآبار، أو يشترون "جراكن المياه" من القرى المجاورة مثل مدينة إهناسيا التابعة لمركز بني سويف، والتي تبتعد عنهم مسافة 40 كيلو متر بسعر 4 جنيه مقابل كل جركن، كما أنهم يعيشون على "لمبات الجاز"، فبعد غروب الشمس يسود الظلام الدامس، ولا يرى أحدهم أحد بسبب عدم وجود الكهرباء، كما أن القرية لا يوجد بها أي مصدر للعلاج سواء وحدة صحية أو حتى صيدلية، وأقرب وحدة صحية لهم في قرية والي ميزار على بعد 80 كيلو، بالرغم من أنهم يعيشون وسط جميع أنواع الحشرات والزواحف الصحراوية السامة مثل العقارب والثعابين وغيرها، كما أنهم لا يوجد لديهم مقابر يدفنون بها، ومن يموت منهم يتم نقله إلى مسقط رأسه ليدفن فيها.
في البداية، يقول بخيت لطفي "مزارع": إنه أتي من الصعيد في التسعينيات عقب صدور قانون العلاقة بين المالك والمستأجر، مما تسبب في ضيق عيشهم، فقرروا النزوح لتلك القرية آملين في حياة آدمية، بعد أن أخذت الدولة أراضيهم التي في بلادهم منهم مقابل قطعة أرض هناك بمساحة فدانين ونصف مع منزل صغير، ووافقوا حينها لأن مياه الري كانت متوفرة، كما أن الجمعية الزراعية كانت تصرف لهم جميع مستلزمات الزراعة من البذور، والتقاوي، والمبيدات مجاناً، بالإضافة إلى إعطائهم معونة غذائية شهرية تتكون من "عيش، ودقيق، وأرز، وعدس، ومكرونة، وزيت، وزبدة"، ولكن الأمر تدهو عام 2005 عندما رفع الاتحاد الأوروبي دعمه عن المشروع، وأسنده إلى الحكومة المصري، فانقطع كل شئ، ووجدوا أنفسهم في وضع أسوأ، مثلما يقول المثل "يخرج من نقرة يقع في دحديرة".
يقول سعيد سرحان "فلاح": إن الأهالي جمعوا مبلغ من المال، واشتروا به "دينامو" كبير لتوليد الكهرباء، والذي يعمل بالبنزين، الذي يحتاج 750 لترًا يومياً، ما يضطرهم لبيع حصصهم من المبيدات التي تصرفها لهم الجمعية الزراعية حتى يتمكنوا من شراء البنزين اللازم لتشغيله يوميًا، لإضاءة القرية ليلاً بسبب عدم وجود أي وصلات كهربائية عندهم، حيث أنه لايجرؤ أحد أن يدخل البلد أو يخرج منها بعد المغرب، فالطريق المؤدي إلي هناك مظلمٌ تماماً.
وتضيف خديجة سعيد، ربة منزل، أنهم يشترون الخبز من القرى المجاورة ب 50 قرش للرغيف الذي لا يصلح أصلا للاستهلاك الآدمي، حيث أنه ملئ بالحشرات، وطعمه سيئ جدًا، ولكن ماذا يأكلون ليس أمامهم شئ آخر يأكلونه.
يقاطعها سيد جداوي، قائلا: إنهم قاموا بإعداد مكان وتجهيزه ليصبح مخبزًا، ولكن مديرية التموين رفضت منحهم حصة الدقيق، قائلة لهم مع منظومة الخبز الجديدة، إذا كان هناك فائض من الدقيق سيقومون بتوفير حصة لهم، وإذا لم يكن هناك فائض فليس بأيديهم شئ.
أما عن الطبخ، تقول أم الهنا: إنهم يطبخون على "الكانون" وهو عبارة عن حجرين يتم وضعهم ويوضع الخشب والقش بينهم وتشعل فيهم النيران، ويتم تسوية الطعام عليهم، ولا يوجد في القرية كلها " بوتوجاز" واحد، وهم تعودوا على ذلك، فكل طعامهم وشرابهم على "الكانون"، موضحة أنهم أحيانا يشترون دقيق من القرى المجاورة، ويقومون ويصنعون منه "عيش شمسي" حيث يقومون بعمل العجين وتقطيعة لأرغفة صغيرة ونشره في الشمس حتى يستوي ويأكلونه بعد ذلك.
وأوضح ناصر إبراهيم، أنه لا يوجد بالقرية كلها ولد أو بنت يعرفون القراءة والكتابة، حيث أن القرية لا يوجد بها أي مدرسة لأي مرحلة تعليمية، وأقرب مدرسة لهم تبتعد عنهم مسافة 30 كيلو، وهم يخشون إرسال ابنائهم وبناتهم للتعليم فيها بسبب انتشار قطاع الطرق بطول الطريق، فيفضلون ألا يذهبوا للتعليم، ويبقوا في منازلهم آمنين.
ويؤكد عيد المنفي، أن الأهالي فرحوا لدى علمهم أن الدولة اعتمدت 24 مليون جنيه للتنفيذ، وبدأت الشركة في العمل، وحينها شعر الأهالي أنهم في حلم جميل لا يريدون أن يستيقظوا منه، ولكنهم استيقظوا على كابوس بعد أن تدخلت وزارة البيئة ومنعت استكمال المشروع بحجة أنه يمر من أراضي محميات طبيعية، إلا أن الأمل عاد مجددًا بعد الإعلان عن توسيع حدود المحافظات، وإنشاء طريق الواحات الضي يمر بجوارهم، وإنشاء مركز شرطة هناك، وكافة الخدمات أيضًا، الأمر الذي أصبح بارقة أمل جديدة لهؤلاء الأهالي المكلوبين.
ويختم فوزي عبد الحميد، فلاح، أن جميع الأراضي الزراعية بارت، بسبب عدم وجود المياه، حتى أن محصول الزيتون الذي يتحمل العطش ولا يحتاج لمياه كثيرة ذبل وجف أيضًا، مؤكدًا على أن معظمهم هجر القرية، وذهب لقرى أخرى، وسيهجرها باقي أهلها قبل أن يتعفنوا فيها قريبًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.