انتقد كتاب ومحللون سياسيون عددًا من معارضي النظام المصري ممن يتمنون فشل المؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ الذي انطلقت فعالياته أمس، مؤكدين أن تأييد المعارضة للمؤتمر، تعد "معارضة إيجابية"، وأن أي دعم لبناء مصر هو "واجب وطني". ووجه الدكتور مصطفي النجار، الناشط السياسي، حديثه لمن يتمنون فشل المؤتمر الاقتصادي، قائلا "إن الاستثمارات التي قد تنتج من هذا المؤتمر لن يقطف ثمارها سوى أجيال قادمة خلال عقدين من الزمن ربما نكون وقتها، نحن المعارضين وكذلك النظام الحاكم، في القبور، فلماذا نصادر مستقبل أجيال لا ذنب لها في هذا البؤس الذي نحياه ونعايشه يوما بعد يوم؟". وأضاف النجار، "إذا ذهب هذا النظام الذي نعارضه وترك بنية الدولة كاملة التجريف، فكيف سيبدأ من يأتون بعده؟". زهران: أدعم المؤتمر وأرفض فكرة عودة الرأسمالية من جانبه، قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، ومؤسس ائتلاف "العدالة الانتقالية"، إن للمؤتمر الاقتصادي فوائد سياسية ستعود على مصر، سيكون لها أثرًا إيجابيا، خاصة حول صورة مصر في الخارج، لافتًا إلى أن "الهدف الأساسي من المؤتمر هو توجيه رساله للخارج، وتعبئة العالم مع الدولة المصرية، ففوائد المؤتمر سياسيًا أكثر من فوائده الاقتصادية". وأضاف زهران، أن "المؤتمر للأسف يعيد فكرة إنتاج الرأسمالية التي تدعمها قوى سياسية عديدة ورجال أعمال مستمرون منذ عصر مبارك"، لافتا إلى أن المصريين لديهم الاستعداد للمشاركة في تنمية البلاد بعيدًا عن الفكر الرأسمالي، "بدليل عندما طلبت منهم الدولة المساهمة في مشروع قناة السويس بادروا وضخوا مدخراتهم في هذا المشروع الذي تنفذه الدولة". الشهابي: تأييد المعارضة للمؤتمر "ذكاء سياسي" وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن تأييد بعض رموز المعارضة للمؤتمر الاقتصادي هو نوع من "الذكاء السياسي" للإفلات من تصنيفهم بأنهم من كارهي الوطن، ورافضي الخير للشعب. ومن ناحيته، قال الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث الأسبق والمرشح البرلماني على المقعد الفردي لدائرة الدقي، إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فالمعارضة للنظام مكون أساسي في الحياة الديمقراطية. وأضاف الناظر أن "المعارضة غير الهدّامة هي أمر طبيعي وتتفق مع النظام في المصالح العليا للبلاد، ومن ثم فإن تأييد فكرة المؤتمر الاقتصادي بل والمشاركة به تمثل المعارضة الإيجابية البنّاءة". نافعة: نجاح المؤتمر الاقتصادي بمثابة نجاح للدولة المصرية قال الدكتور حسن نافعه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "البعض لديه إدراك خاطئ لمفهوم معارضة النظام، فالمعارضة الحقيقية هي تلك التي تعارض النظام فيما يقع فيه من سياسيات خاطئة وتحييه عندما ينتهج خطوات إيجابيه". وأضاف نافعه في تصريح ل"ويكليكس البرلمان"، "حتى إذا كان هناك من يعارض النظام الحالي وسياساته، إلا أن نجاح المؤتمر الاقتصادي هو نجاح للدولة المصرية وللشعب، وخطوة لإنقاذ البلاد من مخاطر تدهور الاقتصاد، لافتا إلى أن أي خطوة للأمام في الشأن الاقتصادي يتوجب علينا أن نحييها". وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هناك من يعارضون من أجل المعارضة وفقط، وهؤلاء لا يمكن تصنيفهم في صفوف المعارضة الإيجابية، ولا علاقة لهم بالمعارضة البناءة.