لم يعد سور الإسكندرية، الذي أنشأ بمعرفة البطالمة اليونانيين لحماية ساحل عروس البحر المتوسط من الهجمات، يحتفظ بشيء من التاريخ سوى الاسم فقط، فالإهمال أتى عليه كمناطق أثرية عديدة، وطمس معالمه تمامًا. يبلغ طول السور نحو 10 كيلو مترات، وتعرض إلى عملية هدم في عصر الوالي عمرو بن العاص، وكان أحمد بن طولون، أحد سلاطين المماليك، أول من يعيد الاهتمام له، حينما وجه بإجراء أعمال ترميم له. وتبقى من السور أجزاء في حديقة الشلالات بوسط الإسكندرية، وبين جنبات إستاد الإسكندرية الرياضي. ويمثل السور مكانه تاريخية كبيرة لمصر، فإبان حكم الوالي محمد علي باشا، فكر في انشاء القلاع والاستحكامات بالمدينة، وجدد أبراجها و حصونها، خصوصًا أن جميع الهجمات الإنجليزية كانت تأتى عن طريق الإسكندرية . وفى عهد الخديوي إسماعيل، اهتم الجيش بتحصين القلاع والسواحل، وتزويدها بالمدافع، التي استخدمت في معركة 1882 ضد الأسطول الإنجليزي، وانتهت بتدميرها، إضافة إلى تضرر السور بشكل بالغ، فلم يتبق منه سوى جزء شرقي وآخر غربي، وبرج يقع فى الركن الجنوبى الشرقي، والبرج الشمالي المعروف خطأ باسم البرج "الغربى". وأما في حديقة الشلالات القبلية، فيوجد بها جزء من السورالشرقي، عبارة عن مبنى شبه مستطيل، مكون من طابقين، وينقسم إلى جزئين، الجزء الجنوبي الشرقي، وهي أبراج رومانية تم تدعيمها خلال العصر الإسلامي، والجزء الشمالى عبارة عن بدن نصف دائري من الحجر الجيري، ويرجع إلى العصر الروماني أيضًا. وبمرور الزمن، تغيرت الطبيعة الجغرافية للسور، فبعدما كان السور مواجهًا للبحر، تدخلت عوامل المد و الجزر لتبعده عنه، ويصبح محاطًا بالأرض الجبلية، وأشجار تتميز بارتفاعاها الشاهق، تغطي أطلاله.