كتب - باهر القاضي: علاّم: تطهير الإسلام من «التطرف» واجب وطني.. والحرب على الإرهاب جهاد في سبيل الله وصف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، جريمة داعش بقتل 21 مصريًا في ليبيا بالبشعة التي لا يرتكبها إنسان عاقل يعي هوامش الدين، فهذه الفعلة النكراء تجعلهم يستحقون اللعنة ومصيرهم جهنم، غير أن تلك الأفعال تبرهن على أن هؤلاء المنحرفين الخوارج هم فى الأصل مندسون وعملاء وخونة، ليس للدين فقط، بل للوطن، سواء العربي أو الإسلامي، فكل الأديان السماوية ترفض تلك الحقارة، والشرع أكد حرمة الدماء، بل جعل الله سبحانه وتعالى قتل النفس سواء كانت مسلمة أم غير مسلمة بغير حق قتلا للناس جميعا. وأضاف مفتي الجمهورية في تصريحاته ل "التحرير" بأن داعش على بُعد تام من صحيح الدين، وكل مستنداتهم واهية، وهم يعيدون الشعوب إلى ما قبل الأديان، لأنهم خوارج هذا العصر، غير أن تلك الحركات لن تؤثر على مسيرة الدين والإنسانية، وهذا جزء أليم حدث لنا، لكن ما نحن فيه الآن يمثل جزءا من الإصرار على الاستمرار، كما أن مصر ستنتصر وترد العدوان على أهله. وتابع:"داعش خوارج هذا الزمان والقصاص منهم واجب شرعي، فالحرب ضد الإرهاب هو دفاع عن النفس والمال والعرض ودفاع عن الدين، وهو جهاد فى سبيل الله. كما أن تطهير الإسلام من الإرهاب والتطرف والتشدد واجب دينى ووطنى، وعلينا أن نقف يدا واحدة ضد كل محاولات التربص بالوطن، وعلينا جميع أن ندعم القيادة السياسية ورجال الجيش والشرطة فى حربهم على الإرهاب. وعن الرأى الشرعي في ممارسة داعش للتمثيل بجثث القتلى والضحايا، قال علام :" ربنا كرم بنى الإنسان وجعل دمه معصوما، والتمثيل الحقير للجثث يتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية، فهؤلاء الخوارج يجعلون من التمثيل وسيلة لاستعراض القوة، وتهديد الغير دون النظر إلى تعاليم الدين، وما نهانا عنه، فهؤلاء يحاولون شرعنة القتل وذبح الأشخاص إلا أنهم فى الحقيقة يجاهرون بعداء الله ورسوله. العالم كله، وهذه التوعية بالإسلام الصحيح تكون بعدة لغات، وبالتالى عندما نقوم بهذا الدور نفوت عليهم الفرصة للتأثير على الشباب المصرى من الوقوع فى براثنهم. وعن كيفية مواجهة خطر فكر داعش الإرهابي شدد "علام" على أن الأمن الفكرى شىء ضرورى لبناء المجتمعات وعامل أساسى فى النهوض بالبنية الفكرية، إلا أن الأمن الفكرى لن يتحقق إلا بعد دحر الإرهاب واقتلاع جذوره، ومواجهة فكر داعش وغيره من التنظيمات الجهادية المتطرفة مسؤولية دولية تتطلب تعاون المجتمع الدولى فى هذا الصدد، وتفعيل دور منظمات المجتمع الإسلامى الدولى فى تنوير عقول المسلمين بخطاب دينى معتدل، فدحر تلك التنظيمات خصوصا فكرهم الشاذ يتطلب دورا حيويا من قبل المؤسسات الدينية، وهذا ما نقوم به بالتنسيق مع الأزهر الشريف فى هذا الصدد بنشر الفكر الإسلامى الوسطى كأولى مهام القضاء على الإرهاب. واختتم مفتي الجمهورية تصريحاته بالقول بإن دار الإفتاء المصرية تقاوم التشدد وتسعى لمعالجته بالفكر، ناهيك بالقوافل الدعوية التى بدأت تجوب جميع محافظات الجمهورية للرد على جميع الشبهات التى تحاط بصحيح الإسلام، وسد جميع الثغرات أمام تلك الحركات المتطرفة لاستقطاب عقول شباب الوطن، وعلينا أن ندرك أن دحر الإرهاب يستوجب تطوير وتأهيل أداء الدعاة والأئمة والوعاظ، وهو ما تفعله المؤسسات الدينية فى مصر بشكل فعال وقوى، إلى جانب جولات الإفتاء المصرية فى الخارج ولقاءاتها بالمؤسسات الدينية وإبرام بروتوكلات مشتركة تضمن معالجة قوية للفكر المتطرف.