طالبت قيادات إسلامية ومسيحية ويهودية، بتضافر الجهود الدولية لمواجهة رسائل الإسلاميين التكفيريين على وسائل التواصل الاجتماعى التى تستخدم لاستقطاب مجندين وتدريس مناهج دينية فى المدارس ودور العبادة والمجتمع لنشر مبادىء التنوع والتسامح. وأكدوا رفضهم العنف بجميع أشكاله خاصة المرتكب باسم الدين والذى يهدد أسس التماسك الاجتماعى مخلفا مئات الآلاف من القتلى الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال وملايين النازحين واللاجئين الذين تعرضوا للظلم والتشريد من ديارهم. جاء ذلك فى ختام أعمال المؤتمر الدولى (معا ضد العنف باسم الدين)، الذى نظمه مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، والذى اختتم أعماله بمشاركة ممثلين عن الأزهر والإفتاء والكنائس المصرية وأعضاء السلك الدبلوماسى المصرى بالنمسا. وأكدوا فى البيان الختامى الذى صدر تحت عنوان “متحدون لمواجهة العنف باسم الدين” بعنف الجهاديين مثل تنظيم “داعش” و”القاعدة” شجبهم للصراعات أينما كانت خاصة الأحداث المؤلمة التى تجرى فى منطقة الشرق الأوسط وتحديدا فى العراق وسوريا. وطالبوا باعتماد أسلوب الحوار فى حل النزاعات ورفضهم استغلال الدين فى الصراعات السياسية أو دعم الإرهاب وتمويله، واحترام حقوق الإنسان والحريات بدون تمييز. وشهدت أعمال المؤتمر مشاركة مميزة لقيادات المؤسسات الإسلامية والمسيحية المصرية، وعرضا لتجربة مرصد الفتاوى التكفيرية بدار الإفتاء المصرية فى الرد على الفتاوى المغلوطة لدى التنظيمات الإرهابية، كما عرض الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، لتجربة قوافل الأزهر الدعوية فى مواجهة العنف والإرهاب وتصحيح الأفكار المغلوطة لدى المتطرفين. وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن مصر ستنتصر فى حربها ضد الإرهاب بفضل جهود أبنائها المخلصين وتضافر جهود جميع مؤسسات الدولة فى مواجهته، ورفض المؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف كل أشكال العنف والإرهاب والجرائم التى ترتكب باسم الدين. وأوضح المفتى أن الانتصار فى حربنا الفكرية ضد التشدد هو انتصار للقيم الإنسانية بشكل عام وتحقيق للاستقرار العالمى. من جانبه قال الدكتور عباس شومان، إن الأزهر الشريف سيعقد فى الثالث والرابع من ديسمبر ملتقى عالمى لمواجهة الفكر المتطرف وأن جهود الأزهر متواصلة ومساندة لدور الدولة وأجهزتها، حتى يتم دحر الإرهاب والإرهابيين. وقال شومان إن منابر مصر انتفضت فى خطبة الجمعة للتحذير من فتنة (رفع المصاحف) والتصدى للمحاولات المستمرة للاستغلال السياسى للدين. مطالبا وسائل الإعلام الغربية بتهميش الفكر المتطرف وإبراز سماحة ووسطية الإسلام وعدم استخدام مصطلح الدولة الإسلامية عند الحديث عن جماعة إرهابية تقتل وتذبح باسم الدين وبين أن الأزهر الشريف فى مقدمة المؤسسات تصديا للإرهاب والإرهابيين، وأن جهودا مكثفة يقودها الإمام الأكبر الدكتور الطيب شيخ الأزهر، منها مواثيق الأزهر للحريات، وبيانات الأزهر التى تدين العنف والتطرف آيا كان فاعله أو المستهدف به، وتسير القوافل الدعوية فى جميع محافظات مصر، لتبصر الناس بحقيقة العنف والإرهاب. وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى عبد الله بن عبد المحسن التركى إن بعض التنظيمات المرتبطة بالإسلام ترتكب بعض الأفعال باسم الجهاد لكنها ليست من الإسلام فى شىء. وأضاف التركى أمام الحضور الذين كان بينهم كل من مفتى مصر ولبنان والأردن وممثلون كبار لعدة كنائس والحاخام ديفيد روزن من اللجنة الأمريكية اليهودية ودبلوماسيون أن هذا هو السبب فى ضرورة التنديد بشدة بهذا السلوك الذى يعتبر ضد الإسلام. ومن جانبه ندد وزير الدولة السعودى للشئون الخارجية نزار بن عبيد مدنى بظهور فصائل فى الشرق الأوسط تستخدم الإرهاب والعنف باسم الدين. وقال إنها تخرب وتقتل وتدمر كل شيء مشيرا إلى أن من يمارسون الإرهاب للأسف ينسبون كل ما يفعلونه وكل قمع يمارسونه للإسلام وقال إن الإسلام بريء منهم.