هو واحد من مقتحمي القلوب، فنان خفيف الظل عظيم الموهبة أجمع الكثير على مثابرته واجتهاده، أخلص لموهبته فأخلصت له وقدمته على غيره من نجوم جيله، أعماله الفنية رغم قلتها إلا أنها علامات مضيئة في عالم الكوميديا، ولد في 28 ديسمبر 1963، وحصل على بكالوريوس التجارة في 1985، وتوفي في مثل هذا اليوم 11 فبراير 2003، هو الضاحك الراحل علاء ولي الدين. مقتحم القلوب ولد علاء ليجد منزله يتنفس فنًّأ فوالده كان واحدًا من ألمع نجوم الصف الثاني والثالث في الستينيات والسبعينيات، وهو الفنان الراحل سمير ولي الدين، إذا لم تتذكره فهو الشاويش حسين في مسرحية شاهد ماشفش حاجة مع النجم عادل إمام. بدأ علاء حياته الفنية كمساعد للمخرج التليفزيوني الكبير نور الدمرداش لمدة 4 سنوات، وبدأ حياته في التمثيل عام 1984، حينما اشترك في مسلسل "زهرة والمجهول"، ثم مسلسل "على الزيبق" عام 1985، وظل علاء يتنقل من أدوار صغيرة في المسلسلات والأفلام والمسرحيات حتى قدمه المخرج شريف عرفة في فيلم "يا مهلبية يا" عام 1991، الذي يمكن اعتباره نقطة انطلاق حقيقية وإن كان علاء قد أثبت نفسه مرارًا قبلها خلال أدواره الصغيرة. استمر علاء ولي الدين في أدوار صغيرة نوعًا ما، حتى قدمه شريف عرفة مرة أخرى في فيلم "الإرهاب والكباب" عام 1992، ليخرج علاء من عباءة الأدوار الصغيرة ليصبح واحدًا من الوجوه المألوفة في السينما، ليقدم عددًا من الأدوار التي وإن كانت صغيرة في حجمها إلا أن تأثيرها كان كبيرًا كدوره في فيلم "آيس كريم في جليم" في العام نفسه، و"المنسي" في 1993، و"ضحك ولعب وجد وحب" في العام نفسه. وظل علاء ولي الدين يقدم أدواره الصغيرة التي إن لم يكسب منها نجومية مباشرة إلا أنه استطاع في تلك الفترة أن يغزو قلوب الجمهور من خلال مشاهده البسيطة المغلفة بتلقائية وخفة يحسد عليها، ليقدم عام 1995 دورًا صغيرًا في مسرحية "حمري جمري" ودورًا آخر في العام نفسه في مسلسل "الزيني بركات"، وفيلم "الجراج" وفيلم "قشر البندق"، و"بخيت وعديلة" بجزأيه و"النوم في العسل" عام 1996، و"رومانتيكا" في العام نفسه. نجومية خاطفة وبصمة خالدة وجاءت بداية النجومية الحقيقة لعلاء ولي الدين عام 1997، حين قدم مع صلاح عبدالله ومحمد هنيدي وعلاء مرسي وهالة فاخر المسلسل الكوميدي "وأنت عامل إيه" ثم قدم في العام نفسه مع هنيدي وليلى علوي فيلم "حلق حوش" الذي يعد أول بطولة له في السينما. وعلى الرغم من ذلك استمر علاء في قبول أدوار صغيرة نسبيًّا مثل دوره في "رسالة إلى الوالي" عام 1998 مع النجم عادل إمام، وحمل له عام 1999 محطة فارقة في حياته حينما قدم مع السيناريست أحمد عبدالله والمخرج شريف عرفة فيلم "عبود على الحدود" مع النجم كريم عبدالعزيز والنجم أحمد حلمي ومحمود عبدالمغني وحسن حسني، لينطلق بعدها في براح النجومية يغرد منفردًا عن باقي أبناء جيله، فلم يسبقه من جيله إلى البطولة المطلقة سوى محمد هنيدي الذي قدم أول أفلامه كنجم شباك عام 1998 وهو فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية". وانطلق علاء يحصد حصيلة الحب الذي زرعه في قلوب جمهوره، فنجحت شخصية عبود نجاحًا باهرًا دفع الثلاثي علاء وعرفة وعبدالله لتكرار التجربة مرة أخري في عام 2000 ، ليقدموا فيلم "الناظر" الذي جسد فيه عددًا من الشخصيات أبرزها شخصية صلاح الدين عاشور وشخصية والده عاشور صلاح الدين، ولكن قدرات علاء التمثيلية ظهرت جلية من خلال شخصية جواهر والدة صلاح. وكما جاءته النجومية في السينما جاءته في المسرح أيضًا، حينما قدم مع عدد كبير من النجوم الشباب وقتها مسرحية "ألابندا" عام 2001 وشاركه فيها محمد هنيدي وأحمد السقا وشريف منير وأحمد عيد ومنى عبدالغني ودينا وهاني رمزي، ثم قدم في العام نفسه مسرحية "حكيم عيون" مع كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وموناليزا وحجاج عبدالعظيم، ثم فيلم "ابن عز" في العام نفسه. وقدم عام 2002 المسلسل الإذاعي "لما بابا ينام" مع يسرا وأشرف عبدالباقي ومحمد هنيدي وهشام سليم وحسن حسني التي تحولت لمسرحية، وكان علاء يستعد للانتهاء من تصوير فيلمه الجديد "عربي تعريفة" حينما وافته المنية بسبب مضاعفات مرض السكر صباح أول أيام عيدالأضحى عام 2002.