إتاحة الاستعلام عن القبول المبدئي للمتقدمين لشغل 964 وظيفة معلم مساعد بالأزهر    رئيس جامعة الإسكندرية يعلن صدور قرار بإنشاء فروع للجامعة في الإمارات وماليزيا    الإدراية العليا تحيل 14 طعنا للنقض على نتيحة انتخابات النواب للدوائر الملغاة    وزير المالية: المفاوضات مع صندوق النقد إيجابية جدًا وتعكس النتائج المالية الجيدة    العذر أقبح!    بدء المحادثات بشأن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا    أسرع أهداف أمم أفريقيا 2025.. رياض محرز يكتب التاريخ مع الجزائر    كهرباء الإسماعيلية يتقدم على الاتحاد السكندري بهدف في الشوط الأول    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته في المنيا    محمد سامي يفاجئ مي عمر أثناء تصوير "الست موناليزا"    رئيس الوزراء: مصر كانت بتتعاير بأزمة الإسكان قبل 2014.. وكابوس كل أسرة هتجيب شقة لابنها منين    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بسبب مشغولات ذهبية بالمنيا    مدرب بنين: قدمنا أفضل مباراة لنا رغم الخسارة أمام الكونغو    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 18 آخرين إثر انقلاب ميكروباص في أسوان    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    تقارير: نيكولاس أوتاميندي على رادار برشلونة في الشتاء    محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا للاستعداد لانطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    ديبال S05 تحصل على تصنيف 5 نجوم في اختبارات Euro NCAP لعام 2025    التعاون الاقتصادي والتجاري والمباحثات العسكرية على طاولة مباحثات لافروف والشيباني    السكة الحديد: تسيير الرحلة ال41 لنقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    هذا هو موعد ومكان عزاء الفنان الراحل طارق الأمير    المتحف المصري بالقاهرة يحدّث قواعد الزيارة حفاظًا على كنوزه الخالدة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    الصحة تواصل العمل على تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    ما فوائد تأجيل صندوق النقد الدولي المراجعتين الخامسة والسادسة لمصر؟    أمم أفريقيا 2025| شوط أول سلبي بين بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية    الحكومة تضم أصول علاجية وإدارية لمنظومة التأمين الصحي الشامل    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    انتظام التصويت بالسفارة المصرية في الرياض    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    تأجيل محاكمة عامل بتهمة قتل صديقه طعنًا في شبرا الخيمة للفحص النفسي    حوار إسلامي مسيحي لأول مرة بقرية «حلوة» بالمنيا حول ثقافة التسامح في الجمهورية الجديدة (صور)    الدكتور/ عمرو طلعت: تم إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3000 ماكينة صراف آلى فى مكاتب البريد منذ عام 2018    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم إفريقيا – براهيم دياز: سعيد بتواجدي في المغرب.. والجمهور يمنحنا الدفعة    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    ضبط 4 متهمين اعتدوا على مواطن بأسلحة بيضاء بسبب خلافات فى السويس    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    طريقة عمل شوربة العدس الأحمر بجوز الهند والزنجبيل    القومي للطفولة والأمومة يناقش تعزيز حماية الأطفال من العنف والتحرش    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    إيران تنتقد الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لعدم التزامهم بالاتفاق النووي    واشنطن في مجلس الأمن: سياسات مادورو تهدد أمن الولايات المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الوطن» فى منزل الفنان الراحل علاء ولى الدين فى الذكرى العاشرة لوفاته
علاء اشترى مقبرة قبل وفاته ب3 أشهر وقال لوالدته: «ده البيت الأخير اللى هنروح فيه»
نشر في الوطن يوم 11 - 02 - 2013

هنا علاء ولى الدين، هنا روحه وفنه وصوره وأشياؤه، هنا استيقظ ونام وتناول الطعام وحلم بالتمثيل والنجومية، أمام هذه الجدران البيضاء أدى علاء أروع أدواره، وهذا الدولاب القديم كان يستخدمه الراحل كممثل مساعد فى المشاهد التى ألفها ومثلها وأتقنها.. هنا منزل الراحل الذى لم ترحل ابتسامته الطفولية الهادئة، هنا جيران لا يزالون يتذكرونه بكل خير وحب، وهنا أيضاً شقيقه الأصغر معتز ولى الدين، آخر فروع عائلة الراحل بعد وفاة علاء وشقيقه خالد ووالدتهم فى السنوات القليلة الماضية.
حتى هذه اللحظة لا يتخيل معتز ولى الدين أن 10 سنوات مرت على وفاة شقيقه الأكبر، علاء، يتذكر ذلك اليوم كأنه حدث بالأمس فقط، يحكى عن تفاصيله كما عايشها، لا ينسى وجه علاء وكذلك وجه والدته المرتعبة: «علاء يوم وفاته كان عنده 39 سنة و6 أشهر»، يقولها معتز مستشهدا بتاريخ ميلاده فى يوم 11 من شهر أغسطس عام 1963، وبين يوم وفاته 11 فبراير عام 2003، فى أول أيام عيد الأضحى المبارك.
معتز ولى الدين، الذى يعمل فى مجال الإنتاج الفنى وأيضاً فى وكالة الأهرام للإعلان، خص «الوطن» بالحديث فى الذكرة العاشرة لوفاة شقيقه بمجموعة من التفاصيل الجديدة: «ال10 سنين اللى فاتوا كانوا صعبين جدا، إحنا 3 أخوات، أنا وخالد وعلاء، الكبير كان علاء (الله يرحمه)، وبعده خالد ثم أنا، سنة 2003 مات علاء، وسنة 2007 مات خالد أخويا وزوجته فى حادث سيارة أثناء سفرهم للغردقة، وماتت والدتى فى 2010، أما والدى فتوفى عام 1980، ولم يتبق فى العائلة غيرى»، إجابة معتز السابقة كانت بسبب طلب مسبق من الجريدة بالحديث مع مختلف أفراد العائلة حول ذكرى الفنان الراحل علاء ولى الدين.
«علاء مكانش تعبان»، يقولها معتز وهو يعود بالزمن 10 سنين إلى الوراء، متذكرا يوم وفاة شقيقه: «الوفاة كانت طبيعية جدا، ليلة العيد الكبير علاء وصل إلى القاهرة بعد زيارة إلى البرازيل كان بيصور خلالها مشاهد من فيلم (عربى تعريفة) الذى لم يكتمل بسبب وفاته، جه من السفر زى الفل، ورحنا استقبلناه أنا وخالد أخويا فى المطار، وكان معاه طلعت زين الله يرحمه وحنان ترك، يدوبك رجع البيت ونام ساعتين وصحى صلى صلاة الفجر، وبعدها نزلنا كلنا صلينا صلاة العيد، ورجع من الصلاة وأشرف على عملية ذبح الأضحية، ووزع اللحمة بنفسه، ودخل بعدها يستريح شوية علشان كان عنده مسرحية بالليل اسمها «لما بابا ينام» مع الفنانة يسرا وهشام سليم وأشرف عبدالباقى وحسن حسنى».
يحكى معتز عن الدقائق الأخيرة فى حياة الفنان الراحل: «علاء قال لى قبل ما ينام أنا عايز أقرا الجرايد وأشوف إيه اللى بيحصل فى البلد فى اليومين اللى سافرت فيهم، نزلت واشتريت جورنالين، واتفقنا إن هو يقرا واحد منهم وأنا أقرا الجورنال التانى، وبعد ربع ساعة نبدل الجرايد، وهو ده اللى حصل فعلا، ولما دخلت له بعدها بحوالى 10 دقايق علشان أبدل الجورنال لقيته مات».
جريدة ملقاة على الأرض، وجسد علاء يتدلى من على سريره الذى كان يستلقى عليه. منذ النظرة الأولى أيقن معتز أن شقيقه علاء توفى، ذهب دون رجعة، اقترب منه أكثر، حاول أن يكذب حدسه الذى ينبئه بموت شقيقه، أمسك يده، حاول أن يسمع نبضه، يقلب جسد الراحل بين يديه عله يفيق، كل ذلك دون جدوى، الصامت لا يرد والقلب لا ينبض، وفى الخارج أم قلقة تصرخ ابنها، يطمئنها معتز أنها مجرد «غيبوبة سكر»، المرض الذى أصاب علاء فى شبابه ولازمه حتى مماته، لا تصدق الأم حديث معتز، لكنها تتظاهر بذلك عل ذلك يطمئنها على كبيرها والأقرب إلى قلبها، يتجمع الجيران والأصدقاء من صراخها ويدخلونها أقرب غرفة حتى يستطيع «معتز» أن ينزل بشقيقه ليذهب به إلى أقرب مستشفى، يكشفون على الراحل ليؤكدوا خبر الوفاة.
فى المستشفى تجمع المئات من محبى الفنان الراحل، وأخذت الفنانة يسرا على عاتقها، ومعها الفنانة حنان ترك مسئولية إخبار والدة علاء بالأمر، كيف تخبرانها؟ وماذا تقولان لها؟ تحكيان ببساطة عن ذلك الشاب ذى الابتسامة الطفولية الذى خطفه الموت وهو لم يكمل بعد عامه الأربعين، محاولات تخفيف الخبر انتهت بإغماءة الوالدة وعدم حضورها «الدفنة» ووجود الأطباء حولها لإنقاذها من صدمتها.
يقول معتز إن وفاة علاء جعلت والدته تعيش ب«الزق»، لكن الضربة القاضية التى طرحتها «أرضا»، حسب تعبيره، هى وفاة شقيقه خالد، بعد علاء ببضع سنوات، لتُصاب السيدة المسنة بالسرطان وتلحق بابنيها بعد سنوات قليلة من وفاتهما.
الراحل علاء ولى الدين كان مريضا مهملا، أصيب بمرض السكر وهو فى سن ال19، قال الأطباء إن سبب وفاته «كومة سكر» و«ضغط عالى زيادة عن اللزوم»، لكن علاء هو المريض الوحيد الذى استعد لوفاته كما يحكى شقيقه معتز: «هناك عديد من المواقف التى أسترجعها حاليا وأرى فيها أن علاء استعد لوفاته كما لو كان يشعر بها، فقبل موته ب3 أشهر اشترى مقبرة فى مدينة نصر بالقرب من (الوفاء والأمل) خلف مدافن الشيخ كشك، وذهب إلى والدتى بمنتهى السعادة وقال لها أنا اشتريت حاجة هتتبسطى بيها أوى، وتعجبت والدتى حين عرفت أن ما يقصده هو المقبرة، فرد علاء على استغرابها، قائلا: ده البيت الأخير اللى هنروح فيه يا ماما ولازم نبقى عارفين الواقع»، ويُكمل معتز: «علاء قرأ جزءا كبيرا من القرآن فى المقبرة اللى اتدفن فيها، كان بيروح هناك كل يوم جمعة وياخد معاه أحد أقاربنا من الشيوخ ويقعدوا يقروا قرآن لساعات، وعلاء فى الشهور الأخيرة قبل وفاته كان قريبا جدا من ربنا ولا يترك فرضا».
اعتمر علاء عدة مرات قبل وفاته، وفى عمرته الأخيرة اشترى من الأراضى الحجازية «مسك» معينا خاصا بتغسيل الموتى، وأعطاه إلى شقيقه الأصغر خالد، وقال له: «خلى الحاجات دى معاك، ولو مت غسلونى بيها»، حسب رواية شقيقه معتز، كان ذلك قبل وفاته بعام، وكان كثيرا ما يقابل الفنان محمد هنيدى ويقول له: «أنا هاموت قريب»، وكان هنيدى يسمع كلامه ضاحكا، ويرد عليه: «يخرب بيتك يا عم، إنت كل شوية تقول لى أنا هاموت قريب، إنت كده بتفوّل على جيلنا كله».
يتذكر معتز أن خالد شقيقه أصر على تعطيل التغسيل والجناة حتى يصل إلى المنزل ويأخذ المسك الذى أحضره علاء ليُغسل به كما سبق أن طلب منه شقيقه.
* البدايات:
عشق الممثل الراحل علاء ولى الدين السينما والفن بسبب والده الممثل الراحل سمير ولى الدين، الذى كان له أبلغ الأثر فى نفس علاء فى الإصرار على أن يصبح ممثلا وفنانا، ومن أشهر أدوار الفنان الراحل سمير ولى الدين دوره فى مسرحية «شاهد مشافش حاجة»، حيث مثل دور «الشاويش حسين»، ويحكى معتز ولى الدين أن بعد وفاة الوالد قرر علاء أن يكون بمثابة الأب والأخ، حيث اضطر إلى النزول والعمل فى أحد الفنادق القريبة بمصر الجديدة، وهو لا يزال بعد طالبا فى الثانوية العامة، حتى يساعد والدته فى مصاريف المنزل وتلبية احتياجات إخوته.
بعد حصوله على الشهادة الثانوية، أراد علاء الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، إلا أن والدة علاء رفضت بناءً على وصية والده قبل وفاته، ونصحه أن يحصل على شهادة جامعية ثم يتعلم التمثيل إذا أراد ذلك، حتى يكون هناك مهنة ثانية يمكن الاعتماد عليها، لأن التمثيل «يوم فى الطالع ويوم فى النازل»، وهناك أيام يحصل الممثل فيها على أجر كبير، وأيام أخرى لا يحصل على أى شىء، ويحكى معتز: «والدى سمير ولى الدين، كان يقوم بالأدوار الكاراكتر، التى لها سمة معينة، ولم يكن نجما مثل علاء، وكان يعانى أيضاً من الحروب الكثيرة فى الوسط، لذلك كان يريد لابنه أن يكون معه شهادة تحميه فى المستقبل»، ويقول معتز: «علاء أخويا كانت غيته التمثيل من وهو صغير، وكل الناس كانت عارفه ده، وهو فى الجامعة اشترك فى المسرح، لكن رغم حبه الشديد للفن لكنه كان بيفتكر دايما مسئولياته، وهو طالب فى الجامعة اشتغل أمن فى أحد المحلات بسبب طبيعة جسمه الضخمة».
وحين أنهى علاء دراسته الجامعية قرر أن يحقق حلمه القديم بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وهنا يلوم «معتز» شقيقه على الأساتذة والمتخصصين فى المعهد عدم قبولهم للمواهب التى تتقدم لهم، والحكم على الممثل بالشكل دون النظر إلى مدى احترافيته: «علاء كان كل ما يقدم لامتحان المعهد يرفضوه، ويقولون إنت أراجوز فى سيرك وبلياتشو، لكن ما ينفعش تمثل، وفيه أساتذة كبار فى المعهد وممثلين وخريجين مشهورين دون ذكر أسماء رفضوا علاء أكتر من مرة، وقالوا له: إنت ملكش فى التمثيل، وفى واحد منهم علاء أصر يعزمه بعد نجاحه فى فيلم الناظر، وقال له إيه رأيك فى البلياتشو اللى إنت شوفته؟»، ويُضيف معتز: «أعيب على المعاهد الفنية لأن جميع الكوادر الفنية المشهورة والناجحة مش خريجين المعهد، أو حاولوا يدخلوا ومعرفوش، المعاهد الفنية المتخصصة ما بتطلعش كوادر؛ دى موهبة ربنا بيديها للبنى آدم».
الاكتئاب أصاب علاء بعد محاولته دخول المعهد عدة مرات، وفى كل مرة يقابَل بالفشل، وكأن الحياة تخبئ لعلاء ما هو أفضل، استطاع علاء أن يلتحق بالعمل مع المخرج نور الدمرداش، الذى يمثل أكاديمية فى حد ذاته كما يصفه شقيقه معتز: «علاء راح أكاديمية نور الدمرداش، واشتغل معاه مساعد مخرج، مدام كريمة مختار زوجة الفنان نور الدمرداش كانت صاحبة والدتى، ونور كان صاحب أبويا الله يرحمه، وقال لعلاء: يا بنى لو عايز تمثل هخليك تمثل بس هتبدأ معايا من الصفر»، وهو ما حدث بالفعل حيث ابتدأ علاء كمساعد للمخرج محمد النقلى، وتعلم علاء فى تلك الفترة كيف تسير الحياة الفنية فى مصر، من إخراج ومونتاج وتصوير وديكور وملابس وإكسسوارات وحركة.
أول أدوار علاء التى لفتت الأنظار إليه كان مسلسلا مع الفنانة ليلى علوى باسم «زهرة والمجهول»، وفى السينما استطاع علاء أن يشد الجمهور بأدواره مع المخرج شريف عرفه، ويقول معتز: «هناك محطة مهمة فى حياته اسمها الأستاذ عادل إمام، أفلام عادل إمام خلت الناس تعرفه، ولولا عادل إمام مكانش هيبقى فيه علاء ولا هنيدى ولا صلاح عبدالله ولا أشرف عبدالباقى، ولا أحمد آدم، كل الجيل ده اشتغلوا معاه واكتسبوا جمهوره».
* النجومية:
يتذكر معتز ولى الدين دور المنتج مجدى الهوارى والموزع وائل عبدالله فى تبنى موهبة علاء ورهانهم عليه، فالأول هو منتج أفلامه الثلاث: «عبود على الحدود» و«الناظر» و«ابن عز»، ويحكى معتز: «مجدى الهوارى كان صديق علاء، ومجدى كان ماضى مع هنيدى على فيلم، بس هنيدى عشان عقوده مع العدل اتأخر عليه شوية، فمجدى قرر إن علاء يبقى بطل، وده طبعا كان حلم حياة علاء، خصوصا لما لقى جيله وصديق عمره «هنيدى» عمل فيلم ونجح وبقى بطل، والناس وقتها كانت بتقول لمجدى باستنكار هتعمل علاء ولى الدين بطل؟ فيها مخاطرة، وهو كان له الفضل أنه ياخد المخاطرة دى ومعاه وائل عبدالله الموزع، وعملوا ورشة عمل لعلاء لحد ما طلع «عبود على الحدود» وبعدها توالت النجاحات، وطبعا اسم شريف عرفة وتاريخه كمخرج متميز أسهما فى النجاح.
ويقول معتز عن النجاح الكبير الذى حظى به فيلم «الناظر»، الذى استطاع أن يحقق إيرادات تجاوزت ال18 مليون جنيه، وهو رقم قياسى، خصوصا مع الأخذ فى الاعتبار أن ذلك كان عام 2001: «علاء فرح بالنجومية لكنها مغيرتهوش، مكانتش فارقة معاه أوى، الاختلاف الوحيد أنه أصبح بيخاف من الجمهور أكتر، ورغم أن فيلمه الأخير ابن عز استطاع أن يحقق إيرادات وصلت إلى 11 مليون جنيه، إلا أنه لم يلاق نفس نجاح أفلامه السابقة بسبب بعض الظروف الإنتاجية، وهو ما أصاب علاء وقتها بصدمة».
النجاح الذى لاقاه فيلم «الناظر» فاق كل التوقعات، ويحكى معتز عن أكثر اللحظات سعادة فى تاريخ الراحل، حين تلقى اتصالا تليفونيا من الفنان فؤاد المهندس قال له فيه: «يا علاء أنا سامع إنك عامل فيلم حلو أوى، أحفادى بيقولولى، أنا عايز أشوفه»، ورد عليه علاء: «فؤاد المهندس شخصيا عايز يتفرج على فيلمى، أنا هعدى عليك وأخدك وأوديك الفيلم»، وعلق المهندس بعد مشاهدة فيلم الناظر: «بص يا علاء إحنا عملنا ستات كتير وقليل، وعبدالمنعم إبراهيم لما عمل سكر هانم كسر الدنيا، لكن إنت لما عملت ست مكنتش ممثل، إنت كنت ست فعلا طول الفيلم، أرفع لك القبعة على الفيلم الجميل ده».
«علاء» استوحى شخصية السيدة فى فيلم «الناظر» من والدته، فالشخصية كما يحكى «معتز»، هى بالضبط والدتهم: «علاء أخد شخصية أمى وخالتى الله يرحمهم فى الشكل واللبس، كان مجسد شخصية الستات البلدى فى المناطق الشعبية اللى بيتميزوا بالبساطة وبيشبهوا أمهات مصريين كتير جدا، وكانت والدتى تتفرج على فيلم الناظر، وتضحك وتقول لعلاء أنا المفروض آخد نص أجرك اللى انت أخدته فى الفيلم، لأن نجاحك كله سببه إنك قلدتنى».
علاء، ظل لمدة عام لا يقبل أعمالا سينمائية بعد فشل فيلمه الأخير «ابن عز»، وكان جميع من حوله -حسب معتز - يسألونه: «مش هتقدم حاجة الموسم ده؟»، فيرد علاء بخفة دمه المعتادة: «هو أنا مانجة علشان لازم أنزل فى موسم الصيف كل سنة، لما ألاقى الموضوع اللى يشدنى هعمله.
* حياته:
حياة علاء كانت بسيطة للغاية كما يحكى شقيقه معتز، ورغم النجومية الكبيرة التى حققها فإن علاء حتى يوم وفاته لم يترك بيت العائلة الذى ولد وتربى فيه، وكان مرتبطا بغرفة نومه بشكل كبير، ويقول معتز: «علاء لحد ما توفى كان عايش فى نفس البيت والأوضة، أنا وخالد أخويا رحنا واشترينا لعلاء بيت جديد جنبنا، بس علشان يروحه كان أمر صعب جدا، علاء كان بيحب يقعد فى أوضته اللى أثاثها متواضع ودلف الدولاب واقعة، وعلاء كان يقول لى حيطان الأوضة دى شافت نجاحى وأنا مش عايز أغيرها».
ويكمل: غرفة علاء المتواضعة شهدت على نجوم مصر، الأوضة دى شافت هنيدى وحلمى وأشرف عبدالباقى وكريم عبدالعزيز، كانوا ببيجوا وبيباتوا مع علاء فى نفس الأوضة».
على الرغم من عشق علاء للفن فإنه قبل وفاته بعدة أشهر كان يصرح لأخيه معتز برغبته فى الاعتزال، وقال له: «أنا نفسى أسيب الفن وأروح اشتغل فى المدينة المنورة، وأقعد عند الرسول، يا عم الفن ده طلع وجع دماغ، الواحد يعمل له كام فيلم وبعدين أروح أقعد عند النبى»، وحين أبدى معتز استغرابه من كلام شقيقه رد علاء: «وإيه المشكلة؟ مش أحسن ما يحصل لى زى ما بيحصل للنجوم الكبار بعد ما بيكبروا، وييجى عليهم الزمن يقعدوا فى البيت مش لاقيين حاجة»، ويرى معتز أن علاء كان يمتلك بُعد نظر فى هذه المسألة جعلت ما يخشاه يتحقق: «الله يرحمه وحيد سيف ونبيل الهجرسى فى جنازتهم مكانش فيها فنانين، كان لازم يكون فيه حد فى جنازتهم مش مجرد حضور العزا بالليل فى الحامدية الشاذلية، وعلاء كان خايف إن السيناريو ده يتكرر معاه لأنه كان بيحب إسماعيل ياسين ومغرم به، وياسين فى آخر عمره اتبهدل، وعلاء كان دايما بيسأل: ليه الفنانين يحصل فيهم كده، ده إحنا اللى بنضحك الناس ونفرحهم، علاء كان دايما خايف من المستقبل».
ويحكى معتز أنه على الرغم من رغبة علاء فى ترك الفن فى المستقبل، فإنه كان يعتز بعمله جدا: «علاء كان ساعات يقابل ناس يقولوا الفن حرام وسيبه، وكان بيرد عليهم ويقول لهم أنا باضحك الناس، إيه الحرام فى كده؟ ده أنا باخد ثواب مع كل ابتسامة من مشاهد».
الطعام بالنسبة لعلاء أيضاً كان محورا أساسيا فى يومه، وعشق الراحل الأرز والملوخية، وكانت تلك وجبته المفضلة، وكان لا يأكل سوى من طعام والدته فقط، وإذا تأخر فى التصوير يرسل مساعده إلى منزله للحصول على وجبته المنزلية المفضلة.
كثيرا ما توجه الناس بالنصح إلى علاء ليتخلص من وزنه الزائد للمحافظة على صحته فكان يرد عليهم: «دايما الناس تقول لى خس، أخس ليه هو أنا عامل مشكلة لحد؟، أنا فرحان بنفسى كده».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.