يعدان من النجوم الذين أثروا الحياة الفنية، ولهما هالتهما وعالمهما وإطلالتهما المميزة.. نجمان رغم عدم اعتراف شباك التذاكر بهما، لكنها تربعا في قلوب محبيهما حتى وإن جهل الناس أسماءهما.. حين تشاهدهما فتبتسم وتتلهف لدوريهما ضمن الصفين الثاني والثالث في السينما المصرية. محمد يوسف هو أحد نجوم فرقة "ساعة لقلبك" الإذاعية، عرفه الجمهور في البداية باسم المعلم "شكل" فتوة الحارة، نجاحه في الإذاعة كان السبب الرئيسي في انتقاله للسينما، بدأ حياته الفنية في السينما عام 1958 في فيلم شارع الحب مع المخرج عز الدين ذو الفقار، أدى فيه دور أحد أفراد فرقة "حسب الله" مع الفنان عبد السلام النابلسي والفنان حسين رياض والفنانة زينات صدقي، ثم عمل بعدها في عدد من الأدوار الصغيرة في السينما والتي لحسن الحظ لم تكن هي مصدر دخله الأساسي، فمحمد يوسف كان يعمل مدرسا بوزارة التربية والتعليم، من أجل تأمين مصدر رزق دائم لعائلته، خاصة وأن الحظ لم يحالفه في السينما فشارك في عدة أفلام لم ينجح منها إلا القليل. وعلى العكس تماما كان المسرح هو النافذة السحرية لموهبة خفيف الظل والروح، فانضم عام 1961 لفرقة مسرح التليفزيون كأغلب فناني فرقة ساعة لقلبك، ولمع نجمه بشدة، ليستعين به الأستاذ فؤاد المهندس في مسرحياته ويقدم معه عام 1968 مسرحية حواء الساعة 12، وفي العام التالي يقدم مسرحية سيدتي الجميلة. قررت وزارة التربية والتعليم نقل محمد يوسف من القاهرة إلى الفيوم، فوافق على العمل هناك، وقدم موهبته الفنية على نطاق محدود للغاية في عدد من الأفلام مثل "غرام في الطريق الزراعي"، "احترسي من الرجال يا ماما"، مسلسلات مثل "متاعب المهنة"، و"أرض النفاق"، إلى أن رشحه الفنان محمد عوض للاشتراك في مسرحية "نمرة 2 يكسب" ليقدم واحدا من أجمل أدواره المسرحية، ويشارك بعدها في عدد من الأعمال مثل فيلم كان وكان وكان، ومسرحية الدخول بالملابس الرسمية. وفي أوائل التسعينات وبعد حوالي 40 عاما من العطاء الفني، أعاد المخرج شريف عرفة اكتشاف الفنان محمد يوسف مرة أخرى حينما قدمه عام 1991 في فيلمه "سمع هس"، للمؤلف ماهر عواد، وأعاد تقديمه في نفس العام أيضا ومع نفس المؤلف في فيلم "يا مهلبية يا"، ليبدأ يوسف منحنى أكثر توهجا في مسيرة المعلم "شكل" الفنية. عرف محمد يوسف النجومية متأخرا جدا وهو على أعتاب السبعين من عمره، فقدم يوسف في التسعينيات عددا من الأفلام التي كان لها أبرز الأثر في تأكيد نجوميته وإبراز موهبته، مثل "الحب في التلاجة" عام 1992 و"ثلاثة على الطريق" عام 1993، و"قشر البندق" عام 1995، و"النوم في العسل" 1996، و"اضحك الصورة تطلع حلوة" عام 1998، و"هيستريا"، في العام نفسه، لكن أداوره كانت صغيرة جدا، حتى جاء سعيد حامد في عام 1998 ليعرض عليه دور الدهشوري خلف والد محمد هنيدي في صعيدي في الجامعة الأمريكية، ليبدأ الانتقال بعدها إلى نجوم الصف الثاني فيقدم أفلام "عبود ع الحدود"، "همام في أمستردام"، "الناظر"، "رشة جريئة"، "55 إسعاف"، "جاءنا البيان التالي"، "الساحر"، "ابن عز"، "اللي بالي بالك"، وصولا إلى آخر أفلامه "خالتي فرنسا" والذي توفي بعد أداء دوره فيه بأيام. محمد شوقي هو تلميذ الريحاني وأشهر من قدم الفهلوي وابن البلد في السينما المصرية، بدأ حياته مطربا في فرقة منيرة المهدية وقدم أول رواية مع الفرقة بعنوان عروس الشرق عام 1937، لكنه لم يقتنع بكونه مطربا. وبدأ حياته في التمثيل على يد أحد أهم مديري المسارح في مصر وهو "بابا شكري" والذي ساعده في الانضمام إلى فرقة على الكسار المسرحية، وعلى الرغم من ذلك كان يقدم أدوارا صغيرة للغاية، لكن الفرصة الحقيقة جاءته حينما اختلف الكسار مع أحد نجوم فرقته وطلب من شوقي تأدية الدور فقام شوقي بتمثل الدور على المسرح ونجح نجاحا كبيرا دفع الكسار إلى زيادة أجره من 4 جنيهات إلى 6 جنيهات شهريا، وظل شوقي في فرقة الكسار حتى حلها عام 1946، وانتقل بعده إلى فرقة شكوكو وإلى الريحاني وغيرها. عرف شوقي بداياته كومبارس، فظهر في أفلام مثل "نور الدين"، "البحارة الثلاثة"، "ليلة الحظ"، "القرش الأبيض"، "قمر 14" "ليلة الدخلة" و"بابا عريس"، واشتهر بتقدم دور ابن البلد خفيف الظل، والمعلم، وبدأت مساحة أدواره في الزيادة، في منتصف الخمسينيات ليشارك في أفلام مثل "الآنسة حنفي"، "فتوات الحسينية"، "رصيف نمرة 5"، "لحن الوفاء"، "كابتن مصر"، و"إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة". وفي عام 1961 انضم شوقي إلى فرقة مسرح التليفزيون الذي كانت سبب في شهرته بشكل أكبر وساعدت على زيادة مساحة أدوراه في السينما، ليقدم أفلام "زقاق المدق"، "جواز في خطر"، و"المصيدة" و"المجانين في نعيم"، و"هارب من الزواج"، و"الخائنة" و"سيد درويش" و"الزوج العازب" و"مراتي مدير عام"، "قصر الشوق"، "أرض النفاق"، "كيف تسرق مليونير"، "أشجع رجل في العالم" و"ابن الحتة" و"حواء والقرد" وغيرها من الأفلام. وقدم محمد شوقي في مسيرته الفنية حوالي 260 عملا فنيا تنوعت بين المسرح، السينما، التليفزيون والإذاعة، وفي مايو عام 1984، تعرض محمد شوقي لوعكة صحية شديدة إثر إصابته بالتهاب في الكبد، نقل على إثرها إلى مستشفى مصر الدولي، وهناك أخبر الطبيب أسرته أنه لم يعد هناك ما يمكن عمله وأن أمامه أياما قليلة ويموت، وبالفعل في 21 مايو 1984 توفي الفنان محمد شوقي، بعد رحلة فنية ثرية عاصر خلالها كل أغلب نجوم المسرح المصري.