في حوار له مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، بعد وصوله إلى مدينة بريسبان الأسترالية، قال صحفي الجزيرة، في "خلية ماريوت" بيتر جريسته، إنه حتى الآن لا يعرف لماذا قبض عليه؟، ولماذا حكم عليه؟، ولماذا أفرج عنه؟. وأضاف: "بعد عام لازلت أتذكر تكسير الأبواب حتى فتحها، حيث اقتحم هؤلاء الرجال غرفتي متسائلين هل إنت بيتر جريسته قلت لهم نعم فقالو حسنًا قف هنا وبعدها بدأوا في العبث بأشيائي". وأشارت "الجارديان" إلى أنه عند وصوله لمدينة بريسبان في الساعات الأولى من يوم الخميس، حصل بيتر أخيرًا على حريته، حيث قال للصحيفة أن اثنين من ظباط الشرطة يرتدون زيًا رسميًا كانوا في انتظاره على باب الطائرة قائلين له: "مرحبًا بك في أستراليا". وأوضح: "تحوَّلت للمحنة التي مرَّرت بها، مما شهدته في ذلك اليوم من الشرطة عندما هجموا على غرفتي في ديسمبر راضين الجواب على أسئلتي، وسألتهم من أنتم؟ ماذا يجري هنا؟ أين بطائقكم؟ ولكنهم لم يجيبوا على أي من أسئلتي ولم يقولوا أي شيء ولم أدري بماذا أفكر أو أفعل." ولفتت الصحيفة، إلى أنه خلال العام الماضي لم يجب أحد على أسئلة جريسته حول ماذا حدث له، ولماذا قبض عليه تحديدًا؟، ولماذا أفرج عنه؟، وكيف يتم إدانة شخص مثله حاصل على جوائز صحفية سابقة عندما كان مراسلاً لإذاعة أخبار "بي بي سي"؟، حيث توجد عدة مناطق رمادية غير مفهومة ولا يستطيع جريسته تكهنها أهمها مستقبل زميليه باهر محمد، ومحمد فهمي، اللذان لايزالان في الحبس، وحياتهم في خطر. وأوضح الصحفي الأسترالي أنه عند القبض عليه كانت مصر تعد مكانًا جديدًا بالنسبة له، فقد كان يعمل مراسلاً للقناة في كينيا ولم يذهب إلى القاهرة سوى لأيام قليلة بديلاً لأحد الزملاء الذي كان في إجازة بمناسبة أعياد الميلاد. وتابع أنه لم يكن متابعًا للشأن السياسي المصري، حيث كان يعتزم إعداد تقارير تلفزيونية إذ أنه "عندما يكون المرء في مكان جديد، فإنه يبدأ أولاً بالتعرف على الحدود المسموح بها حتى يألفها. وأضاف : "عندما أتت الشرطة للقبض عليّ، توقعت أن هناك خطئًا ما حدث، كنت قلقًا للغاية وأصابني الإحباك، ولكن لم أكن أتخيل أن يكون شيئًا خطيرًا سيحدث". ورأى جرسته أن النظام القضائي المصري ممتلئ بالعيوب عرفها عندما مرَّ بها، إذ قدَّمت هيئة الإدعاء لسبب غير مفهوم ضمن أدلة إدانته أغنية للأسترالي جوتييه، وصور لوالديه ومقابلة مع سياسيين في كينيا، ورسالة نصية بالعربية لا يعرفها. وتابع جريسته: "الصدمة الحقيقية كانت في حكم الإدانه نفسه، أحسست بأنني تلقيت لكمة على وجهي، كنا دائمًا واثقين من براءتنا ولكن أن نرى القاضي غير موافقا على برائتنا ويقضي بسجننا سبع سنوات كانت مواجهة صعبة لنا". وأورد جريسته لحظة الطقق عليه قائلاً: "بعد النطق بالحكم، حدثت حالة من الهرج والمرج داخل قاعة المحكمة، لم أكن أعلم ماذا حدث كنت أحتاج وقتًا لكي يترجم لي شيئًا ماذا حدث، وبعد علمي بالحكم شعرت بصدمة كبيرة من ماذا سيحدث بعد ذلك". وعن لحظة ترحيله من السجن إلى المطار، قال جريسته: "لم أرَ أي شخص، لم يكن هناك أي احتفالات، لم يكن هناك أي شيء، كانت لحظة عادية جدًا لا تصدق، في المطار صافحني الطيار يدًا بيد وتمنى لي مستقبلاً أفضل".