قال مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، إن الحدود الموروثة من اتفاقات سايكس - بيكو هي حدود مصطنعة وأن الحدود الجديدة في المنطقة تُرسم بالدم داخل الدول أو بينها، لافتًا أيضًا إلى ما يجري في سورية واليمن ودول أخرى. وشدّد، في تصريحاته مع الحياة اللندنية، على أن العراق يحتاج إلى صيغة أخرى إذا أُريد له أن يبقى موحّدًا. وكان بارزاني يتحدث إلى الحياة في غرفة عمليات قرب حدود الإقليم مع تنظيم داعش ، والتي تمتد على مسافة 1050 كيلومترًا. واعتبر أن العرب السنّة في العراق هم الخاسر الأكبر من الحرب التي أطلقها داعش ، لأنها تدور في مناطقهم وتتسبب في تدمير مدنهم وقراهم، وحضّهم على التحرك سريعًا لنبذ الإرهابيين ومحاربتهم، وتشكيل قيادة سياسية تنطق باسمهم. وأكد بارزاني أن قوات البيشمركة كسرت شوكة داعش وأخرجت التنظيم الإرهابي من مساحات واسعة، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى أسلحة ثقيلة إذا كانت ستشارك في معركة حاسمة لقصم ظهر التنظيم. وأقرّ بأن الحرب ضد داعش أصعب من تلك التي خاضها الأكراد ضد قوات صدام حسين، واعترف بأن داعش تنظيم شديد الخطورة، يتشكل من حوالى 50 ألف مقاتل في العراق وسورية. وقال: لديهم خبراء من مختلف بلدان العالم، استقطبوا ضباطًا متقاعدين من الجيش السوفيتي السابق، من أوزبكستان وكازاخستان والتتار والشيشان، ولديهم عناصر من باكستان وعدد كبير من ضباط الجيش العراقي (السابق)، هناك ضباط من جيوش عربية التحقوا بهم . وعن نقاط القوة لدى داعش ، قال رئيس إقليم كردستان: السيارات المفخّخة التي يقودها انتحاريون والعبوات الناسفة وبنادق القنص، والدقة في استخدام المدفعية بسبب وجود ضباط محترفين معهم . ولفت إلى أن داعش حصل بعد انهيار الفرق العراقية الست على ترسانة هائلة بينها 1700 عربة أميركية مدرّعة من طراز هامر ، وأضاف إلى هذه الترسانة ما غنمه من الجيش السوري. وروى أن ضباطًا من البيشمركة فضلوا صدم عربات داعش بعرباتهم واستشهدوا لإنقاذ جنودهم، مشيرًا إلى أن الوضع تغيّر بعد حصول البيشمركة من ألمانيا على صواريخ من طراز ميلان فرنسية الصنع. واعترف بفاعلية الغارات التي يشنها التحالف الدولي، لافتًا إلى أنه من دون هذه المساعدة الحرب ستستغرق وقتًا أطول وبخسائر بشرية أكبر، وأكد أن إيران بادرت إلى تقديم المساعدة بعد استقباله العميد قاسم سليماني، وأرسلت إلى أربيل طائرتين محمّلتين بالذخائر ولا تزال تساعد بين وقت وآخر. وكشف أنه حاول عبثًا إقناع نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق بأن داعش يحضّر شيئًا ما ضد الموصل وغيرها، وأنه بعد فشل الرسائل عبر آخرين، اتصل به هاتفيًا فكان رد المالكي الوضع تحت السيطرة . وزاد أن ممارسات المالكي أظهرت لديه حقدًا دفينًا على الأكراد . وقال أن الانشغال بالتطورات المتسارعة حال حتى الآن دون عقد لقاء بينه وبين رئيس الوزراء حيد العبادي، آملاً بأن يلتقيه في بغداد أو أربيل. ووصف تجربة العبادي بأنها محاولة أخيرة لإنقاذ العراق ، مشددًا على أن العراق السابق فشل والحاجة ملحّة إلى صيغة جديدة إذا قُدِّر للبلد أن يبقى موحدًا. ورفض بارزاني دخول أي قوات إلى كركوك مؤكدًا أن البيشمركة لا تحتاج إلى قوات تدعمها وكرر: كركوك لن تسقط في يد داعش . وذكر أن داعش لم يكن يتوقع سقوط الموصل في يده، لكن إنهيار الفرق العسكرية العراقية كان سريعًا، ما شجّع قوى معادية للعملية السياسية، بينها البعث ، على المشاركة مع داعش في السيطرة على مناطق واسعة. وأردف أن ضرب مكتسبات الشعب الكردي كان في طليعة البنود على أجندة داعش . وروى بارزاني قصة المشاركة في دعم المدافعين عن كوباني (عين العرب).