بمجرد الاقتراب من محيط مديرية أمن شمال سيناء ومقر الكتيبة 101 بضاحية السلام، بمدينة العريش، وهي المواقع التي تم استهدافها بثلاث سيارات مفخخة وعدد كبير من قائف الهاون، الخميس الماضي، ربما تعتقد أن زلزالاً كبيرا وقع فيها، فالزجاج المنثور بعرض الطرقات، والسيارات المحطمة، والأخشاب والنوافذ المحطمة، وسيارات كبيرة تحمل ما تبقى من أثاث وأجهزة كهربائية، ورجال وشباب في مشهد صعود ونزول متكرر يحملون أطلال ما تبقى من شقق سكنية كانت تحوي بداخلها يوما بشرا. خمسيني يصف التفجيرات ب«يوم القيامة» مصابون أعلنت مستشفى العريش العام، الخميس الماضي، أنها استقبلت 13 من المواطنين إثر تفجيرات استهدفت مقرات أمنية بمنطقة ضاحية السلام، وقالت مصادر طبية، إن معظم الإصابات عبارة عن جروح بمناطق متفرقة من الجسد، بالإضافة إلى صدمات نفسية جراء شدة الانفجار، وأضافت، أن "هناك حالة واحدة تم تحويلها إلى مستشفى الإسماعيلية، وأن جميع المصابين غادروا المستشفى في وقت لاحق من يوم الجمعة". يوم القيامة وصف "أ.م" الرجل الخمسيني، التفجيرات بأنها "يوم القيامة"، والذي كان بجواره نجله الذي لديه جرح في رأسه من أثار الانفجار، وقال "صوات الانفجار كان غير مسبوق وأصابنا بالهلع والفزع.. الشبابيك طارت من الحيطة والزجاج وقع فوق رؤوسنا". "ده صاروخ والله العظيم ده صاروخ أنا متأكد".. بلهفة وبكلمات متتالية وصف "أ.خ" ما حدث، وقال، "أنا عارف صوت الهاون لأننا سمعناه كتير قبل كده، لكن اللي حصل يوم الخميس ده صاروخ". وأشار بأصبعه نحو موقع الحفرة الكبيرة الذي نتج عن سقوط القذيفة، وأضاف "مافيش قذيفة تعمل الحفرة الكبيرة دي، ده صاروخ"، لافتا إلى أن القناصة المنتشرين فوق مديرية الأمن نبهوهم بالدخول إلى مساكنهم الشقة وعدم الخروج، وكانت أثار الصدمة بادية عليه رغم مرور أيام على الحادث. الإرهاب يستهدف المسلم والمسيحي الإرهاب لا يفرق بين مسلم أو مسيحي، فداخل شقة سكنية في أحد العمارات، تقوم أسرة مسيحية، مكونة من الزوج والزوجة والابن الشاب، بتنظيف المنزل وحمل ما تبقى من أثاث صالح عن الباقى المحطم، ويصف لنا الابن الشاب تفاصيل يوم الحادث، قائلاً: إحنا قضينا يوم الخميس في الطرقة اللي بين الحمام والأوضة، وضرب النار ماوقفش طول الليل، وطبعا مش عارفين نتحرك في الشقة بسب الرعب وضرب النار المستمر، وبعد نص الليل الموبيلات فصلت شحن وكان لازم أجيب الشاحن في الصالة من قدام البلكونة وربنا ستر عديت من فوق رأسي رصاصة ودخلت في الحيطة، وأشار بأصبعه على مكان الرصاصة المستقرة في أحد حوائط الشقة. وأثناء توجيه سؤال له عن التفكير في الرحيل عن العريش، تدخلت الأم المنهمكة في تنظيف المنزل، وبصوت مرتفع، "والله مانا سايبة البلد دي وهفضل فيها لحد ماموت، إحنا جالنا تهديدات قبل كدة وماخفناش ولسة عايشين، أنا هفضل في العريش وسينا لغاية آخر يوم في حياتي". من جهته، تفقد محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، الوحدات السكنية والشقق الواقعة في محيط مديرية الأمن التي تضررت من التفجيرات والتقى بالمواطنين والأسر المقيمة فيها، واستمع إلى مطالبهم ومشاكلهم. وأكد المحافظ، أنه قرر تشكيل لجان لحصر المباني المتضررة وستنتهى من عملها من خلال الأسبوع الجاري ليتم تعويض أصحابها عن الخسائر والتلفيات التي لحقت بهم جراء التفجيرات. وأعلن أن هناك 3 مناطق تضررت من التفجيرات التي استهدفت المقرات الأمنية، وهى المساكن والمحلات التجارية المواجهة لمديرية الأمن، ومنطقة الريسة، ومنطقة ديوان عام المحافظة والمساكن والمنشآت المحيطة بها، مشيرا الى أن أعمال الحصر تتضمن حصر الخسائر والتلفيات وتقدير التعويضات المناسبة .