نجحت خطة المنتج محمد السبكى فى إثارة الاهتمام ولفت الأنظار وسرقة الكاميرا، وهكذا تم تسريب «برومو» فيلم «ريجاتا» وبه رقصة مثيرة وكلمة خارجة وفى دقائق كان هو حديث الميديا، التقطه كعادته صديقى الكاتب الصحفى والإعلامى اللامع وائل الإبراشى الذى يبحث عن كل ما هو مثير ويضعه فى «العاشرة مساء»، ووقع وائل من حيث لا يدرى فى مصيدة السبكى، لأنه منح الفيلم كل هذه الدعاية المجانية. هناك سلاحان فى يد صانع الفيلم سواء كان المنتج أو المخرج أو الممثل لكسب المعركة، الأول أنه ليس مسؤولا عن تسريب البرومو، أما الثانى فهو أنه لا يمكن الحكم على الفيلم من لقطات مجتزأة، وعلى طريقة لاعبى الملاكمة حاول وائل أن يرد بضربة فجائية بأن يطالب المنتج بالتبرؤ على الهواء من تلك اللقطات، وهو ربما ما توقعه السبكى فعاجله بضربة أخرى خارج الحلقة وتحت الحزام، بأنه لا يجد شيئا يقدمه لمشاهديه، واحتدم النقاش، ولم يترك الأمر يمر بلا عقاب رادع من وجهة نظره -أقصد السبكى- وهو الانتقال من مربع الدفاع إلى الهجوم الكاسح فأغلق السماعة، وائل لديه مثل أغلب الإعلاميين ورقة مضمونة يلقيها فى وجه ضيفه أنه الرأى العام الذى تشكل أغلبيته حائط صد ضد أى لقطة أو كلمة يراها تحمل تجاوز المقياس الأخلاقى. محمد السبكى كانت له سابقة متشابهة فى فيلم حلاوة روح ولم يكن البرومو له علاقة مباشرة بالفيلم، وتحرك رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب فى واحدة من قفزاته العشوائية، وصادر هيفاء وهبى، وكلكم تعرفون الباقى، وكيف أحال رئيس الوزراء الحبة إلى قبة. هل تصلح لقطة أو كلمة لجذب الجمهور إلى دار العرض، التجربة أكدت استحالة ذلك، كل المحاولات السابقة لم تصنع شيئا، عندما فعلوها مع حلاوة روح وفى الأسبوع الأول قبل المصادرة لم تكن هناك أى أرقام فى شباك التذاكر توحى بشىء ومن دفع ثمن التذكرة لمشاهدة ما تيسر من هيفاء وهبى وجد أن الفيديو كليب المجانى المتوفر فى الفضائيات لهيفاء به ما هو أكثر. كثيرة هى الأفلام التى ظلمتها العناوين فهى الانطباع الأول، وبعد ذلك مع انتشار البرومو صار يلعب دورا أكبر، والكل يتعامل معه مثل الأسواق الشعبية، ولهذا يعلو صوته على طريقة قرب قرب لدينا بضاعة آخر صيحة، وتلك هى المشكلة أن الجمهور فى السوق مع الصخب يبحث عن صوت هادئ ربما يجد فيه ما يشفى غليله، فى السبعينيات كتب وأخرج الناقد الكبير صبحى شفيق فيلمه الأول والأخير التلاقى بطولة محمود مرسى ومديحة كامل، وتوقع الجمهور شيئا من التلاقى بمعناه الحسى فلم يجد شيئا فخاصم الفيلم. من الخطأ أن تعد الجمهور بشىء وتقدم له حالة أخرى، مثلا فيلم رسائل بحر لداوود عبد السيد الذى يحتوى على مشاهد سحاقية لو وضعت فى العنوان لظلمت الفيلم، ينبغى أن تضبط الجرعة على طبيعة الحالة السينمائية، البعض يعتقد خطأ أن هناك وصفة مضمونة للنجاح، لقد حاولوا بعد فيلم حين ميسرة لخالد يوسف أن يواصلوا الطريق معتقدين أنها الوصفة المضمونة، وكان من بين أبطال الفيلم سمية الخشاب وعمرو سعد وغادة عبد الرازق، فلم يكن هناك قوة جذب للشباك سوى اسم المخرج ومنذ ذلك التاريخ يحاولون مع سعد لصناعة نجم جماهيرى وآخرها فيلم حديد أول إخراج لمحمد سبكى وخسر السبكى الرهان، هذه المرة سعد محاط بكل من محمود حميدة وإلهام شاهين وفتحى عبد الوهاب ورانيا يوسف. هل تنجح خطة السبكى فى الرهان مجددا على عمرو سعد بعد أن كسب معركة البرومو.