فرحة وطمأنينة غمرت قلوب أهالى الصيادين الهاربين من الحرب الدائرة بين الجيش الليبى والميليشيات المسلحة، دموع وحسرة وحيرة ارتسمت أيضًا على وجوههم بعد عودة أبنائهم ب،"خُفَّىْ حُنَيْنٍ"، عقب سرقة أموالهم وأغراضهم من قِبل المسلحين.. الفرحة امتزجت بالدمعة، هذا هو حال أهالى ال300 صياد من أبناء قريتى "برج مغيزل" و"السكرى" التابعتين لمركز "مطوبس" بمحافظة كفر الشيخ، عقب هربهم من الجحيم فى ليبيا، وإفراج نيابة رشيد عنهم.. لكن ما زالت القريتان تتشحان بالسواد، بسبب احتجاز مايقرب من 900 صياد فى السجون والموانئ الليبية، لم يستطيعوا الهرب، ولا زالوا يتعرضون لكافة أنواع العذاب. "الحرب بين الجيش والميليشيات" "التحرير" ذهبت إليهم واستمعت إلى مأساتهم.. "رأفت محمد عرفة"، أحد الصيادين العائدين، يقول: كنا نعمل فى مراكبنا بعدما تركنا أولادنا وذهبنا إلى ليبيا بعقود عمل رسمية منذ سنوات، بحثًا عن لقمة العيش بعدما قَلّ الرزق فى كفر الشيخ، ولكننا فوجئنا بالصواريخ تنطلق من طائرات الجيش الليبى ضد جماعة "فجر ليبيا" التى كانت ترد بالأعيرة النارية، وشاهدنا تدمير الميناء التجارى وظننا أن النيران ستطول مراكبنا، لكن الله سبحانه وتعال نجانا. وأكمل "عسران محمد عرفة": أرسلنا استغاثات كثيرة للخارجية المصرية، إلا أنها لم تهتم بنا، وبعد 16 يومًا من احتجازنا فى الميناء والسجون، تمكنا من الهرب.. أكمل عسران: "كان الأكل والشرب اللى معانا خلص، ومبقيناش عارفين نعمل إيه، ومحدش بيجيبلنا أكل.. لكن الحمد لله عدنا سالمين إلى وطننا". "سرقة أموالنا وأغراضنا" "وهدان فرفرة"، أحد المستيقظين على الكابوس الليبى، قال: كنا نعمل فى ليبيا على مراكب بعقود عمل رسمية، إلا إننا فوجئنا منذ عدة أيام باقتحام المسلحينل منازلنا وسرقة أموالنا وأغراضنا عنوة، وعندما اشتدت الحرب تمكنا من الهرب على المراكب التى كنا نعمل بها عبر ميناء "مصراتة" الليبى، إلا أننا ضللنا الطريق، وفقدنا الاتصال بأهالينا بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج، لدرجة أننا فقدنا الأمل فى الرجوع، وبكى بعضنا خوفًا من الموت فى عرض البحر، حتى جاءت مراكب الإنقاذ المصرية. "دروع بشرية" وتابع عصام الزنطاوى، صاحب مركب الحسناء وأحد الصيادين الهاربين، "جماعة فجر ليبيا استخدمونا كدروع بشرية تحت تهديد السلاح، فضلاً عن احتجاز أكثر من 500 مصرى من بائعى الخضراوات والفاكهة لا زالوا داخل سجون مصراتة. وجه الصيادون الشكر للمستشار محمد عزت عجوة، محافظ كفر الشيخ، على تحركاته بالتنسيق مع وزارة الخارجية وهيئة الثروة السمكية لسرعة التحرك لإنقاذ الصيادين الذين ضلوا طريقهم، وناشدوا رئيس الجمهورية سرعة إصدار التعليمات للجهات المعنية بسرعة التحرك لإنقاذ باقى الصيادين الذين لا يزالون رهن الاعتقال والتعذيب فى سجون ليبيا.