سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نيابة رشيد تفرج عن الصيادين الهاربين من جحيم الحرب بليبيا.. الصيادون:كنا نكرر الشهادة كل ثانية والعناية الإلهية أنقذتنا.. وسجدنا لله بمجرد وصولنا أرض برج مغيزل..ويناشدون: أنقذوا زملاءنا من موت محقق
لم يتمالك أهالى الصيادين الفارين من جحيم النيران والحرب بمصراتة بين الجيش الليبى وبين جماعة فجر ليبيا أنفسهم، فمجرد نزول الصيادين من المركب التى نقلتهم من رشيد لقرية برج مغيزل بعد إفراج نيابة رشيد عنهم فتعانق الصيادون بأهاليهم، ولم تتمالك الزوجات أنفسهن ليكون لهن نصيب من أزواجهن فى لمسة تعبر عن الحنان والحب، حتى إن كان ذلك أمام أطفالهن والغرباء غير عابئات بما يجوز ولا يجوز حسب العادات التى تعودن عليها، ومن الصيادين من سجد لله شكرا بمجرد أن وطأت قدمه الشاطئ الآخر، لم يصدق أنه بين أهله وذويه، وأن أمامه أولاده ووالديه وزوجته، وأن ما هو فيه واقع وليست أحلاما، كما تمنى فى عرض البحر أن يلقى مجرد نظرة عليهم، وبعدها تنتهى حياته وكأنه ولد من جديد . نقيب الصيادين يقبل أحد الصيادين العائدين وأكد رأفت محمد عرفة أحد الصيادين المفرج عنهم، أنه بمجرد انطلاق المراكب من ميناء مصراتة الليبى فارين من جحيم النيران هناك فوجئنا بسوء الأحوال الجوية، وكانت المراكب ترتفع وتنخفض بسبب ارتفاع أمواج البحر وكنا ندعوا الله أن ينجينا، وكنا نكرر الآيات القرآنية التى كان يدعو بها سيدنا نوح وكأن الآيات التى تصور حال الإنسان فى البحر وتعرضه للغرق فيدعو الله فينجيه فكنا على يقين أن الله سينجينا. وأكد عبادة محمد أحد الصيادين العائدين أنه والمئات من الصيادين الهاربين من ليبيا كانوا يعملون منذ عشرات السنوات بمهنة الصيد على مراكب صيد ليبية بعقود رسمية للعمل بميناء مصراتة، وفوجئوا بالصواريخ تنطلق من طائرات الجيش الليبى ضد جماعة فجر ليبيا التى كانت ترد بالأعيرة النارية، وشاهدنا بأعيننا تدمير وحرق ميناء الحديد والصلب المجاور لميناء الصيد الذى نعمل به، كما شاهدنا الميناء التجارى أثناء تدميره وكنا نجلس بقاع المراكب هربا من تلك النيران وتأكدنا أننا هالكون. وقال سعيد محمد"صياد" أنا كنت أعمل بصفة رسمية على مركب صيد ليبى يدعى"طيبة" وأنا متزوج وبعد أن اشتعلت الحرب هناك هربنا فى قاع المراكب، وحينما تأكدنا أن الحرب لن تنتهى طالبنا من أصحاب المراكب السماح لنا بأن نسرح بالمراكب فى رحلة صيد وخرجنا ب11مركبا بهم حوالى 300صياد وهربنا فى طريقنا إلى مصر بعيدا عن هذا الجحيم. وأشار رأفت محمد عرفة هناك أكثر من 165صيادا مصريا بسجن يدعى"سجن الدفينة" من أخطر السجون الليبية وبه أبشع أنواع التعذيب، وطالبنا السلطات المصرية بالتدخل لإنقاذ الصيادين المصريين منه. وأضاف محمد عبد المنعم غنيم"صياد" أثناء وجودنا بالبحر فى رحلة العودة انقطعت الاتصالات عنا وفقدنا الأمل فى العودة مرة أخرى حتى أنقذتنا العناية الإلهية، وهدأت الرياح قليلا، وتمكننا من الوصول لميناء بوغاز رشيد ووجدنا الآلاف من أهالينا ينتظروننا على الجانب الآخر من الشاطئ فى انتظارنا غير مصدقين ما حدث وأننا نجونا، وتم احتجاز المراكب بالبوغاز وانتقلت إلينا النيابة العامة بمركز شرطة رشيد لكثرة عددنا وقررت الإفراج عنا. وعبرت والدة الصياد محمود محمود حسن عن سعادتها وفرحتها الغامرة لعودة نجلها مع الصيادين العائدين . وقالت قابلت عودة نجلى محمود بالزغاريد بعد أن ضاع الأمل فى عودته مشيرة أنه العائل الوحيد لها ولأسرتها. كما أضافت زوجة الصياد محمود على العائد ضمن ال 300 صياد أنها لم تجف دموعها منذ غياب زوجها وكاد أن ينخلع قلبها عليه وقالت إن الروح عادت إليها من جديد عندما عاد الزوج الغالى عليها وعلى أولادها والعائل الوحيد لها فى الدنيا. وأضافت الزوجة أنها لم تفقد الأمل فى الله رغم ما واجهه الصيادون، ومن بينهم زوجها سواء بالرعب الذى شاهدوه على الأراضى الليبية أو مصارعتهم للأمواج عرض البحر بعد فرارهم من المعارك الضارية بليبيا ووضعهم كدروع بشرية. وتابعت الزوجة قائلة أشكر الله أولا على سلامة زوجى ومن معه من الناجين من الموت، كما أقدم شكرى للسلطات المصرية التى ساعدتنا عندما فقدنا الاتصال بالصيادين أثناء عودتهم عبر البحر الأبيض المتوسط على متن مراكب صيد صغيرة كادت الأمواج أن تغرقها. كما ناشد أهالى باقى الصيادين المحتجزين بليبيا والذين يواجهون الموت، السلطات المصرية والقيادة السياسية سرعة إنقاذهم من أيدى الميليشيات الإرهابية بليبيا خاصة بعد فرار جزء من الصيادين العائدين صبيحة أمس الجمعة وخشية الانتقام من أبنائهم. أكدت والدة الصياد محمد على أن نجلها سافر منذ 6أشهر بحثاً عن لقمة العيش على مركب ليبى وهو العائل الوحيد للأسرة وعشت أسود أيام حياتى خلال الأيام الماضية، ولم ألتقط أنفاسى إلا عندما علمت فجأة بوصولهم وكنت فاقدة الأمل فى وصول نجلى حالى حال كل الأمهات بالقرية. أحد الصيادين يحتضن نجلته وقالت زوجة الصياد محمد سعد، أن زوجى اتصل بها مرتين الأولى بعد احتجازه ب10 أيام، والثانية عند هروبه مع الصيادين وطلب منها الدعاء له ولمن معه لأنهم فى ظروف صعبه وظللت أدعو الله أن يعود لنا بالسلامة، وسأطلب منه عدم مغادرة القرية مرة أخرى عند عودته والحمد لله استجاب الله لدعائى ووصل والحمد لله وأنا فى انتظار عرضه على نيابة رشيد ليكون بيننا. وأضافت لو أكلنا العيش حاف فلن يسافر مرة أخرى يكفينا ما كان فى من خوف وما كنا فيه من رعب. وأكد عيد عبيه"عم أحد الصيادين" الحمد لله على وصول ابن أخى وما عانيناه خلال الأيام الماضية فابن أخى ذهب للعمل فى ليبيا بحثاً عن لقمة العيش الشريفة لى ولأولاده، لعدم وجود عمل فى مصر وقلة الأسماك، لذا نطالب المسئولين بإيجاد حل يريح كل الصيادين وأولادهم ويكون للصيادين قيمة ومكانة، بالإضافة منحهم حقوقهم المهدرة بتأمين صحى ويكون لهم معاش مثلهم مثل بقية الفئات. وأشارت زوجة محمد محمود المصاب أن زوجى رأى الموت كل يوم بسبب الإهمال وعدم العناية وهو العائل الوحيد لأسرة مكونة من زوجة وطفلين وأبيه المريض وأمه وأختين من البنات اللتين تحتجان من يعولهم والحمد لله على عودته وفى انتظار عرضه على نيابة رشيد. وأضاف على الشوكى الحمد لله على عودة ابنى الوحيد هو العائل الوحيد لى ولزوجته وأولاده فكنا نعتبره فى عداد المفقودين ولكن الله سلم. وأضاف الشوكى ودموعه تنهمر عاد لنا وانتظر وصوله للقرية لأحتضنه وحشنى لم أذق طعم النوم طوال غيابه بعيداً عنى. وأكد أحمد نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ أن أهالى الصيادين ظلوا ماكثين على شاطئ البحر قبالة قراهم فى الانتظار الأمل رغم سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة فوق رؤوسهم حتى استقبلوهم بالزغاريد. وأشار نصار أن الخارجية المصرية والقيادة السياسية تدخلت عقب مناشدة الأهالى لإنقاذ الصيادين من الموت وبفضل الله تم عودتهم إلى ذويهم اليوم بعد إفراج نيابة رشيد عنهم ليتبدل الحزن والبكاء إلى فرح. وأشاد نصار بالمستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ الذى تدخل بعد اتصاله به و كان يتابع الموقف لحظة بلحظة. وكان 300 صياد ضمن 1200 صياد يعملون بميناء مصراتة على متن مراكب ليبية وخدعوا أصحاب المراكب على أنهم خارجين فى رحلة صيد على متن 11 مراكبا، ولكنهم فروا بهم هاربين إلى مصر ولسوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج صارعوا الموت والأمواج العالية وناشد أهالى الصيادين السلطات المصرية بسرعة إنقاذهم ثم انقطع الاتصال بهم منذ ثلاثة أيام وفقدت الأهالى الأمل فى نجاة أبنائهم من الصيادين وفجأة وصل الصيادون لبوغاز رشيد .