تشهد العملية الانتخابية بوادر "معركة طاحنة" بين رجلي الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، وأحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني المنحل، للسيطرة على النواب المستقلين ومقاعد الفردي المقدرة ب420 في مجلس النواب القادم. وقال قيادي سابق بالحزب الوطني -رفض ذكر اسمه- إن ساويرس "اتفق مع عدد كبير من نواب الحزب الوطني السابقين على خوض الانتخابات القادمة، مقابل تمويل حملاتهم الانتخابية، والدخول معه في كتلة برلمانية واحدة بعد فوزهم". ويستمر عز حتى الآن -وفقًا لمصادر حزبية- في الاتفاق مع نواب سابقين بالوطني قرروا خوض الانتخابات كمستقلين، والتنسيق معهم حتى تكون هناك كتلة برلمانية قوية للمستقلين تضم نواب الحزب الوطني، يُشرف عليها أحمد عز. وأشارت المصادر إلى أن عز يعمل على إقناع عدد من المرشحين بعدم خوض الانتخابات ضمن قائمة نجيب ساويرس، واستعان عز في ذلك بخبراته وقدراته التنظيمية السابقة في التواصل مع النواب السابقين عن الحزب الوطني بالمحافظات، وإحياء جزئي للتنظيم الحزبي للوطني "المنحل"، مقابل تمويل بعض الحملات، رغم أن معظم من اختارهم عز هم من أصحاب العصبيات والقبليات الكبرى، التي لا تحتاج لمال ساويرس أو عز، وإن أبدى عز استعداده لتمويل بعض أولئك المرشحين، مستندًا إلى العلاقات القوية التي تربطه بهم. وقال عضو سابق بالحزب "الوطني المنحل" -فضل عدم ذكر اسمه- إن نجيب ساويرس يُموّل مرشحين سابقين بالوطني بالفعل، إضافة لضمه حوالي 30 عضوًا سابقًا بالوطني لحزب "المصريين الأحرار" بشكل رسمي، ومن أبرز الأسماء التي يمولها ساويرس؛ طلعت القواس. وذكر مصدر مقرب من أحمد عز، عدم خوض الأخير الانتخابات بشكل مباشر، ولكنّه سيدعم مرشحين بعينهم، مبتعدًا عن دعم أي قائمة انتخابية، بينما سيخوض ساويرس معركة القوائم بقوة بعد ضم حوالي 11 اسمًا لقائمة الجنزوري، ومنهم مجدي ملك، وجون طلعت، وعماد جاد، ومارجريت عازر، وأحمد سعيد، وعايدة نصيف وغيرهم. وقالت مصادر حزبية مطلعة "إن ساويرس خصص 12 مليون جنيه للانفاق على الدعاية الانتخابية، واتفق مع إحدى شركات الإعلان الكبرى، كما يقدم تمويلاً مباشرًا لحملات عدد من النواب بينهم نواب سابقين بالوطني ليسوا أعضاء في المصريين الأحرار". وأشارت تلك المصادر -التي طلبت عدم ذكر اسمها- أن عز وساويرس "استغلا عدم القدرة المالية لعدد من نواب الوطني السابقين، في ظل سيطرة المال السياسي، وزيادة أسعار وسائل الدعايا الانتخابية بشكل غير مسبوق"، ولفتت إلى أن هناك نواب سعوا بأنفسهم لساويرس ولعز لدعمهم، بينما رفض آخرون خوض الانتخابات بدعم من عز أو ساويرس.