في ذكرى المولد النبوي الشريف من كل عام تمتلئ شاشات التلفزيون بعدد لا بأس به من الأفلام الدينية، مع تكرار مرات العرض، مثل أفلام "الشيماء، فجر الإسلام، هجرة الرسول، بيت الله الحرام، عظماء في الإسلام، بلال مؤذن الرسول"، «التحرير» تفتح ملف الأفلام الدينية المصرية، ما لها وما عليها، وكيف تناولت "النبوة" وسيرة الرسول الكريم على الشاشة الفضية. في البداية يقول الناقد السينمائي الكبير محمود عبد الشكور "مستوى الأفلام الدينية عموما متواضع، وهناك نبرة خطابية واضحة فيها، مع وجود محظورات فى تشخيص بعض الصحابة وكل الأنبياء، والدراما في الأساس أفعال وليست سرد أو أقوال". ويضيف عبدالشكور "هناك خلط بين الفيلم الدينى كدراما تتعامل مع بشر، وبين فكرة الدعوة للدين نفسه، أفلام مثل بلال مؤذن الرسول، وهجرة الرسول، غلب عليها الطابع المسرحى، والأفضل (فجر الإسلام) و(الشيماء) لأنهما أكثر ثراء من ناحية الصورة والمعالجة الدرامية". مضيفا "لا أعتبر فيلم الرسالة فيلمًا جيدًا على الإطلاق من الناحية الفنية، وفي رأيى عمومًا إما أن يضيف الفيلم دراميا أو لاينتج على الإطلاق، حتى لا تصبح أفلامنا الدينية ومسلسلاتنا أفلاما كوميدية". بينما يختلف معه الناقد السينمائي محمد عاطف حول جودة فيلم الرسالة "للأسف أفضل الأفلام التي تناولت موضوع النبوة حتى تاريخه هو فيلم (الرسالة) غير المصري، وذلك لأن معالجات السينما المصرية لموضوع النبوة جاءت فاترة جدا، مفتقدة لعناصر هامة تخص رحلة النبوة نفسها، فهناك العشرات من الوقائع الهامة في حياة النبي الكريم التي تم تناولها بهامشية شديدة رغم محوريتها وتأثيرها الكبير في انطلاق الدعوة من مكة، ولعل من أبرزها قصص إسلام بعض الصحابة رضي الله عنهم". وأضاف عاطف "كما أن هناك حوادث أخرى أثارت جدلا شديدًا وكانت من منطلقات التشريع والفقه الإسلامي، أو نزلت فيها آيات كريمات، ولكن الأفلام المذكورة لم تتناولها من قريب أو من بعيد، ولعل (حادثة الإفك) تعد واحدة من أبرز تلك الوقائع في أيام النبوة". واستطرد قائلا "فضلا عن ضيق الزاوية العامة لتناول قضية (الدعوة النبوية) واقتصارها على الطابع التكريمي، فبرغم توحيدها لمفهوم (الرسالة) وشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، لم تطرح من أفكار الرسالة سوى الأفكار العامة للديانات مثل: المساواة، وإكرام الوالدين، لذلك لم يعلق في الذاكرة من الآفلام سوى فيلم (الشيماء) لاحتوائه على عدة تابلوهات غنائية بديعة. لكنه يشترك آيضا مع أفلام حقبته)حيث تم انتاج أغلب أفلام النبوة في حقبة السبعينات) في تصنيف الجمهور له ضمن (الأعمال الكوميدية). مضيفا أنه "إذا ما استثنينا فيلم (بيت الله الحرام) إنتاج 1957، فيمكن تصنيف تلك الأفلام باعتبارها أعمال كوميدية، كانت أحد أهم مصادر فكاهة وتندر المصريين، وملهم لمزيد من (الإيفيهات) في عدد من الأعمال الكوميدية السينمائية والمسرحية". و استأنف عاطف حديثه قائلا "لعل ما أراه مهما في تناول موضوع النبوة على الشاشة الفضية، هو إعلان الاستغراب من موقف الأزهر ووزارة الثقافة تجاه منع بعض الأفلام الأجنبية التي تتناول سيرة الأنبياء والصالحين مثل (نوح) و(الخروج: ملوك وآلهة)، بدعوى مخالفتها للحقيقة التاريخية، فمثلا بني فيلم (الشيماء) بالكامل على كونها من الصحابيات رغم عدم وجود دليل تاريخي واحد على إسلامها، أو إسلام زوجها (بجاد)، فلماذا إذا سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الأزهر.