طفت علي الساحة الفنية في الفترة الأخيرة زوبعة فيلم «نوح» بين المبدعين أو المدعين ضد موقف الأزهر الشريف. الذي أكد رفض عرض الفيلم لأنه لا يصح أبدا تجسيد الأنبياء علي الشاشة، أو حتى العشرة المبشرين بالجنة أو الصحابة، وهذا مبدأ أصيل التزمت به السينما المصرية والدراما التليفزيونية عبر عشرات السنين ووقفت ضد عرض أي عمل فني يخالف ذلك، ونقول للمبدعين أو المدعين إن الهدف من إنتاج أي عمل ديني توصيل الرسالة للمتلقي حول تاريخ المسلمين الأوائل وكيف جاهد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم لنشر الإسلام وإلقاء الضوء علي المجاهدين من الصحابة حتي ظهر الإسلام للنور. السينما والدراما التليفزيونية مليئة بالأعمال الدينية الرائعة التي نجحت في توصيل الرسالة كأفضل ما يكون دون الحاجة لتجسيد الأنبياء أو الصحابة علي رأسها مسلسل «محمد رسول الله» الذي أنتجه التليفزيون المصري وفي النصف الثاني من السبعينات تناول هذا المسلسل سيرة الرسول الكريم والمسلمين الأوائل حيث كان النبي يظهر كهالة من الضوء ويقال الحديث بصوت جهوري ومعبر ونفس الأمر مع المبشرين والصحابة، ونفس الأمر بالنسبة لمسلسل علي هامش السيرة في أوائل الثمانينات، أضف الي ذلك قصص الأنبياء التي تعبر عن حياة كل نبي ورسول ومسلسلات: «لا إله إلا الله»، ونور الإسلام يشرف علي العالم والسينما المصرية قدمت مجموعة من الأفلام الدينية التي نجحت أيضا في توصيل الرسالة دون الحاجة لتجسيد الأنبياء والصحابة منها أفلام «هجرة الرسول» بطولة: ماجدة وإيهاب نافع وعدلي كاسب الذي جسد معاناة المسلمين الأوائل في بداية الدعوة للإسلام وظهر النبي محمد صلي الله عليه وسلم في شكل ضوء ليعطي هالة للمتلقي وفي مشهد رائع جسد الفيلم مشهد الهجرة حينما خرج النبي من منزله والكافرون يقفون علي باب المنزل للفتك به ولكنه كان في حماية المولي سبحانه وتعاليم ظهر نور لا يراه الكافرون حتي وصل الي يثرب ليتغني المسلمين: طلع البدر علينا. ولا ننسي فيلم «الشيماء» إنتاج عام 1972 بطولة سميرة أحمد وأحمد مظهر وسيناريو وحوار صبري موسي، إخراج حسام الدين مصطفي وتناول حياة الشيماء شقيقة الرسول في الرضاعة. وأيضا أفلام «فجر الإسلام»، بطولة محمود مرسي وسميحة أيوب و«بلال مؤذن الرسول» بطولة يحيي شاهين وفردوس محمد و«من عظماء الإسلام»، ولأسباب إنتاجية توقفت الأعمال الدينية، وما زلنا نعيش علي تلك الأعمال التي حافظت علي هيبة الأنبياء والرسل والصحابة والمبشرين.. نقول للمبدعين أو المدعين: كفاكم سفسطة، الرسل والأنبياء لديهم مكانة رفيعة في نفوسنا جميعا لا يجب أبدا ظهورهم أو تجسيدهم علي الشاشات الدول الأخري حرة فيما تنتج ولكن علي باب مصر الأمر يختلف إذ أن مصر هي بلد الأزهر ورمز الوسطية في الإعلام ويجب أن تظل دائما حائط صد ضد أي عمل فني يسيء للإسلام ولو بجزء ضئيل وعلينا جميعا أن نحترم رأي الأزهر ومن العيب أن يكون هناك جدل بين مدعين وعلماء الأزهر فيما يخص ظهور الأنبياء علي الشاشة.