كتب: هشام شعبان وعمرو عزام يبدو أن ما بين الفن والسياسة علاقة ممتدة ولا تنقطع.. فالأنظمة السياسية باختلاف أفكارها وتوجهاتها كانت تربطها علاقة ما بالفن ونجومه ونجماته، فهناك أنظمة سياسية عديدة اعتمدت على الفن كأحد فروع القوى الناعمة التي تستخدمها في تحقيق أهدافها السياسية، بينما دخلت أنظمة أخرى – غالبًا الديكتاتورية والدينية وأنظمة الحكم الشمولية - في علاقة اضطهاد وملاحقة للأعمال الفنية ومصادرتها وتسليط الرقابة عليها، لأن الفن الصادق لطالما كان تهديدًا مباشرًا للسلطات الاستبدادية. وما بين استخدام الفن كفرع من فروع القوى الناعمة، وبين اضطهاده وملاحقته وقمعه، كانت العلاقة - في شكلها العام - تظهر دائمًا بين الطرفين، وتفرز علاقات خاصة ومتفرعة بين رموز السياسة والسلطة ونجوم الفن والمجتمع. العلاقات الغرامية، وقصص الحب والعشق، بين أهل السياسة ونجوم الفن كانت حاضرة، وبالطبع ولدت من رحم العلاقة العامة بين السياسة والفن، وطالت الملوك والأمراء والرؤساء وما هم أقل، ومنها علاقات استمرت وظهرت إلى النور وتم الإعلان عنها، وعلاقات أخرى بقيت وراء الكواليس تحمل أسرارًا وألغازًا لم يتم الكشف عنها. الغرام لم يستمر على طول الخط، وغالبًا ما كانت تظهر الصراعات والخلافات، وأحيانًا كانت تتحول العلاقات التي حملت عشقًا وغرامًا إلى عداوات شديدة تصل إلى الانتقام والجريمة. كازينو بديعة ماصبني.. استراحة الإنجليز بديعة مصابني، الفتاة اللبنانية التي وصلت إلى مصر في عام 1919، وتعلمت الغناء والرقص وكونت فرقة استعراضية حملت اسمها، وأسست مدرسة خاصة بها في الاستعراض الغنائي والرقص، أخرجت عددًا كبيرًا من نجوم الغناء والرقص بعد ذلك أبرزهم: فريد الأطرش وأسمهان وحكمت فهمي وتحية كاريوكا وسامية جمال ومحمد فوزي. في فترة الحرب العالمية الثانية، كان كازينو بديعة ماصبني هو وجهة جنود وضباط وقادة الجيش البريطاني، وكانت الصالات والكباريهات والمقاهي الموسيقية في غضون الحرب لا تخلو في ذلك الوقت من العائدين من جبهات القتال للراحة والانتعاش. حكمت فهمي.. الراقصة التي رقصت أمام هتلر كانت حكمت فهمي أحد أبرز الراقصات اللاتي أخرجتهم مدرسة بديعة ماصبني، وهي راقصة مصرية لُقبت ب"سلطانة الغرام"، وعملت كجاسوسة لصالح ألمانيا في فترة الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء، وجسدت الفنانة نادية الجندي شخصيتها في فيلم سينمائي بعنوان "الجاسوسة حكمت فهمي" أخرجه حسام الدين مصطفى عام 1974. تعرفت حكمت على شاب ألماني من أم مصرية، يدعى حسين جعفر، كان ضابطًا ألمانيًا، وكلت إليه مهمة تجنيد حكمت لمعرفة المخابرات الألمانية بعلاقاتها الوطيدة بالضباط الإنجليز، والذي أوقعها في حبه وعرفها بدوره على مجموعة من رجال الجيش الذين اتصلوا بالألمان في ذلك الوقت بهدف طرد الإنجليز من مصر، كان من بينهم الرئيس الراحل أنور السادات والفريق عزيز المصري، وكانت عوامة حكمت فهمي هي الملتقى لتلك المجموعة. وفي إحدى الليالي التي رقصت فيها حكمت في النمسا، شاهدها رئيس المخابرات الألمانية ورشحها للرقص أمام هتلر. سامية جمال وحب الملك فاروق الراقصة المصرية الشهيرة سامية جمال، كانت أحد خريجات كازينو بديعة ماصبني أيضًا، وبدأت العمل في السينما بعد ذلك وحققت نجاحات ثنائية مع المطرب فريد الأطرش. قرر الملك فاروق أن يصادق سامية جمال بعدما شاهدها في إحدى السهرات في جلسة رومانسية مع فريد الأطرش، وفقًا لما كتبه الصحفي الكبير مصطفى أمين في كتابه "ليالي فاروق". وتم استدعاء سامية جمال بعد ذلك بواسطة متعهد حفلات إيطالي، لإحياء ليلة يحضرها الملك، وفي نهاية الحفل اصطحبها وقضت معه الليلة، حتى أصبحت الاستدعاءات الملكية لها بعد ذلك أمرًا طبيعيًا. وأثيرت الأقاويل بعد ذلك عن تعلقها بالملك فاروق لدرجة أنها أنهت علاقتها بفريد الأطرش بسبب حبها له. هل قتلت عائلة كينيدي مارلين مونرو؟ في 4 أغسطس 1962، توفيت في ظروف غامضة، تاركة سؤالًا ملحًا حول الأسباب وراء وفاتها وهل هي وفاة طبيعية أم جريمة قتل؟.. مؤخرا فجر الكاتب الأمريكي جاي مارجوليز المعروف ب"خبير مونرو" في كتابه (مقتل مارلين مونرو: القضية المغلقة)، مفاجأة مرعبة، عندما كشف أسرار اللغز الذي شغل العالم 52 عاماً بشأن وفاة الفنانة الأمريكية الشهيرة مارلين مونرو، حيث قال إنها كانت ضحية "جريمة قتل" ولم تكن وفاتها طبيعية، لكن الأهم من ذلك أن عملية اغتيالها تمت بأمر من السيناتور روبرت كينيدي، وهو شقيق الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، الذي سافر لها خصيصًا إلى لوس أنجلوس بناءً على طلب الرئيس من أجل إخراسها ومنعها من الاتصال بالبيت الأبيض، فما كان من كينيدي الأخ إلا أن وقع في غرامها ودخل معها في علاقات جنسية فوضوية. وبحسب الكتاب فإن السيناتور روبرت كينيدي الشهير باسم "بوبي" أمر باغتيال الفنانة الأميركية مارلين مونرو عبر حقنة قاتلة، وذلك خوفًا من أن تكشف العلاقات "الساخنة" التي أقامتها مع عائلة كينيدي، بمن فيهم هو - أي بوبي - وشقيقه جون. وكشف الكتاب أن بوبي كينيدي، الذي أصدر أمر القتل ساعد المنفذين أيضًا على ارتكاب الجريمة، أما المنفذون فهم الفنان بيتر لوفورد والطبيب النفسي لمارلين الدكتور رالف غرينسون الذي قام بحقنها بحقنة قاتلة أدت إلى وفاتها على الفور. ويقول الكتاب إن مارلين مونرو كانت لها علاقات سرية مع كل من جاك وبوبي (جون كينيدي وروبرت كينيدي)، وإنها كانت مولعة بهما، كما أنها كتبت عن لقاءات الحب التي جمعتها بهما في كتاب أحمر صغير، تضمن أيضًا العديد من الأسرار المتعلقة بعائلة كينيدي. ويقول جيمس سي، الذي كان مرافقًا لسيارة الإسعاف التي نقلت مونرو يوم وفاتها، إنه عندما وصل إلى منزلها رأى طبيبها النفسي الدكتور جرينسون يقوم بحقنها في القلب مباشرة بمادة ال(pentobarbital) غير المخففة، والتي أدت إلى وفاتها على الفور. نبيلة عبيد تكشف عن زواجها من أسامة الباز بعد رحيله الفنانة نبيلة عبيد جمعها الغرام مع سياسي بارز، في فيلمها الشهير "الراقصة والسياسي"، إلا أن العلاقة العاطفية بين الراقصة والسياسي تكررت معها بصورة مقاربة في حياتها الخاصة، حينما جمعتها علاقة غرام بالدكتور أسامة الباز المستشار السياسي السابق للرئيس المخلوع مبارك. وعن علاقة السياسة بالفن، قالت نبيلة في فيلمها جملة شهيرة للفنان صلاح قابيل، الذي قام بدور سياسي بارز في الفيلم، "إحنا الاتنين بنرقص.. أنا برقص بوسطي وأنت بترقص بلسانك". وعن علاقتها بالباز، كشفت الفنانة الكبيرة عن زواجها به سرًا حينما كان المستشار السياسي لمبارك، وقالت نبيلة عبيد إنه أفضل أزواجها، وأن حياتها العاطفية توقفت من بعد رحيله، موضحة أنها عاشت معه أسعد 9 سنوات في حياتها. هشام طلعت مصطفى وسوزان تميم.. حب وترغيب وجريمة قتل قضى معها عدة أشهر وأغدق عليها الغالي والنفيس بعدما تزوجها عرفيًا، فما إن دب خلافا بينهما حتى انتهى الأمر بقتلها في شقتها بدبي في 28 يوليو 2008 وهي الجريمة التي اتهم فيها هشام طلعت مصطفى وحكم عليه بالسجن 15 عاما. وجاء في نص الاتهام الرسمي أن هشام طلعت مصطفى شارك من خلال تحريض واتفاق ومساعدة المتهم الأول محسن السكري في قتل الضحية ثأرًا من الراحلة. بسمة وعمرو حمزاوي.. حب بعد "سرقة بالإكراه" علاقة عجيبة، وحب بعد "سرقة بالإكراه" هكذا بدأت قصة حب الفنانة بسمة وأستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي، فالعلاقة بدأت بسرقة بالإكراه علي طريق المحور أثناء استقلال بسمه وحمزاوي سيارة بسمه متجهين لسحور جماعي نظمه حزب مصر الديمقراطي الذي انضمت له بسمه بعد الثورة و يعد حمزاوي أحد موسسيه. أعقب هذا الموقف إعلان حمزاوي حبه للفنانة الشابة من خلال مقال رأي كتبه عنها وعن علاقته العاطفية بها وتقديره لها ولفنها. وقد استحوذ هذا المقال على اهتمام جميع فئات المجتمع سواءً كانوا من وسط الفن والسياسة أو غيرهم.