خطر ببالى هذا السؤال بعد تصريحات الرئيس التشادى إدريس ديبى، عن دور الأزهر فى تعليم التشاديين: هل يمكن أن تنطلق قناة يتابع الجمهور من خلالها قراءات خريجى الأزهر الشريف من مختلف بقاع الأرض؟ يعنى أفتح القناة صباحًا فأجد قارئًا من إفريقيا، وبعد الظهر من آسيا، والمساحة الأكبر طبعًا للقراء المصريين القدامى والجدد والعرب إلى جوارهم. لماذا قناة وإذاعة القرآن الكريم موجودة؟ لأن الدنيا تغيرت، ولأن هناك الآن قنوات اسمها لولوا قرآن و تايم قرآن ولأن قناة مثل المجد للقرآن الكريم تحتل المركز 28 فى اختيارات الجمهور المصرى من بين قنوات النايل سات حسب آخر تقرير صادر عن شركة إبسوس. الأهم أن تكلفة هذا النوع من القنوات زهيدة جدا، قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، ليست بحاجة إلى استوديو كبير، ولا برامج، ولا تقارير خارجية، فقط جودة عالية فى الصوت، وكتابة الآيات وتفاسير الكلمات على الشاشة وهو أمر غير مُلزم للقناة طوال الوقت، وأجور المقرئين بالتأكيد لا تزال أقل من أى تخصص آخر فى سوق الفضائيات العربية، ولو أطلقت هذه القناة مسابقة سنوية للمقرئين الجدد (سوبر ستار المقرئين) بالتأكيد ستحظى بمتابعة أكبر، لكن بدون تصويت الجمهور الذى لا يليق بعظمة كتاب الله. ماذا عن تكاليف الإطلاق، ببساطة يمكن أن يتنازل النايل سات عن قيمة إيجار التردد، فليعتبرها زكاة تعوض المضامين السلبية التى تنطلق من قنوات أخرى يسدد أصحابها الإيجار بانتظام، بينما لا أظن أن المصريين سيفضلون مشروع قناة السويس على مشروع قناة الأزهر للقرآن الكريم، وسيسهمون دون انتظار الربح طبعًا، فالمهم أن تقوم على القناة إدارة متطورة من شيوخ وإعلاميين يريدون تغيير صورة الأزهر التى تأثرت كثيرًا فى الآونة الأخيرة، وبما أن المشيخة لا تزال مترددة فى إطلاق قناة الأزهر لأسباب لا يعلمها إلا كبارها، فهذه القناة لن تشكل أى أزمة للأزهر ورجاله، لأنها ستحمل فقط كلام الله بدون التفسيرات التى بسببها اختلف المسلمون. قد تحتاج هذه الفكرة إلى مجهود فى التنفيذ حتى تخرج إلى النور، لكنه بالتأكيد أفيد للإسلام ومن يدعون الدفاع عنه من المجهود المبذول فى تحطيم مقهى الملحدين.