عاد سفراء السعودية والإماراتوالبحرين إلى قطر، وانعقد بالأمس اجتماع دول مجلس التعاون الخليجى فى الدوحة، وبدا أمير قطر مزهوًّا بنفسه وسط الاجتماع، مبتسمًا ولسان حاله يقول إنه نجح فى كسر الموقف الثلاثى من بلاده، ولم يدفع أى مقابل لذلك، فلم يغيِّر موقفه من مصر، وتواصل شبكة قنوات «الجزيرة» حملاتها العدائية تجاه مصر، كما لم تغيّر «الجزيرة مباشر مصر» سياستها التحريرية، فقد استمرت كبوق للجماعة الإرهابية وملاذ لكل الإرهابيين الذين هربوا من مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو. يُحسب للسعودية والإماراتوالبحرين أنهم حاولوا الضغط على قطر لتغيير سياساتها العدائية تجاه مصر، وتجاه الدول الثلاث نفسها، فقطر تتبع سياسة عدائية تجاه المملكة العربية السعودية وتعمل منذ فترة على مناطحة المملكة وإثارة الشكلات حولها، ونفس الأمر مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عملت قطر على دعم عناصر جماعة الإخوان داخل الإمارات، وتسبَّبت فى قلاقل كثيرة داخل الدولة، أما مع البحرين فالعداء تاريخى يدور حول قضايا عديدة. من هنا فإن الدول الخليجية الثلاث عندما قررت الضغط على قطر لم يكن السبب هو العداء القطرى لمصر فقط، بل قضايا ثنائية بين كل دولة من هذه الدول الثلاث وقطر، وكان العداء القطرى لمصر هو الظاهر من جبل الجليد، لذلك غيَّرت الدول الثلاث موقفها من قطر وقامت بإعادة سفرائها إلى الدوحة دون أن تغيّر قطر موقفها من مصر، فكما قلنا تواصل شبكة قنوات الجزيرة هجومها على النظام المصرى، وتخصِّص قناة لمصر تكذب على مدار أربع وعشرين ساعة يوميًّا، تقوم بتزييف فيديوهات عن المظاهرات فى مصر وعن الاحتجاجات بشكل متواصل. لكل ذلك يبدو واضحًا أن قطر التى تعمل كقاعدة مالية للتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، وكقاعدة عسكرية للقوات الأمريكية، وبتنسيق سياسى متقدم مع القوى المعادية للكيانات الكبيرة فى المنطقة، لن تغيِّر من سياستها تجاه مصر، وإذا كان الأمير الشاب الذى يجرى تحريكه كعرائس الماريونيت قد التزم بما ورد فى المطالب السعودية فقد فعل ذلك حتى يتجنَّب العقوبات السعودية المتوقعة، وحتى يعود إلى ممارسة دوره كعضو فى مجلس التعاون الخليجى. لكل ذلك نقول إن العداء القطرى لمصر هو شأن مصرى، نشكر الدول الخليجية الثلاث على مواقفها الضاغطة على قطر لوقف سياساتها العدائية تجاه مصر، وبما أن قطر لم توقف هذه السياسات العدائية فمن حقّنا كمصريين الرد على هذه التجاوزات القطرية تجاه بلدنا، شعبنا وثورته، وإذا كانت الحسابات السياسية قد دفعت الدولة المصرية للترحيب ببيان العاهل السعودى والاستجابة لمناشدته بالمساعدة فى إعادة بناء التوافق العربى من جديد، وأن هذه الحسابات تقتضى من الرئيس المصرى ومن مؤسسات الدولة المصرية مواصلة الالتزام بمناشدة العاهل السعودى، فإنه لا يوجد ما يبرر التزام وسائل الإعلام المصرية الصمت إزاء السياسات العدائية القطرية، ومن ثَمَّ فإن وسائل الإعلام المصرية عليها مهمة كشف الدور القطرى وتعريته وفضحه، وكشف الراوبط بين العائلة القطرية الحاكمة وإسرائيل، وكشف أبعاد الوجود العسكرى الأمريكى على الأراضى القطرية، وكل ذلك دون تجريح شخصى، ودون سب وقذف، فقط تعرية موقف العائلة القطرية الحاكمة والتعامل معها باعتبارها معادية لمصر، ولا بد من إدراك أن هذه مهمة مصرية خالصة.