أثار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، موجة انتقادات حادة، اليوم الثلاثاء، بعد إعلانه مخططًا لجعل تدريس اللغة التركية القديمة إلزاميًا في المدارس الثانوية؛ مما دفع أحد ساسة المعارضة للقول؛ إن جيشًا بأكمله لن يجبر ابنته على تعلّم هذه اللغة. يشار إلى أن اللغة التركية القديمة؛ كانت تكتب بالأبجدية العربية إبان الدولة العثمانية، وأمر مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة بكتابتها بالأحرف اللاتينية، عند تأسيسه الجمهورية العلمانية عام 1923. وشدد أردوغان، أمس الإثنين، على ضرورة تدريس هذه اللغة في المدارس؛ حتى لا تفقد الأجيال القادمة ارتباطها بموروثها الثقافي. من جانبه، قال عاكف حمزة شيبي، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري؛ أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان: "اهتمام أردوغان، لا ينصب فقط على اللغة العثمانية؛ بل إن هدفه الرئيسي تصفية الحسابات مع العلمانية والجمهورية.. أردوغان يريد في الواقع إحياء الأبجدية العربية في تركيا." تتركز انتقادات خصوم أردوغان على تصرفه وكأنه سلطان العصر الحديث؛ وذلك نتيجة أيديولوجيته الإسلامية، وضيق صدره بالرأي الآخر؛ مما يشد تركيا بعيدًا عن أسس أتاتورك العلمانية. وقال أردوغان، في اجتماع للمجلس الشرعي التركي، إنه يوجد أشخاص لا يتمنون أن تُعلم العثمانية وتُدرس، وبغض النظر عما إذا كانوا يريدون هذا الأمر أم لا؛ فالعثمانية ستدرس وتعلم في هذه البلاد؛ أما مؤيدو أردوغان الذين ناصروه في أول انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب، ومنحوه 52% من الأصوات في أغسطس الماضي، فهم يعتبرونه بطل الطبقات العاملة المحافظة دينيا الذي يقف في مواجهة الطبقات الراقية العلمانية. وأججت تصريحات أردوغان جدلًا أثاره الأسبوع الماضي قرار مجلس التربية في تركيا؛ بوجوب تدريس اللغة التركية القديمة في المدارس الثانوية الإسلامية، وكمادة اختيارية في المدارس الأخرى. بدوره، قال السياسي المعارض، صلاح الدين دمرطاش، الذي ناضل حزب الشعب الديمقراطي الذي يتزعمه؛ لتحصيل حقوق 15 مليون كردي في تركيا، بينها حق التعلم بلغتهم الأم، إن جيشًا بأكمله لن يجبر ابنتي على تلقي دروس في العثمانية. وبدوره اتهم اتحاد المعلمين والأكاديميين، مجلس التعليم بالنزعة العثمانية الجديدة، ومحاولة إعادة صياغة المنهج التعليمي وفق أسس دينية، في حين قال معارضون آخرون للخطة "إنها هزلية". وقال أحد هؤلاء على حسابه على موقع تويتر: "سنرتدي طربوشًا ونحن نتعلم العثمانية." يذكر أن أتاتورك، منع اعتمار الطربوش، في إطار سعيه لتحويل الدكتاتورية العثمانية إلى دولة علمانية تتبع أسلوب الحياة الغربي.