المشاعر الإنسانية لم تعد لهؤلاء الذين أضحى سلوكهم العدوانى أشبه بسلوك الحيوان، ليصل تبلد المشاعر بأب إلى أن يعذب ابنه لمدة ثلاثة أيام، 72 ساعة كاملة، ويمنع عنه الطعام والشراب حتى لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة. الأب تجرد من مشاعره وسولت له نفسه قتل ابنه بعد أن فشل فى تربيته وتهذيبه، حيث منع عنه الطعام والشراب على مدار ثلاثة أيام كاملة، قام خلالها بتعذيبه بالضرب والحرق بسبب سوء سلوك الشاب الذى اعتاد سرقة الجيران للإنفاق على تعاطى المخدرات. اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية مدير الأمن، تلقى بلاغا بوصول جثة محمد ماهر إلى مستشفى مبرة الملك الصالح وبها آثار تعذيب، فأمر على الفور بتشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أسفرت تحرياته عن قيام والد المجنى عليه بتعذيبه ومنع الطعام عنه لمدة ثلاثة أيام، وضربه وصعقه بالتيار الكهربائى فى مناطق حساسة من جسده، الأمر الذى أسفر عن وفاة الشاب بهبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة التعذيب الذى لقيه. إلى ذلك حقق إسماعيل عدنان وكيل أول نيابة البساتين، بإشراف محمد يسرى مدير النيابة، فى قيام ماهر.ع، تاجر، مقيم فى دار السلام، فى تعذيب محمد نجله البالغ من العمر 17 سنة، وحبسه داخل غرفة بالمنزل حتى لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة، فأمر بإلقاء القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، أمام نيابة البساتين، وقال إنه لم يكن يقصد قتل نجله، وإنما أراد فقط تأديبه بعد أن تسبب الشاب أكثر من مرة بأفعاله الطائشة وسرقة جيرانه فى وضع الأب فى موقف حرج، ما جعله يصر على تهذيب نجله، فأمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد عرضها على الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة.