من جديد عاد دعاة السلفية إلى لهجة الهجوم على القوى التى وصفوها بالعلمانية، بإظهار جمعة اليوم التى توافق السلفيون أنفسهم وإسلاميون آخرون مع القوى الثورية من قبل على تسميتها بجمعة «لم الشمل»، على أنها «جمعة إسلامية»، لإظهار قوة الإسلاميين فى الشارع، إذ دعا مؤسس الدعوة السلفية فى الإسكندرية محمد إسماعيل المقدم جموع السلفيين إلى النزول لميدان التحرير اليوم ليزداد سواد الإسلاميين، ولإظهار قوتهم فى الشارع المصرى وفرض احترامهم على الداخل والخارج. المقدم قال فى رسالة وجهها لأعضاء الدعوة السلفية إن هذا الموقف، أى مليونية اليوم، إن قُدر لها النجاح ستؤثر فى صياغة وضعية أفضل للإسلاميين فى مصر التى تمتد إليها أعناق العالم أجمع، لأن إظهار ثقلهم وحجمهم فى المجتمع يفرض على الداخل والخارج احترام حقهم فى حياة حرة كريمة، والانصياع لإرادة أغلبية الأمة وعدم الالتفاف على إرادتها بالقفز المغامر فوق نتائج استفتاء التعديلات الدستورية، بحسب كلام المقدم. مؤسس الدعوة السلفية، القريب من جماعة الإخوان، قال إنه ينبغى على جميع الإسلاميين سواء كانوا أزهريين أو إخوانا أو سلفيين أو غيرهم، التكتل والتوحد والتنسيق، شأنهم فى ذلك شأن سائر القوى السياسية، حتى لو كانت بينهم اختلافات فكرية أو منهجية لأنه «عند الشدائد تذهب الأحقاد». وأوضح أن التخاذل عن المشاركة فى مظاهرات اليوم يعد «خذلانا للدعوة الإسلامية وخذلانا لشعب مصر المسلم بفطرته وانتمائه وهُويته الإسلامية العربية». المقدم بنبرة حادة بعض الشىء قال «لا يعقل أن نرى كل القوى السياسية بما فيها المناوئة للدعوة تتكتل وتأتلف وتتوحد لفرض أيديولوجياتها علينا قسرا، ثم يفرضون قوانين تؤثر على وضعيتنا وحياتنا العامة والخاصة، ونحن نكتفى بأن نقول لا مساس بالمادة الثانية». وفى رسالته للسلفيين أشار المقدم إلى أن الإعلام المتحيز ضد الإسلاميين «عليه أن يضع فى اعتباره أنه يتعامل مع شعب متدين ومعتز بعقيدته وأن يكف عن التعامل معنا بأساليب تشبه محاكم التفتيش»، ويجب أن يوضع حد لظاهرة «التمييز» ضد الإسلاميين التى زرعها عهد الظلام فى نفوس أبناء المسلمين، وأن بعض القوى السياسية يتعاملون مع الديمقراطية التى يتحمسون لها تعامل الجاهليين مع صنم العجوة «يصنع الصنم ليعبده، فإذا جاع أكل إلهه». وعن المبادئ فوق الدستورية قال: ليس هناك شىء فوق الدستور حاكم عليه سوى الوحى الشريف فى كلام الله «الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه». وأضاف أنه لا ينبغى لقلة ضئيلة الحجم، لمجرد أنها تملك وسائل الإعلام، أن تقود الشعب المصرى كالأنعام، إلى مصير تستبد هى برسم ملامحه