فشل أمنى أثار قلق العالم كله، بعدما أسفر عن مقتل المئات فى أيام معدودة، وبدلا من معالجته لجأت حكومة جنوب السودان إلى تصدير أزمتها للخرطوم وافتعال أزمة قد تعيد التوتر بين البلدين. جوبا اتهمت الخرطوم بدعم جماعات متمردة تشن غارات عبر الحدود، أسفرت عن مقتل نحو 72 شخصا الأسبوع الماضى. «إنه أسوأ عدوان يتعرض له جنوب السودان منذ استقلاله يوليو الماضى»، كان هذا تصريح المتحدث باسم الجيش الشعبى لتحرير السودان فيليب أجوير. أجوير زعم أن المجموعة المغيرة كانت تتألف من 800 عنصر خليط من وحدات عربية وجماعة جنوبية متمردة بقيادة الجنرالين المنشقين جوردون كونج وجورج أتور، وقتلت 15 جنديا وأصابت 31 فى اشتباكات بولاية أعالى النيل، كما أنه قتل 57 فردا من القوة المغيرة، «أتور» كان أحد القادة المخضرمين فى جيش الجنوب، وكان له دور بارز فى الحرب الأهلية مع الشمال، لكنه العام الماضى أعلن تمرده على الحركة الشعبية لتحرير السودان. إنهم يلقون دعما من حكومة الخرطوم، على حد قول أجوير، فهو جزء من الاستراتيجية المتبعة منهم لترهيب المدنيين الجنوبيين وإظهار الحكومة الجديدةبالجنوب فى مظهر الفاشلين غير القادرين على حماية أمنهم، إلا أن الشمال لم يقدم أى رد على تلك الاتهامات حتى الآن. الأمن بات ملفا يؤرق حكومة الرئيس الجنوبى سيلفا كير ميارديت، حيث باتت أعمال العنف والاشتباكات أمرا شبه يومى فى الدولة الوليدة، التى كان آخرها مقتل 600 شخص وإصابة نحو ألف وتشريد نحو ربع مليون آخرين فى اشتباكات قبلية بسبب خلاف حول رعى الماشية بين قبيلتى المورلى والنوير، كما أن الجنوب يسعى إلى استغلال الضغوط الغربية المفروضة على الرئيس السودانى عمر البشير، بسبب مزاعم وجود 8 مقابر جماعية فى ولاية جنوب كردفان.