قال مسؤول إسرائيلي إن لجنة حكومية تقدمت أمس بخطة لبناء 500 وحدة استيطانية في القدسالشرقية، رغم معارضة من الولاياتالمتحدة للبناء على أراضٍ فلسطينية محتلة. وأحيطت الموافقة المبدئية للجنة التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية على البناء الاستيطاني في رامات شلومو - وهو حي شيد على أرض بالضفة الغربية استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 وضمت إلى القدس في إجراء لا يحظى بالاعتراف في الخارج - بالكتمان في محاولة على ما يبدو للحيلولة دون الاحتكاك بواشنطن. وقبل أسبوع أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدما في تنفيذ خطط لبناء نحو 600 وحدة استيطانية في حي رامات شلومو و400 وحدة اخرى في هار حوما وهو حي آخر بالقدسالشرقية. وأعرب مسؤولون فلسطينيون عن قلقهم -وهو ما ردده المجتمع الدولي- بشأن المستوطنات التي يعتبرونها عقبة كبيرة تعرقل آمالهم في إقامة دولة مستقلة بالضفة الغربية وقطاع غزة تكون القدسالشرقية عاصمة لها. ولم تؤكد مسؤولة بوزارة الداخلية على الفور قرار اللجنة أمس الذي نقل مسؤول إسرائيلي تفاصيله ل«رويترز» شريطة عدم الكشف عن اسمه. وقال المسؤول إن إسرائيل تتحاشى الدعاية لهذه الخطوة وهي واحدة في سلسلة من المراحل اللوجستية والقانونية تسبق بدء عمليات البناء، وأضاف أنه تم خفض أعداد الوحدات الاستيطانية المقررة لحي رامات شلومو بسبب مخاوف بيئية. وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي، إن هذه التقارير تتناقض مع هدف الحكومة الإسرائيلية المعلن للتوصل لاتفاق سلام. وأبلغت ساكي الصحفيين «هذا نقيض لذلك» مضيفة أن الولاياتالمتحدة اطلعت على تقارير البناء المزمع لكنها ليس لديها تفاصيل. وقالت «مما يؤسف له أن يسير هذا قدما بالنظر ليس فقط إلى رأي الولاياتالمتحدة بل أيضا رأي الكثيرين في المجتمع الدولي». وطلب الاتحاد الأوروبي من إسرائيل تقديم إيضاحات بشأن تشجيع نتنياهو لمشروعي رامات شلومو وهار حوما. وواجه نتنياهو - الذي يشوب التوتر علاقاته بالرئيس الأمريكي باراك أوباما - انتقادات أيضا من البيت الأبيض في وقت سابق هذا الشهر بعد أن انتقلت نحو 20 أسرة من المستوطنين إلى منازل تم شراؤها في حي عربي بالقدسالشرقية يعيش به بالفعل نحو 500 مستوطن. وحذرت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المعارضة للاستيطان من أن المضي قدما في خطط رامات شلومو وهار حوما قد يؤجج التوتر في القدسالشرقية التي تشهد مصادمات يومية بين فلسطينيين من رماة الحجارة وقوات شرطة مكافحة الشغب. ويستوطن نحو نصف مليون إسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بين 2.4 مليون فلسطيني، وتقول محكمة العدل الدولية إن المستوطنات التي شيدتها إسرائيل هناك غير قانونية وهو رأي تطعن فيه تل أبيب.