كتب - صلاح لبن وباهر القاضي شهدت المنطقة المحيطة بمسجد الحسين، اليوم الإثنين، حالة من الهدوء الحذر، أثناء إحياء ذكرى "عاشوراء". وبدأ توافد الشيعة منذ أوائل شهر محرم، طبقًا لتصريحات القيادى الشيعي الطاهر الهاشمى ل«التحرير»، والذي أشار إلى أن الشيعة المصريين يتوافدون من جميع محافظات الجمهورية لإحياء ذكرى عاشوراء ليس من باب التحدي لأحد، مؤكدًا أن زيارات الشيعة ل"الحسين" تخلو من أي طقوس مخالفة من شق الملابس أو إصابة أو جرح أطراف الجسم، وما هي إلا زيارة الضريح والدعاء. الهاشمي سبق ووجّه الدعوة إلى شيخ الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية ونقابة الأشراف والمشيخة العامة للطرق الصوفية، لإحياء ذكرى عاشوراء بمسجد الإمام الحسين، اليوم الإثنين، مطالبًا شيخ الأزهر بضرورة إلقاء كلمة بهذه المناسبة وأن تكون موجهة عبر شاشات التلفيزيون للأمة الإسلامية باعتبار أن عاشوراء حادث أليم يخص كل المسلمين وليس الشيعة فقط. فيما انتشرت قوات الأمن لتأمين كافة المنافذ المؤدية إلى المسجد، في الوقت الذي ظهر فيه إقبال الشيعة للاحتفال بذكرى عاشوراء، واللافت أنه للمرة الأولى لم يعلن التيار السلفي عن تنظيم أي وقفة للاحتكاك لرصد تجاوزات الشيعة. ودفعت قوات الشرطة بمدرعات وسيارات للأمن المركزي تحسبًا لأي صراعات بين الشيعة والسلفيين، كما أغلقت قوات الأمن التابعة لقسم شرطة الجمالية جميع أبواب مسجد الحسين، وفتحت الباب الرئيسى فقط. فيما قال الشيخ أسامة الحديدي، إمام وخطيب مسجد الحسين، في تصريحات ل«التحرير»، إن المسجد مفتوح للجميع طوال اليوم ولم نرصد أي تجاوزات من الشيعة أثناء إحياء ذكرى عاشوراء. كما تم إغلاق باب السيدات والسماح لهن بالدخول من البوابة الرئيسية مع الرجال، بينما انتشر رجال المباحث فى جميع أرجاء حرم المسجد، خارجه وداخله. وظهرت حالة من الفرحة والسعادة بين الشيعة الذين حرصوا على زيارة مسجد الحسين والدعاء له، وتعد هي المرة الأولى من نوعها الذي لم يشهد فيه الاحتفال أي تجاوزات من جانب الشيعة كما هو المتعارف في العراق أو إيران من لطم على الخدود أو شق الجسد، بينما الحال اختلف بالنسبة لشيعة مصر الذين حرصوا على التواجد في أوقات الصلاه داخل المسجد بشكل لا يدعو للقلق. وتخلفت بعض الائتلافات السلفية التي كانت تحرص على الحضور للدخول في صراعات من شأنها إفساد احتفالات الشيعة.