يبدو أن اليمن مهددة بالتمزق في ظل الوضع الأمني المتدهور بالبلاد، وهو الأمر الذي لم يخفيه عبد الله الرضي، السفير اليمني ببريطانيا، الذي أشار إلى أن بلاده مهددة بالتمزيق مع التدهور الأمني الخطير، موضحًا أنه من الضروري أن تتوصل الأطراف المتحاربة باليمن، إلى اتفاق سلام، وأن يلتزم المانحون الدوليون بتعهداتهم بشأن المساعدات. ولفت الرضي، إلى أن اليمن لم يخسر كل شيء؛ لكنه يحتاج بصورة عاجلة إلى استلام مليارات الدولارات التي تعهد بها مانحون، قائلًا: "لم نر أيًا منها تقريبًا.. وما بذلته مجموعة أصدقاء اليمن، التي تضم 40 دولة لم يتجاوز الحديث عن المشكلة؛ إلّا بقدر ضئيل". في السياق ذاته تأتي دعوات الرضي، مع تجدد الاشتباكات المسلّحة بين الحوثيين من ناحية وتنظيم القاعدة من ناحية أخرى، وبالأخص في منطقة "قلعة رادع" التي تشهد مواجهات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وهو ما أكده شهود عيان، بقولهم إن جميع القبائل السنية خرجت للقتال إلى جانب عناصر القاعدة، وكل ذلك من أجل الحفاظ على مناطقهم من الحوثيين، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 18 من عناصر الحوثيين، كما قتل 5 حوثيين أخرين برصاص مجهولين في محافظة الحديدة، غربي اليمن. التوتر بين الحوثيين والقاعدة والنظام ليس هو الوحيد الذي يهدد اليمن؛ فهناك الحراك الجنوبي الذي يدعو إلى الانفصال؛ واليوم توعد بتصعيد احتجاجاته المطالبة بالانفصال عن الشمال، ودعا أنصاره إلى المشاركة في "يوم غضب" في عدن التي تشهد منذ عدة أيام اعتصامات مناهضة للحكومة المركزية. وفي خطوة تصعيدية تهدف إلى زيادة الضغط على الشمال، انضم الآلاف من موظفي المؤسسات الحكومية والنقابات العمالية في عدن، كبرى مدن الجنوب، إلى ساحة الاعتصام في حي خور مكسر بالمدينة، وتزداد يومًا بعد يوم خيم المحتجين من أنصار الحراك الجنوبي، الذين بدأوا في 14 أكتوبر، اعتصامًا مفتوحًا للمطالبة ب"فك الارتباط"، في محاولة لاستغلال الفراغ الحكومي وهشاشة الدولة في صنعاء. فيما انضمت إلى الاعتصام، نقابات موظفي شركة مصافي عدن وميناء عدن وشركة النفط والاتصالات والتربية والتعليم وإذاعة وتلفزيون عدن، وصحيفة 14 أكتوبر الرسمية وغيرها، ويرى قادة الحراك أن ما تشهده صنعاء منذ سقوطها بيد المسلحين الحوثيين وانشغال النظام بالصراع الدائر بين القوى الشمالية، عوامل تؤمن فرصة سانحة لاستعادة دولتهم الجنوبية السابقة التي كانت قائمة حتى العام 1990. هذا وهدد تنظيم القاعدة بنقل المعارك مع جماعة الحوثيين إلى محافظة صعدة، شمالي اليمن، وجاء التهديد في تسجيل مصور لمأمون حاتم، القيادي البارز بالقاعدة، ويقول فيه وسط مناصريه: "في حال بدأت المعركة مع جماعة الحوثي فإنها لن تتوقف إلّا في صعدة"، مشيرا إلى أنهم في حاجة إلى خطوات عملية لمواجهة الحوثي، مطالبًا في الوقت ذاته الجميع بالاستعداد بالسلاح وترتيب عملية التواصل بينهم، ومستبعدًا إجراء أي مفاوضات مع الحوثيين. ومنذ 21 سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة الحوثي، المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.