اعتبارات خاصة بالأمن القومى المصرى وراء استبعاد عرض قدَّمته ثانى أكبر شركة فى العالم متخصصة فى أعمال التكريك والأعمال البحرية بالقنوات والممرات الملاحية، للمشاركة فى أعمال حفر القناة الجديدة. التفاصيل الكاملة لأسباب رفض عرض الشركة الصينية، «تشاينا هاربور»، كشفت عنها مصادر رسمية مطلعة بهيئة قناة السويس، فى تصريحات خاصة ل«التحرير»، أوضحت فيها أن القيادة السياسية المصرية رفضت بشدة العرض المقدم من الشركة الصينية لسابق مشاركتها فى تنفيذ ميناء «أشدود» الإسرائيلى، بتكلفة تصل إلى نحو 3.3 مليار شيكل إسرائيلى، وهو الميناء المنافس لقناة السويس، وتسعى إسرائيل من خلاله لتهديد الأمن القومى المصرى، ليصبح بديلا للممر الملاحى الأهم فى العالم، وهو قناة السويس. المصادر كشفت أيضًا ولأول مرة تعاون حكومة الرئيس المعزول محمد مرسى، خلال سنة حكم الإخوان، مع الشركة الصينية، وهو تعاون يمتد لسنتين سابقتين، حيث سبق أن وقَّعت الشركة فى عهد المعزول اتفاقا مع الحكومة المصرية بقيمة 2 مليون دولار لدراسة إنشاء أنفاق فى محافظة الإسماعيلية، ويشمل المخطط العام للمشروع إنشاء: 4 أنفاق بالإسماعيلية و3 أنفاق ببورسعيد ونفق بالسويس. شركة «تشاينا هاربور» الصينية تحتل موقعًا ضمن كبرى شركات «التكريك» على مستوى العالم فى مشروعات تعميق القنوات الملاحية، وقامت بتنفيذ عديد من المشروعات الكبرى فى كل من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وقامت كذلك بتنفيذ عدد من المشروعات الكبرى فى الشرق الأوسط، من ضمنها المرحلة الأولى من مشروع ميناء الدوحة الجديد بميزانية 880 مليون دولار، والذى تم فيه حفر 58 مليون متر مكعب من المواد بمساحة 3.2 كيلومتر مربع على عمق 18 مترًا، لبناء جدار رصيف بحرى بطول 8 كيلومترات. على جانب آخر، تحركت الكراكات الخاصة المملوكة للشركة الوطنية الإماراتية متجهة من دبى إلى قناة السويس للبدء فى المشاركة فى أعمال الحفر، من بينها الكراكة والحفار «المارفا» الذى من المقرر أن يصل آخر شهر أكتوبر الحالى إلى السويس للعمل بالقطاع الجنوبى للقناة.