سوريا هى الأقرب إلى قلوب المصريين.. كثيرا ما تبدو دمشق لمن يراها للمرة الأولى توأم القاهرة، فما بالكم بمن تعود أن يراها 20 عاما متتالية.. لمهرجان دمشق مساحة خاصة فى قلبى، ومكتبتى السينمائية مدينة بنصفها على الأقل للكتب التى يصدرها المهرجان، وهى زاد ثقافى أعود إليه بين الحين والآخر وأتشمم بين سطورها عبير سوريا! توقف عديد من الأنشطة الثقافية فى الدول العربية التى عاشت ثورات الربيع العربى، إلا أن سوريا قررت أن تحيل مهرجان دمشق إلى سلاح توجه عن طريقه فوهات مدافعها إلى الشعب الذى يتطلع إلى الحرية.. يعقد المهرجان دورته التاسعة عشرة فى مطلع نوفمبر ليتحول من مهرجان ثقافى إلى منشور سياسى لتبييض وجه بشار.. وسوف تبدأ، إن لم تكن قد بدأت بالفعل، إدارة المهرجان فى الاتصال بعدد من النجوم أمثال نبيلة عبيد، ونادية الجندى، ويسرا، وليلى علوى، وسوسن بدر، ومحمود عبد العزيز، ولبلبة، وغيرهم، من أجل أن تتحول تلك التظاهرة إلى نوع من المبايعة لبشار.. يشارك فى الحضور نجوم سوريا الذين يراهنون بقوة على سرمدية بشار وكثيرا ما انطلقوا إلى الفضائيات من أجل دعم بشار، فهم لا يملكون فى ظل قبضة النظام الباطشة اختيارا آخر! دورة مهرجان دمشق سوف تستخدم فيها كل الأسلحة، ولا أستبعد فى هذه الحالة طبقا لعقلية النظام السورى أن يلتقى بشار مع ضيوف المهرجان لتصل الرسالة بأن النجوم العرب، لا السوريون فقط، يؤيدونه.. والافتتاح لن يصبح مجرد استعراض غنائى على المسرح، ولكنه سوف يتحول إلى خطب عصماء لتمجيد القيادة الحكيمة التى تتفنن فى قتل الشعب السورى بكل الأسلحة! حضور النجوم المصريين إلى تلك التظاهرة لا يعنى سوى أنهم يقفون ضد مشاعر الشعب السورى ويدعمون الطاغية.. أغلب نجومنا خصوصا الكبار منهم فى أثناء الثورة المصرية إما أنهم صمتوا حتى لا يُحسب عليهم موقف، وإما أنهم انحازوا إلى مبارك وخذلوا الشعب، الآن عليهم أن يصالحوا الناس ويعتبروا الثورة السورية ملحقا لتحسين الدرجات وتأكيد انحيازهم لتطلعات الشعوب العربية للحرية. من الممكن أن تتسامح مشاعر الناس مع فنان سورى يخشى انتقام بشار، ولكنها أبدا لن تتسامح مع فنان عربى يذهب مؤازرا لنظام قمعى يسعى إلى تكميم الأفواه.. سوف نرى فى مهرجان دمشق عددا بين النجوم السوريين من مؤيدى بشار أمثال دريد لحام، وسلاف فواخرجى، وسوزان نجم الدين، وجومانة مراد، وجمال سليمان، وبسام كوسا، وأسعد فضة، وغيرهم. عدد من الشباب مثل مى سكاف وكندة علوش وفارس الحلو. رفضوا أن يصبحوا صوتا للقمع، إلا أن الأغلبية من الكبار ستذهب لمبايعة الطاغية باستثناءات قليلة مثل منى واصف التى انحازت منذ اللحظات الأولى إلى الثورة.. لقد غنى لها الثوار «يا منى واصف رأسك عالى شمس الدنيا على جبينك.. الله يديمك لمحبينك الله ينصر دينك».. رغم أن منى عاصرت الأسدين الأب والابن، وحصلت على عشرات من التكريمات، فإنها فى لحظة مصيرية انضمت إلى الثوار! الجماهير السورية تتطلع إلى موقف الفنان المصرى، وأتصور أن الشعب المصرى والجمهور العربى ينتظر أن يرى الفنان المصرى مؤازرا لإرادة الشعب ضد نيران الطغاة.. هل ينجح نجومنا هذه المرة فى الانتصار للشعب السورى معلنين: لا لن نذهب لتبييض وجه من يقتل شعبه؟