لا شك أن الرجل قد تحول إلى حالة ميؤوس منها. عاد أردوغان من الأممالمتحدة ليتحدث أمام المنتدى الاقتصادى العالمى الذى عقد فى إسطنبول، فإذا به يكرر ما قاله فى نيويورك عن مصر، وبصورة أكثر صفاقة وأشد وقاحة. يبدو أن الرجل أراد أن يعوّض فضيحة حديثه أمام الكراسى الخالية فى الأممالمتحدة، بأن يتحدث فى بلاده مرددا نفس «الهلوسة» التى احتقرها العالم كله، ونفس الأكاذيب التى لم يعد يملك غيرها. لكنه كان يكشف عن عمق المأساة التى يعيشها رجل ربط مصيره بالإخوان، ووضع نفسه فى خدمة المؤامرة على مصر والعرب، واستعد ليكون السلطان العثمانى الجديد، فإذا به يفقد كل شىء مع سقوط حكم الإخوان فى مصر بعد ثورة شعبها التى استعادت الثورة من خاطفيها، وأنقذت الوطن من المتاجرين بالدين، وحولت أردوغان من حالم ب«السلطنة» إلى حامل «السلطانية».. بعد أن انكشف دوره ودور الإخوان كأطراف فى مؤامرة إعادة تقسيم المنطقة وإغراقها فى الحروب الطائفية باسم الإسلام المفترى عليه. مثل «الإخوان» يدرك الرجل أنه ماض فى طريق السقوط الكامل، لكنه لا يريد الاعتراف بالحقيقة التى يراها أمامه. يلجأ «مثل الإخوان» إلى ترديد الأكاذيب التى باتت مفضوحة أمام العالم كله. ينسى أنه ما زال رئيس دولة ويتصرف كرجل صغير ينفذ تعليمات تنظيم الإخوان من ناحية، وتوجيهات الرعاة الأكبر للمؤامرة فى أجهزة مخابرات واشنطن وحلف الناتو! مثل «الإخوان» يدرك الرجل أنه يمضى فى طريق السقوط النهائى، يعرف أن الشعب التركى لن يتركه بلا حساب. يحاول تبرير موقفه بالأكاذيب الوقحة حول مصر. ويحاول الاستمرار فى الخداع وتزييف الحقائق وتصوير نفسه على أنه المدافع عن الإسلام والمناصر للحريات.. لكن الواقع يكشفه يوما بعد يوم. المدافع عن الإسلام لا يتحالف مع عصابات الإرهاب من «الإخوان» حتى «داعش»، ولا يسهم فى تدمير سوريا بعد أن أسهم فى تدمير العراق!! ولا يتآمر على مصر ويعادى شعبها!! ولا يحيل بلاده إلى قاعدة للتآمر ضد مصر والعرب، وإلى ممر لعبور جماعات الإرهاب أو قاعدة لنشاطهم!! والمناصر للحريات لا يتحالف مع جماعات التكفير وقاطعى الرؤوس، ولا يجعل من بلاده حاملة أسوأ سجل فى سجن الصحفيين، ولا يبطش بالقضاة وأجهزة الأمن لأنهم كشفوا فساده وفساد أسرته، ولا يمنع العدالة من أن تطبق أحكام القانون، ويؤخر النهاية التى لا مفر منها لمن تحالف مع الإرهاب وباع مصالح بلاده من أجل أوهام شخصية سقطت فوضعت الرجل على حافة الجنون، يكاد لا يفعل شيئا إلا أن يردد صباح مساء: أنا طيب أردوغان، حليف الإخوان، وفى مصر انقلاب!! هى حالة ميؤوس منها، مثل «الإخوان» يسير الرجل فى طريق لا رجوع فيه، إصراره على إعلان العداء لمصر وشعبها لم يعد ممكنا السكوت عنه، أو التعامل معه ببيانات الإدانة، نترك خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية للقيادة السياسية لتتخذ القرار بشأنها، لكن القرار الشعبى بمقاطعة كل المنتجات التركية أصبح أمرا لازما، ووقف السفر السياحى إلى تركيا لم يعد منه مفر، والأهم من ذلك مخاطبة الشعب التركى الصديق عبر كل وسائل الإعلام المتاحة بأننا معه حتى يتخلص من استبداد داخلى يتحالف مع الإرهاب، ويتخفى تحت رداء الدين، ويدمر العلاقات بين تركيا والعرب. وتبقى التحية واجبة للأشقاء فى دولة الإمارات العربية وموقفهم الحاسم من هذا البهلوان التركى وصفاقته ضد مصر وشعبها. كان خطاب وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد أمام الأممالمتحدة صفعة على وجه أردوغان. وكان رسالة إلى الشعب التركى الصديق بأن رئيسه يلعب بالنار حين يعادى مصر، فيعادى الأمة العربية كلها.