اسم حمدان الصعيدى لن يمحى من ذاكرة الجريمة، الاسم الذى سطّر حروفه من دم ضحاياه سقط أخيرا ليلقى جزاءه الأوفى، بعد أن ظل يلغ فى دم الأبرياء طوال شهور طويلة صنعت منه أسطورة فى عالم الإجرام. «أسطورتى صنعها خوف الناس، وأقل صبى عندى بعصابة الحمبولى»، حمدان يدلو زاهيا بهذا الاعتراف ل«التحرير» ويعلن عن مفاجأة فى حواره معها، الرجل لم ينجب أطفالا رغم أنه كان متزوجا من ثلاث نساء من مدينة شبرا الخيمة، كما أنه كان على علاقة غير شرعية بفتاة بمنطقة الكابلات، كانت تحبه حبا شديدا، وحزنت كثيرا عندما علمت بخبر القبض عليه. حمدان مثلهم، بمجرد سقوطه ادعى أنه كان مثالا للشهامة والرجولة ولكن «ضيق العيش أجبرنى على أن أكون مجرما»، نشاطه الإجرامى بدأ فى عام 1992، عندما قام بسرقة المواطنين فى الطرقات العامة وداخل سيارات السرفيس بشبرا الخيمة، وألقى القبض عليه وحرر له أول محضر سرقات عامة بقسم ثانى شبرا الخيمة، ثم كون بمساعدة شقيقه الأكبر عصابة للسرقة بالإكراه، حتى ألقى القبض على شقيقه الذى مات فور خروجه من السجن، ليتولى هو شأن العصابة، حتى فاقت سمعته كبار مجرمى المنطقة الذين أطلقوا عليه «خُط شبرا». الصعيدى لم يتردد أمام كل من محمد على الله ومحمد الصاوى وكيلا نيابة قسم أول شبرا الخيمة بالاعتراف والتباهى بأن المتهم مطلوب على ذمة 34 قضية ما بين قتل خطأ، وقتل عمد، واتجار فى الأسلحة النارية والذخائر، وفرض السيطرة، وأعمال البلطجة وترويع الآمنين، وآخرها جريمة قتل عمد لسائق عندما أمطره بأكثر من 20 طلقة فى جميع أنحاء جسده. حمدان أكد ل«التحرير» أنه ارتكب جرائم خطف أبناء الأثرياء من مدينة شبرا الخيمة لابتزازهم وإرغامهم على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراح أبنائهم، كما حدث مع رجل الأعمال أشرف نصار تاجر الحديد المعروف بشبرا الخيمة، الذى قام حمدان بخطف ابنه وأوهمه أنه سيعيده إليه مقابل أن يدفع له 200 ألف جنيه، لكن رجل الأعمال أعطاه مئة ألف جنيه فقط، الأمر الذى جعل الصعيدى يطلق النار على مخزن حديد نصار ويتلف محتوياته، قبل أن يشعل النيران فيه، وكان أكثر ما تباهى به أيضا الصعيدى إجباره المطرب الشعبى سعد الصغير على دفع 50 ألف جنيه فدية مقابل إعادة سيارته «الهامر» التى سرقها منه. حمدان الصعيدى قال إنه قام بشراء ترسانة الأسلحة والذخائر التى وجدت معه من بيعه قطعة أرض ورثها عن أبيه اشترى بثمنها الأسلحة التى استخدمها فى جرائمه وساعده فى ذلك شقيق زوجته خالد فتحى حنفى، وشهرته خالد الجزار، 21 سنة، وأكد أن «السلاح الآلى والرشاش والخنجريان اليمنيين وأكثر من 900 طلقة نارية، يخصونى»، هكذا اعترف خط شبرا الخيمة فى نهاية التحقيق معه الذى أغلقت أوراقه مع آخر جفن فى عيون أبناء شبرا الخيمة، الذين شعروا بأنهم سيطبقون أجفانهم أخيرا فى نوم هانئ.