أخطأ من آمن بوجود قانون دولى إنسانى، وواهم من لا يزال واثقا بنبل نيات أى تدخل خارجى يرفع شعار «حقنًا للدماء»، فالمصالح تعلو على الأخلاق فى عالم السياسة والدماء لا تلقى العزاء سواء بالشجب والإدانة. مع اختفاء التحرك العربى وإخفاق جامعة «الأنظمة العربية» فى وقف حملة إبادة أحرار سوريا، تقف بلاد ال7000 شهيد فى مفترق طرق بين تدويل القضية وفتحها بالمزاد أمام القوى العالمية لتقاسم المصالح، وترك الأسد ماضيا دون رادع فى إبادة الثائرين. دخلت سوريا بفضل القمع الدامى لنظامها الأسدى مرحلة التدويل مع اتخاذ مجلس الأمن قراره بمواصلة المباحثات حول مسودة قرار عربى أوروبى يذكّر بالسيناريو اليمنى إلى حد كبير فى دعوته لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ونقل سلطات الرئيس السورى إلى نائبه طوال الفترة الانتقالية قبل إجراء انتخابات بإشراف عربى ودولى، بجانب إدانته الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والحريات على يد السلطات السورية ومطالبته إياها بالتعاون الكامل مع بعثة المراقبين. جاء رد دمشق متوقَّعا على مشروع القرار الذى قدمه المغرب -الدولة العربية الوحيدة بمجلس الأمن- بعد اعتراض روسيا على بعض مواده، حيث اعتبرت موسكو مسودة القرار غير مقبولة، إلا انها أعربت عن استعدادها لمناقشة بعض بنوده، بينما صرح المندوب السورى بالأمم المتحدةبشار الجعفرى بأن سوريا تعارض أى مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن دون التشاور مع دمشق وبعيدا عن خطة العمل العربية المتعلقة بتوقيع البروتوكول، متهما بعض الدول العربية بتنفيذ خطط خارجية للتدخل فى شؤون دمشق. وبالتزامن مع وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى برفقة وزير الخارجية القطرى أمس إلى نيويورك من أجل طلب إقرار المبادرة العربية، تستمر «مهاترات» بعثة المراقبين مع إعلان المغرب سحب مراقبيه، وتصريح رئيس البعثة بأن معدلات العنف تصاعدت بشكل كبير فى الأيام الأخيرة، مطالبا بوقف العنف حفاظا على أرواح الشعب السورى. أما أحرار سوريا، فما زالوا يقدمون أرواحهم فداء لطلبهم الحرية ليسقط عشرات الشهداء منذ فجر أمس فى حمص وحلب ودير الزور وريف دمشق فى أعقاب مقتل 102 فى جمعة «حق الدفاع عن النفس»، وتتهم السفارة السورية بالقاهرة عملية الاقتحام التى شهدتها أول من أمس تزامنا مع مجازر هذا اليوم، وتسمى عشرات السوريين الذين شنوا الهجوم ب«المخربين التابعين لمجلس إسطنبول»، وتتهمهم بتلقى تمويل من دولة خليجية معروفة تستهدف سوريا، داعية مصر إلى تحمل مسؤوليتها فى حماية السفارة.