تتكرر المشاهد رغم اختلاف الساحات والوجوه، فها هو القرار العربى الذى طال انتظاره قد جاء بترحيب دولى وهتاف شعبى مؤيد من أحرار سوريا، بينما امتلأت ساحتا السبع بحرات والأمويين بدمشق بحشود رافضة لقرار الجامعة، انتصارا للنظام السورى. سريعا جاء رد النظام السورى على القرار العربى دبلوماسيا برفض المندوب السورى للقرار فى البداية ثم إعلان سوريا ترحيبها بقدوم اللجنة الوزارية العربية قبل 16 من الشهر الجارى كما تحدث التليفزيون السورى عن دعوة دمشق لعقد قمة عربية طارئة لمعالجة الأزمة السورية وبحث تداعياتها. وعلى الصعيد الميدانى تواصل القتل والقصف العنيف حيث شهد أول من أمس، سقوط 24 قتيلا على الأقل معظمهم فى حمص كما تعرضت السفارة السعودية فى دمشق وكذلك القنصليتان الفرنسية والتركية فى مدينة اللاذقية إلى هجوم من حشود مسلحة بعصى وسكاكين مما دفع أنقرة إلى اتخاذ إجراءات لبدء إجلاء البعثات الدبلوماسية وعائلاتهم من السفارة والقنصليات، وشهدت سفارة قطر بدمشق تجمعا للمتظاهرين أمامها. وفى نفس الوقت تواصلت الحملات العسكرية لقوات الأسد، حيث شهدت الرستن بحمص انفجارا ضخما وانشقاقا جديدا، بينما توالى خروج أحرار سوريا فى مظاهرات مؤيدة لقرار الجامعة العربية. فى المقابل علق المجلس الوطنى السورى على قرار الجامعة فى بيان إعلامى حصلت «التحرير» على نسخة منه بقوله: «يؤكد المجلس الوطنى السورى ترحيبه بالقرارات التى أصدرها المجلس الوزارى العربى، ويعتبر أنها خطوة فى الاتجاه الصحيح» كما أكد المجلس فى معرض بيانه جاهزيته للتفاوض حول الفترة الانتقالية ضمن نطاق الجامعة، بما يضمن تنحى الأسد وانتقال السلطة إلى حكومة ديمقراطية تعبر عن الشعب السورى ولا تضم أيا من مكونات النظام ممن تلوثت أيديهم بالدماء. وعلى الصعيد الدولى، لاقى القرار العربى ترحيبا واسعا، فأشاد به الرئيس الأمريكى أوباما ورحبت به فرنسا، كما انضمت بريطانيا والأمم المتحدة إلى سلسلة المؤيدين للقرار. رغم صدور القرار بعد انتظار طويل إلا أنه يقف حائرا بين التعبير عن موقف صارم للجامعة العربية يبعث برسالة تزيد من عزلة الأسد وبين إمكانية الذهاب بالقضية السورية لمصير التدويل مباشرة لتلحق بليبيا، ومن قبلها العراق اللتين لاقتا قرارا مشابها من قبل بتجميد العضوية فكان التدخل الأجنبى الذى ذهب بالعراق إلى الدمار وما زال يقدم وعوده إلى ليبيا بإعادة الإعمار بعد خرابها.