النظام البحرينى لا يجد غضاضة فى قمع وتعذيب أصوات المعارضة، وتكميم أفواه المطالبين بالحرية والديمقراطية، ولا يرى عيبا فى قتلهم أحيانا إذا لزم الأمر كما فعلت قوات الأمن مع العشرات من الشيعة، ولا تزال مستمرة على الدرب. وعلى ما يبدو يتجه المتظاهرون فى البحرين إلى تصعيد غضبهم ضد النظام، حيث توعّدوا باستعادة انتفاضتهم المسلوبة مع اقتراب الذكرى الأولى لها، بعد مقتل 4 متظاهرين على يد قوات الأمن البحرينية، حسبما أكد الناشط الحقوقى نبيل رجب، الذى أوضح أن المتظاهرين قتلوا بواسطة الدهس والتعذيب ورصاص الخرطوش والاختناق جرّاء قنابل الغاز، وهم: الحاج سعيد على السكرى، وعباس جعفر الشيخ، ومحمد إبراهيم على يعقوب، ومنتظر سعيد فخر. وحسب الرواية الرسمية التى نقلتها وكالة الأنباء البحرينية الرسمية عن مسؤول فى الشرطة، فإن أحد المتظاهرين الذى قبض عليه بسبب «المشاركة فى أعمال عنف وتخريب»، توفى لأسباب طبيعية بسبب مرض مزمن فى المستشفى، وهو رهن الاحتجاز. غير أن جمعية الوفاق المعارضة الشيعية، تقول إن الشاب منتظر سعيد فخر البالغ من العمر 19 عاما أصيب بعدما حشر بين سيارتين للشرطة لدى محاولته الفرار فى أثناء احتجاج، واعتقل وتعرض للتعذيب بدلا من أن يعالج. وعلى الصعيد الدولى دعت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية، أول من أمس، إلى التحقيق فى وفاة أكثر من 12 متظاهرا، حيث قالت حسيبة حاج صحراوى نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى المنظمة، «إن الارتفاع فى عدد القتلى وروايات شهود العيان تثبت أن قوات الأمن البحرينية تستخدم الغاز المسيل للدموع بطريقة غير متناسبة، حتى داخل منازل الناس والأماكن الضيقة». كما دعت المنظمة الولاياتالمتحدة إلى وقف عمليات تصدير الغاز المسيل للدموع وغيره من معدات مكافحة الشغب إلى السلطات البحرينية، وذلك بعد ربط واشنطن بين صفقة أسلحة قيمتها 53 مليون دولار ومدى استجابة المملكة لنتائج وتوصيات التحقيقات.