ثمة حرب قذرة تشنها قوى الثورة المضادة ضد ثوارنا الأحرار، وقد أخذت هذه الحرب أشكالا كثيرة، كما استخدمت فيها -للأسف الشديد- أجهزة الدولة الرسمية لسحق الثوار، وكسر إرادتهم، بالإضافة إلى تشويه صورتهم من خلال الأبواق الإعلامية التابعة لجنود فرعون! فمن الأخبار العادية التى نتابعها كل حين، خبر اختطاف ناشط سياسى، واستجوابه وهو معصوب العينين! ثم احتجازه لفترة قصيرة، أو طويلة! وبعضهم يتعرض لإهانات، وتعذيب شديد بلا أى مبرر، سوى إرهاب الآخرين، بمنطق «اضرب المربوط.. يخاف السايب». فما زال جهاز أمن الدولة يمارس عمله الإجرامى كما كان قبل الثورة! فكل ما حدث بعد الثورة أنهم غيروا اسمه فقط لا غير! وثمة أجهزة سيادية أخرى تتعامل بنفس المنطق القديم مع المواطن المصرى، باعتباره كائنا بلا أى حقوق! وإذا أردت الآن أن أقدم لك يا صديقى سجلا حافلا بكل ما حدث من انتهاكات لحقوق الإنسان منذ الحادى عشر من شهر فبراير الماضى، وحتى اليوم، فلن تكفى كل صفحات هذه الصحيفة، ولعلك تعرف بعضا مما تعرض له الثوار بعد الثورة، فبالإضافة إلى عمليات القتل والضرب والسحل والتعذيب التى حدثت فى ميدان التحرير، وعند السفارة الإسرائيلية، وأمام مسرح البالون، وماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، وقصر العينى، وغيرها، هناك كذلك عمليات خطف، واعتداءات، واعتقالات، وتعذيب حدثت كثيرا خارج أرض المعركة! ومن هذه الجرائم اللا إنسانية، ما تعرض له شاب صغير (17 سنة) طالب فى الثانوية العامة، يدعى أحمد محمد طه، تم اختطافه من الشارع، وضربه بقسوة شديدة، وسحله على الأرض، ثم تم الاعتداء عليه جنسيا فى داخل غرفة بدار القضاء العالى! فيا ترى ما رد فعل سيادة المستشار حسام الغريانى، رئيس مجلس القضاء الأعلى، حين يعرف تفاصيل ما يحدث فى داخل مؤسسات العدالة؟! ويضاف إلى كل ما سبق، ما ارتكبه وكيل النيابة فى أثناء مباشرته هذه الواقعة، إذ رفض توثيق ما تعرض له الشاب من انتهاكات يندى لها الجبين، كما رفض إجراء الكشف الطبى عليه، ورفض أيضا إحضار محامٍ له، لينتهى الأمر بحبسه على ذمة التحقيقات، رغم أنه ما زال حدثا! هذا مجرد مثال، وغيره كثير، فقد كشف الناشط يحيى عياش، عضو حملة «عسكر كاذبون»، فى مقطع فيديو نشره على «يوتيوب» عن تفاصيل واقعة اختطافه من قِبل مجموعة تستخدم سيارات الشرطة، وذلك فى يوم 30 ديسمبر 2011، وقد تم احتجازه ليومين، وتعذيبه بالكهرباء، لإجباره على اتهام الناشط جورج إسحاق، والقيادى السابق بالإخوان محمد حبيب، بتمويله للقيام بأعمال شغب! وفى الأيام الأخيرة حدث تصعيد فى أساليب حربهم القذرة على الثوار، فقد وصلنا إلى عمليات اغتيال دموية تتم على قارعةالطريق بقصد التخلص من الثوار، وإرهابهم، وكسر إرادتهم، إذ يظنون أن وسائلهم القذرة هذه ستوقف الثورة، فى حين أن ثورتنا مستمرة، وسنحاكم كل من تلوثت يداه بدماء شعبنا العظيم.