أكدت عضو الحزب الديمقراطي العربي في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي أن ثورة الشباب في مصر أعادت من جديد الإعتبار للشعب كقوة إستراتيجية ناسفة لأنظمة الاستبداد والقمع، مشيرة إلى أن توالي الثورات العربية في العالم العربي جاء بمثابة تغير واضح لإسرائيل وباتت تستعد لكافة الاحتمالات المفتوحة. وقالت الزعبي ،في محاضرة نظمها ملتقى «روافد» الثقافي بمدينة «السلط» بمحافظة البلقاء الأردنية (30 كيلو مترا غرب عمان) بعنوان «اثر الصراع الإسرائيلي العربي على الثورات العربية»، إن نظام الرئيس السابق حسني مبارك أعطى غطاء عربيا لإستمرار المفاوضات مع إسرائيل في ظل سياسات الاستيطان وتهويد القدس، لافتة إلى أن الدور المصري المتعاون مع إسرائيل ستنسفه تداعيات الثورة المصرية ورجوع سيادة القرار السياسي لشعب مصر العظيم »فالثورة أعادت للشعوب دورها» ووصفت الثورات العربية والتي لا تزال تداعياتها تتواصل داخل العديد من البلاد العربية بالتغييرات الجذرية البالغة الأهمية على المستوى الإقليمي حيث ستشهد المرحلة المقبلة بناءاً عربيا للديمقراطية وقالت إن الشعوب العربية تحمل القضية الفلسطينية في وجدانها رغم أن إسرائيل لم تفهم ذلك بعد وهي تظن أن الشعوب العربية ثارت فقط على قضايا داخلية دون أن تمس الثورة الكرامة الوطنية العامة. وأضافت الزعبي أن العالم لم يشهد بعد جميع تداعيات الثورات العربية من خلال الخارطة السياسية الجديدة والتي سترافقها الحسابات الإسرائيلية المعتمدة على تعزيز سيناريو تكثيف المحاولات الدبلوماسية للإسراع في تسوية الأوضاع في المنطقة. في حين يبقى السيناريو الأخير زيادة اعتماد إسرائيل على الحلول العسكرية والتي لم تزل تؤمن بها وأشارت إلى أن تطور هذا الصراع ومجرياته اعتمدا في العقد الأخير تحديدا، ما قبل ذلك، ومنذ أوسلو، وحتى محادثات مدريد، على عاملين أحدهم ضعف العالم العربي والآخر التنصل من القضية الفلسطينية كقضية عربية تتعاطى معها الشعوب العربية، وقالت «من الواضح أن حسابات إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستتغير بعد سقوط نظام مباركوقالت عضو الحزب الديمقراطي العربي في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي إنه في الوقت الذي يظن فيه كثيرون أن إسرائيل ستقلل من اعتمادها على القوة العسكرية وستحاول استباق تداعيات الثورات العربية» ، يبدو إن إسرائيل تأخذ المنحى النقيض وهو زيادة الاعتماد الاعتماد على القوة العسكرية ورفع الميزانية العسكرية. وأكدت الزعبي أن عرب 48 هم جزء من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وجزء رئيسي من حل القضية مطالبة بالتمثيل السياسي الفلسطيني الرسمي والعربي ، مؤكدة بأن عرب 48 هم عرب فلسطينيون ومواطنون في إسرائيل وأشارت إلى أن إسرائيل قد أبقت في المدن التابعة لها أضعف فئات الشعب الفلسطيني وأفرغتها من النخب السياسية والاقتصادية ، مؤكدة أن التدمير الإسرائيلي قد آتى على مختلف أنواع بنية المجتمع الفلسطيني وأوضحت أن عرب 48 يعيشون على ما مساحته 3\% من مجمل الأراضي الفلسطينية بعد أن أنشأت إسرائيل وعلى مدار 30 عاما ما يزيد عن 700 قرية ومدينة مشيرة الى أن إسرائيل ومن خلال القوانين التي تسنها وخاصة فيما يتعلق بمصادرة الأراضي الفلسطينية تسعى الى منع التواصل الجغرافي بين المدن والقرى الفلسطينية. وكشفت الزعبي أن عرب إسرائيل يعيشون على هامش المجتمع الإسرائيلي حيث تشكل نسبة العاملين منهم في القطاع العام 2\% وفي القطاع الخاص اقل من 1\% ، معتبرة أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى الى تطهير عرقي بطيء لإخلاء فلسطين من مواطنيها.