أكدت النائبة العربية بالكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي أهمية التغييرات الجذرية التي أحدثتها ثورة25 يناير في مصر والتي لاتزال تداعياتها تتواصل داخل البلاد وخارجها, خاصة علي المستوي الإقليمي. ان ثورة الشبابفي مصر أعادت من جديد الاعتبار للشعب كقوة استراتيجية ناسفة لأنظمة الاستبداد والقمع. انتخبت حنين الزعبي عام2009 كأول نائبة في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي, وهو الحزب الذي يمثل التيار القومي لدي فلسطيني الداخل عرب48. وقد شاركت في أسطول الحرية التضامني مع قطاع غزة في مايو العام الماضي والذي هدف الي ايصال المساعدات الي أهالي قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ اكثر من ثلاث سنوات, وقد دفعت ثمن مشاركتها غاليا عقب عودتها الي إسرائيل. يشار الي ان السفن المشاركة في أسطول الحرية تعرضت لهجوم عنيف من قبل البحرية الإسرائيلية نجم عنه مقتل ثمانية أتراك وأمريكي من أصل تركي. وقالت الزعبي: ما من شك أن تداعيات هذه الثورة ستعيد النظر في الغطاء المصري الذي تم توفيره في مسيرة الخنوع والضعف والتنسق مع إسرائيل التي سارت بها السلطة الفلسطينية والنظام المصري معا, اضافة الي محور كامل مع الدول العربية يسمي بلغة إسرائيل/ محور الاعتدال. واضافت من الواضح ان حسابات إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستتغير) بعد سقوط نظام مبارك(حيث اعتمد الطرفان علي وجود حليف استراتيجي عربي, وهو النظام المصري, منسجم مع السياسات العدوانية الإسرائيلية من جهة ومع سياسات التنازل الفلسطينية الرسمية من جهة أخري. وتابعت: أعطي نظام مبارك غطاء عربيا لاستمرار المفاوضات مع إسرائيل في ظل سياسات الاستيطان وتهويد القدس, وقد وضع نفس النظام شروطا أمريكية الصنع للوحدة بين فتح وحماس وضيق علي المقاومة الفلسطينية تماشيا مع سياسات منع الإرهاب وفرض الحصار علي الفلسطينيين من الجهة المصرية. كل هذا الدور المصري المتعاون مع إسرائيل ستنسفه تداعيات الثورة المصرية ورجوع سيادة القرار السياسي لشعب مصر العظيم فالثورة أ عادت للشعوب دورها. وأكدت النائبة أن الشعوب العربية تحمل القضية الفلسطينية في وجدانها رغم ان إسرائيل لم تفهم ذلك بعد وهي تظن ان الشعوب العربية ثارت فقط علي قضايا داخلية دون أن تمس الثورة الكرامة الوطنية العامة. وقالت إنه في الوقت الذي يظن فيه كثيرون أن إسرائيل ستقلل من اعتمادها علي القوة العسكرية وستحاول استباق تداعيات الثورات العربية, يبدو ان إسرائيل تأخذ المنحي النقيض وهوزيادة الاعتماد علي القوة العسكرية ورفع الميزانية العسكرية. وأضافت نحن نستطيع أن نقول إن المرحلة الجديدة التي تؤسس لها الثورات العربية تستطيع ان تكون مرحلة جديدة أيضا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي, ومن الطبيعي والمنطقي أن تكون كذلك. وأشارت النائبة العربية بالكنيست إلي أن تطور هذا الصراع ومجرياته اعتمد في العقد الأخير تحديدا,وحتي ماقبل ذلك ومنذ أوسلو وحتي منذ محادثات مدريد, علي عاملين أولهما ضعف العالم العربي وثانيهما التنصل من القضية الفلسطينية كقضية عربية تتعاطي معها الشعوب العربية. وأوضحت الزعبي أنه عندما ينبض قلب مصر تنبض معها إرادة العالم العربي بأكمله ونحن الفلسطينيين نضعف كثيرا بعالم عربي ضعيف ومتخاذل ومسلوب الإرادة, مشيرة إلي أن الثورة فتحت أفق الانتفاضة الشعبية من جديد.