طائرات مجهولة فى أجواء طرابلس تقصف قوات «مصراتة» ومحمود جبريل: تركياوقطر مسؤولتان عن تدعيم 1600 ميليشيا يوم جديد من الفوضى الكاملة شهدته ليبيا أمس الإثنين، فالحكومة الليبية عاجزة عن فرض أى سيطرة لها، لا على الأرض ولا فى الأجواء الليبية، لا سيما العاصمة طرابلس، حيث قال سكان إن طائرات حربية غير معروفة الهوية طارت فوق العاصمة فى ساعة مبكرة من صباح أمس وسمع دوى انفجارات. وقالت قناة تليفزيونية ليبية إن طائرات استهدفت مواقع فى طرابلس يدور قتال بين الميليشيات للسيطرة عليها منذ شهر، فى حين قال سكان فى طرابلس إنهم سمعوا دوى عدة انفجارات، ولكنهم قالوا إن سببها غير واضح. وساد الهدوء المدينة بعد ذلك. وقال مسؤول رفيع المستوى فى وزارة الخارجية الليبية حسب ما نقلت عنه مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية إن الحكومة لا تعرف هوية الطائرات المغيرة. وتوقع بعض السكان المحليين أن تكون تلك الطائرات تابعة لفرنسا أو إيطاليا أو «الناتو»، إلا أن متحدثا باسم الأممالمتحدة نفى ذلك. بينما صرح رئيس الحكومة المؤقتة السابق على زيدان بتلقيه مكالمات هاتفية من مسؤولين غربيين، صباح أمس الإثنين، يمثلون إيطاليا وفرنسا وبريطانيا ينفون فيها مسؤولية دولهم عن القصف الجوى الذى تعرضت له بعض المواقع قرب طرابلس الليلة الماضية. وقال زيدان، فى مكالمة هاتفية ل«بوابة الوسط»: «إن الذين اتصلوا به أكدوا له أن دولهم تقف على الحياد بين جميع الأطراف المتصارعة فى ليبيا، ولا يشجعون طرفًا ضد آخر، ويدعون إلى وقف إطلاق النار فى بنغازى وطرابلس واللجوء إلى الحوار، وما يفرزه صندوق الاقتراع من نتائج». ولم تعلن أى من الميليشيات المتحاربة أنها قامت بعمليات جوية. ويسود الهدوء مدينة طرابلس حاليا، وقد سكتت المدافع التى كانت تسمع أصوات قصفها المتبادل بين الميليشيات المتحاربة من مدينة مصراتة ومقاتلين مرتبطين ببلدة الزنتان الغربية بعد يوم القتال أول من أمس «الأحد» فى مناطق بطرابلس. وقالت بعثة الأممالمتحدة فى ليبيا فى بيان إنها «تأسف بشدة لعدم وجود استجابة للمناشدات الدولية المتكررة ولجهودها الخاصة لأجل وقف فورى لإطلاق النار». وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص الجديد برناردينو ليون، الذى سيباشر عمله رسميا فى أول سبتمبر، إنه يسعى لإنهاء القتال وربما يتوجه إلى طرابلس فى موعد لا يتجاوز الأسبوع المقبل. وقد أصبحت ليبيا الجديدة مصدر قلق دائم لجيرانها، حيث رفعت السلطات المغربية حالة التأهب الأمنى، الأحد، كما نشر الجيش عددا من وحداته العسكرية وبطاريات الصواريخ فى مواقع استراتيجية ببعض المدن. وأظهرت صور نشرت وحدات عسكرية ومضادات للطائرات فى بعض المدن المغربية، دون تصريح رسمى أو تأكيد يوضح الهدف من نشر تلك القوات. لكن مصادر محلية تربط بين الاستنفار الأمنى الحالى، ومخاوف من تنامى قدرات الجماعات المسلحة فى ليبيا، وحصولها على طائرات عقب المعارك التى دارت قرب مطار طرابلس من جهة، وارتفاع نبرة تهديد المغرب من طرف تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذى ينتمى إليه المئات من المقاتلين المغاربة، من جهة أخرى. وتحدثت تقارير محلية عن تحذير صدر من الاستخبارات الأمريكية، نبهت فيه المغرب إلى إمكانية استهداف تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى وأنصار الشريعة لأكبر المدن المغربية. ومن جانب آخر، معاناة ليبيا تنكشف من خلال تصريحات رئيس الوزراء الليبى الأسبق الدكتور محمود جبريل، الذى قال إن تركياوقطر مسؤولتان عن تدعيم 1600 ميليشيا فى ليبيا، وتهريب 22 مليون قطعة سلاح داخل البلاد، بجانب التمويلات التى تتدفق على طربلس، داعيا إلى ضرورة وقف هذا الاقتتال مع البدء فى مفاوضات جادة وحقيقية لوقف الاقتتال اليومى وإنهاء الانقسام والصراع، واصفًا الحال الليبى بأنه صراع «قوة الحق وحق القوة». جبريل أضاف خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم مساء أول من أمس (الأحد) فى نقابة الصحفيين بمصر تحت عنوان «مستقبل الأوضاع فى ليبيا عن الأزمة الليبية والربيع العربى منذ اندلاع الثورات وحتى الآن»: «إن الدماء التى سالت فى ليبيا وما زالت تسيل سببها الحقيقى أمير قطر، لرفضه حل الميليشيات الليبية بعد سقوط معمر القذافى، وقوله بالحرف الواحد للقوى السياسية الليبية: على الثوار أن يحملوا السلاح»، مشيرًا إلى نزوح 50 ألف ليبى من طرابلس، لتفرغ الساحة تماما فى البلدة للميليشيات التى تقوم بأعمال الاقتتال اليومى.